قاطيشا لـ«جنوبية»: المفاوضات «بيع وشراء داخلية»..و «حزب الله» يملك «البطاقة الحمراء»!

وهبي قاطيشا
من المفروض أن يستأنف لبنان غدا الثلاثاء جلسات التفاوض- الكباش مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، لكن الانظار تتجه إلى قدرته على تحصيل 1430 كلم مربع إضافية من المنطقة الاقتصادية الخاصة، من دون تعديل المرسوم 6433 في الامم المتحدة. فهل ينجح لبنان في هذا التكتيك؟

 تنطلق غدا الثلاثاء الجولة الخامسة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد توقف قسري لها في 2 كانون الاول من العام 2020، عقب إعلان الوفد اللبناني المفاوض حق لبنان ب1430 كلم مربع إضافي، من المنطقة الاقتصادية الخالصة يريد التفاوض عليها بالاضافة إلى 860 كلم، التي تم إعتمادها كنقطة بداية للتفاوض أو ما يعرف بخط “هوف”.
صحيح أن إطار التفاوض هو نفسه أي تحت رعاية الامم المتحدة في الناقورة وبوجود الوسيط الاميركي، إلا أن لبنان ذاهب إلى المفاوضات من دون تعديل المرسوم 6433 الذي يعطيه الحق بالمطالبة ب1430 كلم مربع إضافي، أو المطالبة بإنطلاق المفاوضات من النقطة 29 من المنطقة الاقتصادية الخالصة بل من النقطة 23 (خط هوف).
وإن كان الطرف الاميركي والاسرائيلي أعلنا قبولهما بإستعانة لبنان بخبراء دوليين لتحديد الحدود إذا لزم الامر. نقاط ضعف و قوة كل ما سبق يدفع لطرح السؤال التالي ما هي نقاط ضعف وقوة هذه الالية الجديدة التي سيعتمدها لبنان للتفاوض؟

قاطيشا

يجيب النائب في كتلة “الجمهورية القوية” النائب والخبير العسكري وهبة قاطيشا “جنوبية” على هذا السؤال بالقول:”المؤسف أن  لبنان يدخل الجولة الخامسة من مفاوضاته مع إسرائيل، وفي جعبته العديد من نقاط الضعف وأولها عدم وجود موقف داخلي موحد تجاه هذه المفاوضات، بمعنى أن كل طرف سياسي كان يريد إحتكار المفاوضات لتحقيق مكاسب سياسية”.

قاطيشا: لم يصدر عن الحزب قبوله او رفضه لخط هوف وعندما يحتاج الامر يمكنه تحويل الملف إلى مزارع شبعا ثانية

ولفت إلى أن “هذا ما شاهدناه بداية من خلال الاختلاف على قيادة المفاوضات بين الرئيس نبيه بري وخلفه حزب الله من جهة، وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه من جهة أخرى  والسبب في هذا التخبط هو غياب الدولة الحقيقية”.

ويشرح قاطيشا أن “نقطة الضعف الثانية هي أن لبنان لم يُبلغ الامم المتحدة بحقوقه من الخط 29  في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وهذا الامر نحن نعرفه منذ 10 سنوات لكننا لم نستخدمه لصالحنا”.

إقرأ ايضاً: في حياته ومماته..سليماني «ينتصر» على «أهل البيت»!

ويشير إلى أن “نقطة الضعف الثالثة هي محاولة رئيس الجمهورية أن “يبيع” للولايات المتحدة الاميركية موقفا في السياسة علها تسهل له ملفات أخرى وهذا يعني أن المفاوضات صارت وفقا لقاعدة “بيع  وشراء داخلية” وهذا ما يضع  لبنان في موقف ضعف سواء مع الدولة الراعية للمفاوضات او الدولة التي نتفاوض معها حول حقوقنا”.

لا يمكن الدرس خلال القتال

ويضيف: “كل دول العالم تعتمد خلال المفاوضات، على طرح الحد الاقصى من المكاسب أو الاهداف التي تريد تحقيقها، مع هامش التنازل عن القليل منها من أجل الوصول إلى هدفها الرئيسي، بينما حاليا لا نعرف إذا كنا سنعتمد خط هوف كمعيار أو أن هناك معيارا آخر سنتبناه”.

عون يحاول أن “يبيع” اميركا موقفا في السياسة علها تسهل له ملفات أخرى وهذا يعني أن المفاوضات صارت وفقا لقاعدة “بيع وشراء داخلية”

وإعتبر ، ان ” الاستعانة بخبراء جدد خلال المفاوضات هو ذر للرماد في العيون، لأنه منذ عشر سنوات لم نتحرك لتثبيت المرسوم 6433، فهل يمكن تثبيته خلال المفاوضات، هناك قاعدة عسكرية تقول (لا يمكن الدرس أثناء القتال) فهذا الامر لا يستقيم لأن المستندات في الامم المتحدة تقول عكس المرسوم”. ماذا عن موقف حزب الله من كل ما يجري ؟

ويجيب قاطيشا:”حزب الله ساعة يشاء يمكنه رفع البطاقة الحمراء  لوقف المفاوضات، وهو يترك رئيس الجمهورية للقيام بعملية التفاوض فإذ نجح فهذا نجاح للحزب وإذا فشل فهذا لا يدينه”.ويختم:” لم يصدر عن الحزب قبوله او رفضه لخط هوف، وعندما يحتاج الامر يمكنه تحويل الملف إلى مزارع شبعا ثانية”.

السابق
في حياته ومماته..سليماني «ينتصر» على «أهل البيت»!
التالي
تعرية إسرائيلية لتحركات حزب الله جنوباً.. هكذا هجّروا المسيحيين وحوّلوا قراهم الى مواقع عسكرية!