نوه بتاريخه المقاوم.. بزيع: العلامة الأمين ينتصر للشعراء أكثر من إنتصاره لنفسه

بعدما صدم رحيله اللبنانيين والعرب، فنّد الشاعر شوقي بزيع تاريخ معرفته بالعلّامة الراحل السيد محمد حسن الأمين متطرقاً لعلاقة السيد مع الشعر الشعراء ويكشف عن تاريخه المُقاوم

قال الشاعر شوقي بزيع العلامة السيد محمد حسن الأمين قائلاً: “بالتأكيد خسرنا بفقدان العلامة الأمين أحد اهم المنارات المضيئة في هذا الوطن المعتم على كل الأصعدة فخسارته للحقيقة ليست فقط خسترة شخص ولكن خسارته بما يمثل من قيم التعدد والانفتاح والسماحة”.

ومستشهداً بقول الفرذق في عصر الإمام زين العابدين، قال بزيع في لقاء اذاعي، مع الصحافي يقظان التقي ببرنامج “مغازين سياسي”: “سهل الخليقة لا تُخشى بوادره ما يعني في هذا الانفتاح على العالم وقبول كل ما هو مختلف، هذا الشيء الذي ينقصنا وينقص الناس الذي ناصبوه العداء للسيد لذلك كانت لنا كلمة عنه هي شهادة انتصار له ولمن يمثل كانت ردة الفعل الأولى لأنني لم اكن قادراً على الذهاب إلى تشييعه بنتيجة الوباء، والسيد رحل قبل يوم واحد من أخذ اللقاح وهذه كانت مأساة حقيقية ويعز علي أنني لم أكن في يوم تشييعه”.

إقرأ أيضاً:: «عزاؤنا في استمرار مدرسة الفكر».. بيضون عن العلّامة الأمين: رحل «ابن رشد القرن العشرين»!

رافضاً الطعن بمصداقية هذا الإنسان الاستثنائي بصلابته وبمقاومته ضد العدو الإسرائيلي، لفت بزيع الى ان “السيد الذي نجا بأعجوبة والذي لم يعرف أن السيد محمد حسن الأمين كان ينسق مع الشيخ راغب حرب يومياً بشأن المقاومة، وكان الشيخ راغب يقطن عند السيد محمد ببيته وعندما ذهب إلى جبشيت واغتيل ذهب من منزل السيد محمد حسن الأمين والسيد أُبعد يعني لحسن حظه أنه أبعد بالـ85 وقدرنا نكسبه كل هذه الفترة. ولذلك على الأقل أن الرثاء يكون فيه إنصاف لرمزية السيد وما يمثّل”.

وتابع مفنداً تاريخ معرفته بالسيد، قائلاً: “معرفتي به تعود إلى أول السبعينيات عندما جاء من النجف مع كوكبة من أهم رجال الدين المسلمين “الشيعة” إصطلاحاً -أقول هذا الشيء فالسيد كان أوسع بكثير من أن يكون في دائرة مذهبية كان للجميع- جاء هو والسيد هاني فحص والسيد كاظم إبراهيم ومجموعة كبيرة من رجال الدين وكانوا مميزين بكل النواحي وربطني فيه بالدرجة الأولى هو الشعر، فكنت أنا في مقتبل العمر ولكن بدأت انعرف كشاعر وانتقلت إلى كلية التربية في صور فكان السيد يتابعني في الفترة الأولى في مواقف والأداء وفي جريدة النهار وكان قد عُيّن قاضي في المحكمة الجعفرية في صور بدأنا بصداقة عميقة جداً وكنا نحيي هذا التقرير القديم”، مضيفاً: “دائماً ما كان السيد يمتعنا بجلساته بالإضافة إلى السيد عبد الله الأمين والسيد أحمد شوقي الأمين الذي كان لديه صالون أدبي اسمه “العلية” وحوفظ على هذا الصالون حتى بعد وفاته”.

“إضافة إلى ما يمثل من قيم الانفتاح والدين العلماني بامتياز الشعر كان أساسي بصداقتنا” قال بزيع، وتابع: “كان هو جديد التحفظ وكنا نصر عليه أن يقرأ لنا شعر واكتشفنا فيه شعر حقيقي ومتذوّق للشعر ، ويجب أن نشير لمسألة أن السيد من القلّة الذين يطربون إلى الشعر ويصفق، وكان يدعم هؤلاء الشعراء ويشجعهم، فهو كان ينتصر بالآخرين أكثر من انتصاره لنفسه الشخصي إلّا أن الأيام باعدت الأيام بيننا قليلاً نتيجة الظروف التي أحاطت بالبلد وهو كان ينتقّل بين بيروت وصيدا وشقرا وديركيفا، حيث ابعد من صيدا بالمناسبة من فترة طويلة عن القضاء الجعفري بعدما كان قد نقل من صور إلى صيدا لمواقفه السياسية فتم إبعاده حتى لا يكون قريب من الجنوب وفي نفس الوقت عُين بمنصب فخري مستشار للمحاكم الجعفرية ولكن من دون أي عمل فقط حتى لا يكون بموقع القرار ولا يكون يشكّل ثقل بالقرار السياسي وانتخابي هناك”.

وتطرق بزيع الى مشروع السيد الاجتماعي والوطني والديموقراطي والتنويري، قائلاً: ” كان يتنقّل بالحسينيات والمنتديات المختلفة وكان على غرار ما فعل الإمام موسى الصدر كان منفتح على كل الطوائف خاصة على المسيحيين وعلى الدروز وعلى الجميع وله قصيدة بالمعلم كمال جنبلاط ، وشارك في الحركة الثقافية في انطلياس وأيضاً في المنتديات العربية للدفاع عن المقاومة وكنا سوا في بعض المؤتمرات في اليمن وغيرها لمناصرة الانتفاضة في فلسطين”.

وتحدّث بزيع عن تواضع السيد كاشفاً انه “كان متوارٍ لم يشأ أن يصدر شعره ولكن إصرار اولاده وإصرارنا جميعاً اقتنع أخيراً أنه يجب نشره فوصلتني قبل أيام من رحيله أعماله الشعرية، يعني هي مجموعة متنوعة الموضوعات تتراوح بين الوجدانية والتأمل مثل الحياة والموت والصداقة ومراسي الشهداء يمكن الموضوعات الدينية أقل من غيرها بكثير لأنه هو كان يعتبر الشعر بحد ذاته هو نوع من الدين بالعمق لأن هو له بعد روحي وتفاعل مع الحياة ولذلك هو يلتقي مع الدين في كونه التقاء أسئلة الوجود ومصير الكائن”.

وختم: “في شعر السيد بُعد عرفاني وصوفي أيضاً وفيه غزليات لأنه يعتقد أن الجمال هو تعبير عن وجود الخالق ومغزى هذا الوجود”.

السابق
«على عينك يا تاجر».. شيخ مقرّب من «حزب الله» يعترف: التهريب جزء لا يتجزّأ من المقاومة!
التالي
1900 إصابة بكورونا في لبنان.. ماذا عن الوفيات؟