تحظى زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، الى لبنان بأهمية بالغة لجهة الرسائل التي وجهها للمسؤولين حيل عدد من الملفات الداخلية الشائكة، ولم يكن اللقاء بين هيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس عادياً من حيث التوقيت والشكل.
فقد اختار هيل ان يتناول طعام الغداء إلى مائدة سلامة في منزل الأخير في كسروان، ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيا.
اقرا ايضا: ما حقيقة شكوى سلامة للوكيل الأميركي حول المنصة المرتبطة بالدولار؟
واعتبرت مصادر مطلعة عبر “الجمهورية” انّ هيل ما كان ليقوم بهذه الخطوة لو لم تكن الادارة الاميركية راغبة في توجيه رسالة واضحة الى من يعنيهم الامر مفادها انها لا تزال تعتبر رياض سلامة الركن الاساسي في الهيكلية المالية، وانها لا تتوافق مع الاصوات التي تحاول ان تحمّل حاكم المركزي مسؤولية الانهيار. كما انّ سلامة تلقى من خلال هذا اللقاء جرعة دعم في معركته الحالية لمنع المس بالاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان، في حين ان السلطة التنفيذية، ولو كانت في وضع تصريف الاعمال، ترغب في مواصلة الدعم بصرف النظر عن مصير هذا الاحتياطي.
واعتبرت المصادر نفسها ان التعاطي الرسمي الداخلي مع سلامة لا بد ان يأخذ من الآن فصاعدا الموقف الأميركي في الحسبان، وسيكون صعباً استمرار محاولة تحويل الرجل الى كبش فداء لحماية المسؤولين الحقيقيين عن الانهيار.
من جهة أخرى، أشارت معلومات موقع mtv أنّ اللقاء الذي عقد بين حاكم مصرف لبنان ومساعد وزير الخارجيّة الأميركيّة كان الأبرز خلال جولة هيل على المسؤولين اللبنانيّين، خصوصاً أنّه زار سلامة في منزله وتناولا الغداء معاً واستمرّ اللقاء أكثر من ساعتين، وفي ذلك رسالة واضحة الى منتقدي سلامة، سواء ممّن باتت تُطلق عليهم تسمية “يسار الكافيار” أو من الفريق السياسي الساعي الى إقالة سلامة، وخصوصاً ممّن يعمل على تشويه صورته في الإعلام اللبناني والأجنبي.
