«حزب الله» بقاعاً..خطة «إنماء» يُراد بها إنتخابات!

البقاع التهريب
تأتي خطة حزب الله المحدودة الإنمائية في بعض مدن وقرى محافظتي بعلبك الهرمل في البقاع اللبناني، في توقيت حساس وحرج جداً من عمر سقوط الهيكل على رؤوس الجميع في لبنان ، فهل ستنفع هذه الخطة ، أم أن تحقق الخراب سبق وفات أوان الخطة ؟

تأتي هذه الخطة الإنمائية متأخرة نسبياً ، وبعد أربعين سنة من وجود حزب الله في ساحة العمل السياسي والاجتماعي ، وبعد طول معاناة من البقاعيين في مختلف نواحي الحياة ، من صحية وخدماتية وتربوية وغيرها ، سيما نقص المياه ، حيث أن بعض القرى البقاعية لا يوجد فيها إمدادات للمياه ولا آبار ارتوازية حتى الآن، وقرى أخرى لا مراكز صحية فيها فيضطر أبناؤها لقطع مسافات طويلة لمعالجة مرضاهم، وثالثة تعاني من فقدان المؤسسات التربوية فضاعت بسبب ذلك أجيال وأجيال في العقود الماضية، استفاد من بعضها حزب الله في مجهوده الحربي، والبعض الآخر تاه في مهاوي الجريمة والخروج على القانون في ممارسات نسمع عنها في كل يوم من قتل وسلب ونهب واتجار بالممنوعات !  

بعض القرى البقاعية لا يوجد فيها إمدادات للمياه ولا آبار ارتوازية حتى الآن وقرى أخرى لا مراكز صحية فيها

وكل ذلك على مرأى ومسمع من قياديي ومسؤولي حزب الله الغالب ، سيما نواب البقاع الشرفاء في كتلة الوفاء للمقاومة المنيعة، الذين بنى أحدهم منذ عقدين من الزمن قصراً فارهاً عند مدخل مدينة بعلبك تكفي تكلفته الإجمالية مع قيمة العقارات المحيطة به ، يكفي ذلك لحل أزمة المياه في جميع قرى محافظتي بعلبك الهرمل معاً !  

ويأتي حزب الله بعد أربعة عقود من مراقبة هذا الحرمان في قرى ومدن البقاع، ليُطلق خطته الإنمائية المحدودة لحفر آبار ارتوازية وصيانة أخرى واستكمال تجهيز ثالثة لتدخل في الخدمة ، ويأتي لرسم مخطط لتوسعة بعض المدارس وترميم أخرى ، وتأسيس محطات تحويل كهربائية وتفعيل أخرى وتوزيع مجموعة من المولدات الكهربائية على بعض القرى، وإنشاء بعض المراكز الصحية وتنشيط أخرى ، إلى جانب مجموعات من المشاريع التنموية التي تصب في هذا السياق ..  

 خطة متأخرة 

وكأن حزب الله لم يكن يرى كل تلك المشاكل التي كان يعاني منها الناس طيلة تلك المدة، فلماذا جاءت خطته في هذا التوقيت بالذات ، مع قدرته على المساعدة قبل عقود ؟  

الخبراء يقولون : إن حزب الله يخشى من أن تأتيه الضربة القاضية هذه المرة من البقاع في الانتخابات النيابية المقبلة، بعد فضائح انتفاضة 17 تشرين التي عَرَّت جميع الحلفاء ، وبعد أن خسر في الانتخابات السابقة بعض المقاعد لبعض المنظمين فيه، كالشيخ حسين زعيتر في بلاد جبيل وكسروان ، وخسر أخرى لبعض الحلفاء المدعومين من قبل ماكينته الانتخابية كالنائب السابق إميل رحمة رئيس حزب التضامن ، وكان على وشك خسارة حليفه وليد سكرية الذي فاز بأعجوبة. 

إقرأ أيضاً: آخر ما يشغل بال نصرالله!

لكل ذلك يخشى حزب الله ارتفاع معدل خسارته في الانتخابات البرلمانية الآتية ، مما يهدد تمثيله في السلطة الرسمية، وهو يرى البقاع أرضية خصبة لتوجيه ضربة قاصمة له في الاستحقاق البرلماني القادم، لذلك بدأ بحركة استباقية من خلال خطته الإنمائية المحدودة المطروحة للتنفيذ قبل نهاية حزيران المقبل.

حزب الله يخشى من أن تأتيه الضربة القاضية هذه المرة من البقاع في الانتخابات النيابية المقبلة!

ولا ندري مقدار ما قد تغطيه هذه الخطة من حاجات البقاعيين ، والتي تشهد اعتراضاً كبيراً من البقاعيين في القرى المفتقرة التي لم تشملها الخطة كقرية يونين ومزرعة مشيك وغيرها ، كما أنه من المؤكد أن الخطة وضعت لصالح بعض المحازبين بالدرجة الأولى، لتستفيد منها المناطق التي تضم عدداً أكبر من أصوات الحزبيين، التي بدأت الدراسات حولها للاستفادة منها في الجولة الانتخابية القادمة ، كما أن البعض يرى أن بعض بنود الخطة لم تراع فيها بعض الأولويات التي يحتاجها البقاعيون كما بقية اللبنانيين في المرحلة الراهنة ..  

وتبقى العبرة بالتنفيذ، فما أسهل الاستعراضات الكلامية الإعلامية، وما أكثرها في تجربة الشعب مع وعود حزب الله ، سيما وعوده بمحاربة الفساد والبناء في الانتخابات السابقة، وبالخصوص شعار : ” نحمي ونبني ” الذي أطلقه الحزب قبل الانتخابات الماضية ، فكانت النتيجة دمار لبنان اقتصادياً على رؤوس أهله .. 

السابق
إيران وسور النظام العظيم
التالي
تخوف من طفرة جديدة للدولار على أبواب رمضان!