آخر ما يشغل بال نصرالله!

السيد حسن نصرالله
بعد أن أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب يوم الجريح على وجود خطة مُعدَّة وجاهزة لدى حزب الله - يُعلن عنها في حينه - وذلك لمواجهة ما سماه " الجوع الحقيقي " بحسب مصطلحه .. بعد ذلك الخطاب ؛ جاءت كلمة السيد نصر الله في ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة قاضي شرع صيدا ورئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ أحمد الزين ، والتي تجاهل فيها السيد نصر الله الحديث عن الجوع الحقيقي القادم إلى اللبنانيين !

 وقد أتى تجاهله متزامناً مع إنذار رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري بخراب البلد في غضون مدة حددها الرئيس بري بشهر أو شهر ونصف على أبعد تقدير !  

وفي خطاب القاضي الفقيد سرد السيد نصر الله سيرة حياة الراحل ومواقفه إلى جانب المقاومة، ودوره في الوحدة الإسلامية، وتعرض نصرالله لجولة سريعة حول تحركات الراحل في بعض الدول العربية للحشد للقضية الفلسطينية ولمشروع الوحدة الإسلامية ..  

 البعد عن الواقع! 

وأكثر ما امتعض منه المراقبون من كلمة السيد نصر الله التأبينية هو عدم تطرقه لواقع ” الجوع الحقيقي ” الذي يداهم الشعب اللبناني ويعاني منه أكثر من نصف اللبنانيين، وكأن السيد نصر الله يعيش هو وحزبه في وادٍ وبقية الشعب اللبناني في وادٍ آخر، وهو يسمع ويرى في كل يوم منازعات اللبنانيين في المحال التجارية والتعاونيات على شراء المواد الغذائية المدعومة وذلك في وقت ما زالت سياسة الدعم مستمرة، فكيف سيكون الحال بعد رفع الدعم أو ترشيده كما يجري عنه الحديث في الأروقة الحكومية ؟!  

همّ نصرالله الرئيسي هو معركته في اليمن التي استفاض في عرضها وتحريض الراي العام اللبناني والعربي على السعودية!

وقد لفت المراقبون استغلال مناسبة تأبين الشيخ الزين من اجل الدعاية لسياسات محور الممانعة الايراني وما يحدث من تطورات في حرب اليمن بما لا يتناسب زمان وجع اللبنانيين من همِّ القضايا المعيشية والاقتصادية، كما زادت ابتسامات نصر الله المتكررة في كلمته بالأمس ؛ زادت اللبنانيين وجعاً، وأظهرت أن الشأن المعيشي هو آخر ما يشغل بال السيد، بل يظهر أن همه الرئيسي هو معركته في اليمن التي استفاض في عرضها وتحريض الراي العام اللبناني والعربي على السعودية، وكأن همّ اللبنانيين هو الحرب اليمنية، او كأن السعودية هي المسؤولة عن ضعف الدولة وفساد حلفائه في السلطة وبالتالي عن الانهيار الاقتصادي الذي تسبب فيه هو والطبقة السياسية الحاكمة! 

إقرأ أيضاً: «حزب الله»..«تكافل وتضامن» على طريقة من «دهنو سقيلو»!

فمتى سيفي السيد حسن نصر الله بوعوده لمواجهة الجوع الحقيقي، أم سيكون موقفه من هذا الجوع فقط ما يسرده حول الازمات الخارجية التي يشارك حزبه ومعسكر الممانعة في تأجيج نارها خدمة لمصلحة ايران وعلى حساب مصلحة لبنان؟ 

السابق
«حزب الله»..«تكافل وتضامن» على طريقة من «دهنو سقيلو»!
التالي
إيران وسور النظام العظيم