الراعي يُجلس نفسه على كرسي «الإعتراف» بتفرد «حزب الله»!

البطريرك الراعي

نطق البطريريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في “خميس الأسرار” وخلال لقاء مع المنتشرين اللبنانيين في كندا والولايات المتحدة، بالسر الذي حرصت بكركي على التلميح له مواربة عن سياسة “حزب الله” في لبنان طارحا أسئلة عن سبب تفرده بقرار السلم والحرب في البلاد.

ولا شك أن كلام الراعي جاء في توقيت شديد الدقة للحزب وحلفائه، على الابقاء على “شعرة معاوية” مع بكركي بعد إطلاقها مبدأ الحياد الايجابي في ايلول الماضي، وتجلى هذا الحرص في عدة مناسبات آخرها إعادة إحياء لجنة الحوار بين بكركي وحزب الله، ومن ثم سحب إيران لفتيل التوتر بينها وبين الراعي، بعد حذفها مقالا من موقع قناة “العالم” الايرانية يهاجمه لأنه يطالب بالحياد، وتم الاعلان بعدها أن هذا المقال لا يمثل رأي الجمهورية الايرانية تجاه سيد بكركي.

إقرأ أيضاً: نصرالله يتلو «فرمان حكومي» إيراني..والراعي ينتفض على «حزب الله»!

في المحصلة ما حصل يُعد تطورا كبيرا في مسار العلاقة بين رأس الكنيسة المارونية وبين حزب الله، ولا بد أن تترك أثرها على الساحة الداخلية وعلى العديد من الملفات والعلاقة مع الحلفاء، فكلام الراعي اليوم أتى من دون قفازات، تعودت بكركي على إرتداءها إنطلاقا من حرصها على مداراة كل الاطراف مهما بلغت درجة الخلاف معهم، وفاض كلامه بأسئلة وجهها إلى “حزب الله” عن سبب وقوفه ضد الحياد، وعما إذا كان يريد إجبار اللبنانيين على الذهاب إلى الحرب؟”.

وخاطب الراعي الحزب قائلا:”تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟ هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟ هل تطلب موافقتي للذهاب إلى سوريا والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تشهر الحرب والسلام مع إسرائيل؟ علماً بأن الدستور يقول إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة”.

وأضاف: “ما أقوم به أنا هو في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك، لماذا تريد مني أن أوافق على وجوب أن توافق على الذهاب إلى موضوع فيه خلاص لبنان، ولا تريدني أن أوافق عندما تذهب إلى الحرب التي فيها خراب لبنان”.

الخازن لـ”جنوبية”: كلام البطريريك لن يؤثر سلبا على الاوضاع و.. الحوار مع الحزب يستمر

كل هذه التطورات تجعل البحث عن مفاعيل كلام الراعي على الساحة الداخلية المأزومة أصلا أمرا مشروعا، وفي الوقت الذي يحرص المحيطون به على التحلي بالصمت معتبرين أن “كلامه كان واضحا إن لجهة الشكل أو المضمون وعلى من يعنيهم الامر أن يفهموا الرسالة”، يرى رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن لـ”جنوبية” أن “كلام الراعي لا يخالف المسار الذي إنطلق به، حين طلب من لجنة الحوار بين بكركي وحزب الله ان تعاود إجتماعاتها من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة بين البطريركية والحزب”.

يضيف:”حزب الله متعمق جدا في قراءة المواقف وخصوصا موقف بكركي، ولذلك لا يمكن التعويل على خلاف ينشأ بعد هذا الكلام، هناك لجنة موجودة منذ زمن بعيد ومستمرة في إجتماعاتها مع حزب الله ولكل خلاف هناك حل”.

ويجزم الخازن أن “كلام الراعي لن يؤثر سلبا على الاوضاع في البلد ويوم الاحد المقبل سيكون له موقف واضح أيضا”.

السابق
باسيل يُعلّق على التعدّي السوري على الحدود البحرية: لا من يسمع ولا من يجيب في بيروت!
التالي
لا وقت للمزاح.. غوغل يمتنع عن الاحتفال بكذبة أول نيسان