وزير الاقتصاد «يقضم» رغيف الفقراء!

الخبز الافران
طال ليلُ وزير الاقتصاد في حكومة تصرف الأعمال في لبنان وزير المجاعة الموعودة راوول نعمة، ليُتحفنا في كل يوم بمعالجات قيصرية للأزمات التي تعصف بالبلاد على الصعيدين الاقتصادي والمعيشي، ولعل ليس آخرها قراره الارتجالي غير المحسوب وغير المسؤول، برفع سعر ربطة الخبز عدة مرات منذ بداية أزمة الرغيف في لبنان قبل سنة، وحتى الآن لتبلغ ثلاثة آلآف ليرة لبنانية في آخر تحديث.

يظهر أن وزير الاقتصاد في لبنان، لا يتابع الحلول بخطوات استباقية تخطيطية مدروسة واحتياطية قبل وقوع الواقعة، كما هو كل حال وزراء الاقتصاد في الدول المتحضرة ، بل يظهر أنه يتابع ذلك من خلف مكتبه وعبر وسطائه وليس على الأرض، كما يبدو واضحاً أنه لا يعالج المشكلة بدراسة بعيدة المدى وبخطط علمية، وأنه ليس لديه معالجات استباقية وحلول احتياطية، فكانت النتيجة أن صبَّ جام حلوله الترقيعية على جيوب الناس منذ سنة وحتى الآن، خصوصاً جيوب الناس الفقراء والضعفاء والمحتاجين من المطلقات والأرامل واليتامى والعاطلين عن العمل، والذين لا حول لهم ولا قوة ولا أرصدة في البنوك ولا رواتب من الوزارات والدوائر والمجالس والجمعيات الأهلية الخيرية. 

اقرا ايضا: هل من تعديل في سعر ربطة الخبز؟

تجارة الطحين والجوع الحقيقي! 

      ومن باب المثال وفيما نحن فيه، فبدلاً من رفعه لتسعيرة ربطة الخبز، كان ينبغي عليه أن يبادر لاستيراد الطحين والمواد الأولية لصناعة الرغيف مباشرة، من قبل الدولة دون وساطة أصحاب الوكالات الحصرية، والجشعين من التجار بلقمة الفقراء والضعفاء الذين لم تعُد تُشبعهم زيادات الأسعار، لأنهم يريدون بأي ثمن تعويض ما خسروه من أموالهم في البنوك التجارية. 

 فسياسة استيراد المواد الأولية لمختلف الصناعات مباشرة من قبل الدولة، لا تُخفض كلفة صناعة الخبز فحسب، بل كان من الممكن لو اتبعت بحكمة ودراية وعن دراسة وتخطيط غير عشوائي منذ سنة ونصف، أن تحقق وفراً من الاحتياطي النقدي في البنك المركزي من العملات الصعبة، بدلاً من أن يذهب هذا الاحتياطي لجيوب كبار مافيات تجار الغذاء والدواء ومصادر الطاقة ..  

       فالسياسات الاقتصادية التقاعسية والتفرُّجيَّة والكسولة وغير المسؤولة من قبل وزارء حكومة الرئيس حسان دياب، ساهمت بقوة في هدر الاحتياطي النقدي من الدولار الأمريكي، كما أعانت على المزيد من رفع أسعار الدواء والغذاء ومصادر الطاقة، ولم تستورد مباشرة الطحين والمواد الاولية لصناعة الرغيف والأدوية مطيحة بالأمن الغذائي والصحي للبلاد. 

المرجعيات الدينية الطوائفية مشغولة هذه الأيام بأنفسها عن هموم الرعية الفعلية، إما لعجزها وعدم قدرتها، وإما لأنها ما زالت تلتمس نسبة تحمُّل من أبناء الرعية على جَلْد الفقر ونقص الدواء والغذاء والعوز والجوع، الذي بات يُقسِّمه البعض إلى جوع حقيقي وجوع غير حقيقي، على غرار ما فعل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب يوم الجريح ! 

فهلَّا تنازل وزير الاقتصاد اللبناني وباشر الحلول الناجعة الواقعية؟ وهلَّا قام بما ينبغي أن يقوم به أي وزير متابع لهموم دولته بشكل عملي وديناميكي وطبيعي ؟ 

السابق
الحريري «يصارع» الإعتذار أو الإغتيال.. أين المفر؟!
التالي
Lebanon’s Population on the Brink of Famine as Minimum Wage Slumps Below 45$!