فرنسا تَجس نبض «حزب الله» حكومياً ..والراعي على خط «التهدئة» بين عون والحريري!

سفيرة فرنسا آن غريو

الحركة الدبلوماسية اللافتة في الايام الماضية، والتي شملت العديد من المقار الرئاسية والحزبية والحزبية ولا سيما بعبدا، توحي كانها استطلاعية و”بلا بركة” وللوقوف على حقيقة الوضع الحكومي، ولن تؤدي الى نتائج حكومية سريعة وملموسة او تحقق ما ينتظره اللبنانيون من حكومة مهمة انقاذية تصلح ما افسدته دهور العقم السياسي.

وفي حين لم يرشح الكثير من مضامين اللقاءات التي عقدها سفراء فرنسا آن غريو والاميركية دوروثي شيا والسعودي وليد البخاري، برزت تصريحات السفيرة الاميركية خلال لقائها رئيس الجمهورية ميشال عون عندما سألت من باب القصر :”الم يحن موعد التسوية الحكومية بعد”؟

إقرأ ايضاً: «الصحة» تٌغطي «صفقات اللقاحات»..والدولار «المجمد» يَنتشر بقاعاً!

ووفق مصادر سياسية لـ”جنوبية”، انشغلت المقار المعنية في فك رموز ومضامين مقاصد شيا عن التسوية. وهل تعني بها التسوية تحت ضغط العقوبات الاميركية على عون والنائب جبران باسيل ومزيد من الضغط المالي على”حزب الله”، اما انها مرتبطة بأثمان سيدفعها الايراني لادارة جو بايدن مقابل الحوافز الاقتصادية على هامش العودة الى الاتفاق النووي؟

سفيرة فرنسا في الضاحية!

ووفق معلومات “جنوبية” هناك ترجيح للخيار الثاني، وان الايراني سيفرج عن الحكومة عاجلاً او آجلاً، وهذا ما يعززه اللقاء البعيد من الاضواء الذي عقدته سفيرة فرنسا مع مسؤول العلاقات الدولية في “حزب الله” عمار الموسوي بعد عودته ووفد “حزب الله” من موسكو.

وقد سألت السفيرة الفرنسية عن مآل الموقف الايراني من الحكومة وامكانية التسهيل والمساعدة في ولادتها.

وبعد هذه الزيارة التقت غريو عون، كما زارت سفيرة فرنسا  امس رئيس مجلس النواب نبيه بري وذلك في إطار التمهيد، وفق معلومات “جنوبية” لجولة اتصالات فرنسية جديدة مع القوى المعنية بالتأليف ولدفع المبادرة الفرنسية قدماً مشفوعة بالتهديدات الاميركية- الفرنسية.

الراعي ووساطة حكومية جديدة

في المقابل وعلى خط المساعي للتهدئة بين جبهتي بعبدا- بيت الوسط، حط الرئيس المكلف سعد الحريري في بكركي والتقى البطريرك الماروني بشارة الراعي مطولاً مساء امس.

إقرأ أيضاً: بعد تخوين نصرالله للراعي..الحوار بين بكركي و«حزب الله» يطير؟

وجرى البحث في الملف الحكومي وتجديد مبادرة الراعي للتهدئة بين عون والحريري وفق معلومات لـ”جنوبية”، وهي المبادرة التي كان اطلقها الراعي، بعد تقديم الحريري لمسودة تشكيلته الاولى في 16 كانون الاول من العام 2020 ورفضها عون، وزار الرئيس المكلف الراعي بعدها لتتوتر الامور، وتحدث قطيعة لأكثر من شهر ونصف، نجح الراعي بعدها في ترطيب الاجواء وعودة اللقاءات بين الحريري وعون، قبل توترها الشديد منذ ايام ايضاً وفي ظل حرب البيانات والاوراق والخانات!

إنفجار كوروني وانهيار صحي

كورونياً ومع تزايد الاستعراضات الاعلامية لوزارة الصحة والترويج لصفقات شراء لقاحات من هنا وهناك وبالملايين، يدق الجسم الطبي ولا سيما المستشفيات ناقوس الخطر مجدداً بسبب الهجرة الجماعية للاطباء والممرضين، وبسبب الاصابات الكثيرة في الوسط الطبي وصولاً الى انقطاع المواد الاساسية لعلاج مرضى كورونا. وبسببب الارتفاع الهائل لسعر صرف الدولار، ورفع الدعم عن المواد والتجهيزات الطبية، وصولاً الى اكتظاظ غرف العناية الفائقة بالمرضى من ذوي الحالات الصعبة.

وليس انتهاءاً بالتفلت الشعبي وعدم الاكتراث بالجائحة، في ظل انهيار مالي كبير وجوع وفوضى معيشية. وهذا ما انعكس ارتفاعاً كبيراً في عدد الاصابات والوفيات امس، حيث اعلن تقرير وزارة الصحة  امس عن 3560 إصابة جديدة و61 حالة وفاة.

قطع الشارع امام الحراك!

وفي هذال الإطار يعقد المجلس الاعلى للدفاع جلسة صباح اليوم في بعبدا بدعوة من عون، والذي يرأس الجلسة والتي ستكون مخصصة لتمديد الاقفال العام حتى نهاية العام. بينما يرى ناشطون في حراك 17 تشرين الاول لـ”جنوبية” انها خطوة لقطع الطريق على التظاهرات الشعبية في ظل التوجه لرفع الدعم عن الغذاء والمحروقات والادوية غير المزمنة، والامر الذي يفسره الحراك على انه تدبير سياسي لقمع الشارع اكثر منه تدبير صحي لحماية ارواح اللبنانيين!

السابق
«الصحة» تٌغطي «صفقات اللقاحات»..والدولار «المجمد» يَنتشر بقاعاً!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 26 آذار 2021