دردغيا.. «من احلى بيوت»!

دردغيا

نوافذ وابواب مطلية باللون الاخضر، معلقة على بيوت حجرية ضاربة في التاريخ والتراث ،تعيد بلدة دردغيا الى بهائها، الذي تهالك على مر العقود الماضية بفعل الحروب والتهجير.

وقد تكون دردغيا البلدة الواقعة الى الشرق من صور ،هي الوحيدة في الجنوب التي تحتفظ بعدد كبير من منازلها القديمة المبنية على الطراز البيزنطي ،الى جانب كنيستها التي تحرسها من كل صوب .

فقد استعادت دردغيا رونقها بعد نحو ثلاث سنوات من العمل، الذي توقف بفعل جائحة كورونا وانهيار سعر الليرة، بحيث تحول القسم الذي يضم الحارات القديمة التي يقيم فيها اهلها الاصليون ،الى تحفة فنية تؤهلها لتكون وجهة للتمتع بجمال بيوتها وطرقاتها الضيقة وباقات الورد المرفوعة على جدران احيائها.

التزم المهندس سمعان سمعان وشقيقه الاعلامي جورج ،بوصية شقيقيهما مارون باعادة الروح الى بلدتهم التي تركوها قسرا الى اميركا وغيرها كسائر المئات من ابناء هذه البلدة الوادعة المطلة من ناحية الشمال على نهر الليطاني .

دردغيا
دردغيا

وبالتعاون مع بلدية دردغيا ،اطلقت ورشة تأهيل وترميم اكثر من اربعين منزلا قديما والكنيسة والمسجد الحديث الذي يجاورها ،وتضمنت تلك الاشغال التي نفذ القسم الاكبر منها ازالة التشوهات عن هذه المنازل المؤلفة من طبقة وطبقتين فقط، وتمييز نوافذها وابوابها بالطلاء الاخضر الغامق الذي يتماهى مع الحجارة الصخرية “الكدان” أضافة الى رصف شوارعها بالحجارة وتمديد شبكات البنى التحتية.

يعتز أدمون ايليا، رئيس بلدية دردغيا التي يتألف مجلس من تسعة اعضاء وتضم حوالي تسعماية ناخب، بمبادرة آل سمعان الاوفياء لبلدتهم وتراثها وتثبيت اهلها فيها .

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: تفجير «درون» إسرائيلية يَهز احراج أنصاريه..وحزب الله «خارج السمع»!

ويقول ل “جنوبية” : كانت دردغيا قبل هذا المشروع الحلم اشبه بخربة، ولكن مع هذا العمل الحيوي اصبحت البلدة منارة كما كانت منذ نشأتها قبل قرون، واستطاعت هذه العائلة بكرمها ان تحدث فرقا ونجاحا كبيرين لم تفعله الدولة بكل وزاراتها على مدى عقود.

يضيف ان “الهدف الاسمى من المشروع يكمن في حث عودة اهلها المقيمين في لبنان، بالحد الادنى الى قريتهم وتمضية اوقاتهم الجميلة فيها واستذكار ابائهم واجدادهم.

واشار ايليا الى ان “المشروع شمل الى الان ترميم وتأهيل وتجميل اربعين منزلا، ورصف الشوارع بحجارة البازيلت وتمديد المجاري الصحية وسواها من مقومات الحياة”، آملاً ان “يستكمل ما تبقى من الخطة التي توقفت بسبب الاوضاع الراهنة في لبنان ،حتى يكتمل مشهد البلدة وتصبح مركزا للسياحة الريفية وتبقى نموذجا للعيش المشترك مع محيطها والمنطقة”، لافتا الى ان “عدد المقيمين من ابناء البلدة الاصليين حاليا لا يتجاوز الثمانين شخصا ،اما المقيمون في نطاقها العقاري الذي يقارب الاربعة ملايين متر مربع يفوق الالفين وخمسماية شخص”.

السابق
خاص «جنوبية»: تفجير «درون» إسرائيلية يَهز احراج أنصاريه..وحزب الله «خارج السمع»!
التالي
«قطار الثورة» يصطدم بمندسين أمام «الداخلية»..وإنتفاضة نسائية في الجية!