فيما يتضوّر اللبنانيون جوعاً ويتناتشون البضائع المدعومة في التعاونيات بفعل إنهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، يُصرّ القابضون على رقاب العباد بترهيبهم وتخويفهم بحرب أهلية هي أبعد ما تكون عن حساباتهم خاصةً وأن اللبناني اليوم لا يمكنه التفكير سوى بكيفية ملء بطون اولاده الخاوية.
اذ رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قائلاً: “نعيش اليوم أزمات سياسية واقتصادية وأزمة نظام”، داعيا الى “التصرف بعقل وحكمة ومسؤولية وطنية وخلقية”، موجهاً دعوة إلى وضع سقف يقضي بعدم الذهاب الى اقتتال داخلي، ملمحا الى “وجود من يعمل لقيام حرب اهلية في لبنان، كما فعلوا في سوريا والعراق واليمن”، مذكرا بمحاولات جرت من قبل ولكنها فشلت.
إقرأ أيضاً: الخبيرة الاقتصادية منصور: الانهيار سيفكك بيئة «حزب الله» بين منتسبين والجمهور الساخط!
وكرر دعوته خلال كلمة تلفزيونية ألقاها اليوم الخميس في مناسبة “يوم الجريح”، الى “عدم الاندفاع او السماح لأي طرف بالاندفاع الى حرب أهلية”.
وأوضح ان “الحرب الأهلية لا تحتاج الى صواريخ دقيقة، وإنما الى كلاشينكوف ومضادات وهذه الاسلحة متوافرة عند غالبية اللبنانيين”، كاشفا عن ان “قرار حزب الله بفصل أي فرد ينتمي اليه إذا اطلق الرصاص في المناسبات مهما كان تاريخه الجهادي”.
وأعلن عن وجود جهات تعمل للتسبب بحرب وفوضى.
الأزمة المالية
ولفت نصرالله إلى أن “الأزمة التي نحن فيها لها عدة أسباب، واذا اردنا ان نعالح سببا واحدا ونتجاهل باقي الأسباب فلا يؤدي ذلك الى نتيجة”، وتابع: “من أسباب الأزمات السياسات المالية المتبعة وضرب القطاعات المنتجة وخاصة القطاعين الزراعي والصناعي والرهان على التسوية السياسية في المنطقة في التسعينات”، ورأى أن “من أسباب الأزمات الحروب الاسرائيلية المتعاقبة على لبنان والاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من الجنوب والبقاع الغربي لمدة من الزمن وتبعاته”.
وأكّد انه “من أسباب الأزمات أيضاً تهريب الأموال الى الخارج وتجميد الودائع في البنوك وانفجار مرفأ بيروت والحراك الذي حصل بدءًا من 17 تشرين والتوترات التي تبعته”. وأشار إلى أن “الضغوط الأميركية على لبنان واخافته من الذهاب لخيارات اقتصادية معينة أمر اساسي في الأزمة”. واعتبر أن “هذه الازمة التي هي من عشرات السنين لا يمكن ان تُعالج بسنة وسنتين والحل يبدأ بتشيكل الحكومة ولكن هناك مسار طويل للوصول الى الحلول”.
وأكد نصرالله في كلام تخويني لدعوة البطريرك ماربشارة بطرس الراعي الى الحياد أنه “ليس المطلوب الحياد في لبنان، بل المطلوب ان نكون جزءا من المحور الاميركي – الاسرائيلي كما يحصل مع دول عربية”.
تشكيل الحكومة و”نصيحة” للحريري
في الملف الحكومي، قال نصرالله “نحن قبلنا بحكومة اختصاصيين غير حزبيين وبطريقة التسمية والمداورة، وإذا تم الاتفاق يوم الإثنين على هكذا حكومة نحن موافقون”. ورأى أن “القرارات التي تواجه الحكومة المقبلة قد لا تتحملها حكومة اختصاصيين”.
وأردف أن “صندوق النقد الدولي لا يريد تقديم مساعدات بل قروض ويفرض شروطاً على لبنان”.
ووتابع متوجهاً بـ”نصيحة” للرئيس المكلف سعد الحريري “بإعادة النظر بموضوع حكومة الاختصاصيين وتشكيل حكومة تكنوسياسية كي لا يهرب أحد من المسؤولية”، قائلاً: “بدك حكومة “تشيل معك كتف”، انت السياسي الوحيد في الحكومة وكرة النار اذا اخذتها “لوحدك بصدرك رح تقضي عليك وعلى البلد”.
اضاف: “إذا لم تتشكل الحكومة، نحن أمام خيار إعادة تفعيل الحكومة المستقيلة، والرئيس دياب رجل وطني ويجب ألا يضع شروطا”.
التحركات الإحتجاجية
ورأى أن “قطع الطرقات لا يساعد في حل الازمة بل يعمقها، والشعب اللبناني ضد هذا التصرف الذي يقوم بتجويع الناس ويزيد الفقر”، وقال: “من يقطع الطريق يضع البلد على فوهة اقتتال داخلي، ويذل الناس وهذا ليس مقبولاً، ويجب الا يستمر”.
