عشرة صهاريج للتعمية على تهريب المئات !

الصهاريج الايرانية
تفاجأ اللبنانيون الذين يعانون من تفاقم الازمة الاقتصادية التي وصلت حدّ الانهيار، مع وصول سعر صرف الدولار الى 15 الف ليرة، بالاعلان عن قرب وصول 10 شاحنات محملة بالبنزين من ايران. فهل هذه هي حقا "المساعدات الايرانية" الانقاذية التي صدّع اعلام حزب الله وجمهوره اللبنانيين فيها وبالكرم المزعوم للجمهورية الاسلامية؟ ام انها مساعدات حصرية لحزب الله وحده؟

“لو يقبل لبنان لاغرقته ايران بالنفط والكهرباء والمواد الغذائية والمساعدات الوفيرة”! هذا هو الخطاب الذي يُتحفنا  فيه دوريا مسؤولو حزب الله واعلامهم ومواقع تواصلهم وحتى جمهورهم الذي تعوّد ان يردد ما يقوله هؤلاء المسؤولون.  

حتى ان تلازم العقوبات الاميركية ضد ايران وخضوع لبنان لها، هو بنظر هذا الجمهور المقاوم واعلامه، السبب الرئيسي الذي يمنع ايران من مدّ لبنان بكوابل كهربائية من اراضيها الى اراضيه، فتقطع الاف الكيلومترات في الصحراء والجبال والوديان عبر العراق وسوريا، من أجل نجدة لبنان ومنع شبح الظلام عنه.  

10 صهاريج بنزين من ايران!  

وبينما كان ممثل موزّعي المحروقات فادي ابو شقرا يرفع الصوت، وينتقل من شاشة الى اخرى صارخا، ومطالبا المسؤولين بالتحرّك، قائلا “منشآت المحروقات التابعة للدولة فارغة من المحروقات، كانت هيئة الجمارك العراقية تعلن أنها سهلت مرور عدد من صهاريج المحروقات، كمساعدات إيرانية متجهة إلى لبنان.

واشارت الهيئة في بيان، الى أنّ “كوادرها قامت بتسهيل مرور 10 صهاريج محملة بمادة البنزين قادمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمساعدات إلى دولة لبنان عبر معبر القائم الحدودي”!  

هكذا تلقى اللبنانيون صدمة هذه المساعدة السخية بكثير من الدهشة..وتساءلوا: هل هذه الصهاريج هي للبنانيين أم لحزب الله وحده فقط؟! 

تهريب مستمر الى سوريا

وماذا تفعل 10 صهاريج بنزين مقابل عشرات الصهاريج التي يتم تهريبها يوميا بشكل علني، ومنظم الى سوريا سجّل عبورها بالصوت والصورة، بعد ان فضحتها كاميرات المراسلين الصحافيين وفيديوهات الناشطين؟  

ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي توقعوا ان تذهب الصهاريج الايرانية الى محطات “الامانة” التابعة لحزب الله!  

ولمن يظن ان ايران “كرما على درب”، فان حكاية محافظة البصرة العراقية الملاصقة للحدود الايرانية تشهد عكس ذلك تماما، اذ تزود طهران المحافظة بالكهرباء بواقع 1200 ميغاوات باتفاقية تتقاضى طهران بموجبها 800 مليون دولار سنويا، ولم تتردد ايران بقطع الكهرباء عن العراق عندما تأخر عن الدفع في ايلول 2018، وكذلك العام الماضي عام 2020! 

إقرأ ايضاً: بعد وثيقة الأمن العام..بريطانيا تحذر رعاياها في لبنان!

وبالعودة الى لبنان، حيث طوابير السيارات تصتف يوميا امام محطات المحروقات التي تتوقف عن التعبئة ظهرا بسبب نفاذ مخزونها مع تسليمها كمية محدودة غير كافية لحاجة السوق.

فان الصهاريج العشرة المتوقع وصولها غدا الى لبنان لتفرّغ في 10 محطات للمحروقات، هي في الواقع لن تكون اكثر من عيّنة لا تكفي حاجة حيين او ثلاثة أحياء في بيروت، على امل ان لا تذهب الى محطات “الامانة” التابعة لحزب الله كما توقع العديد من الناشطين!  

السابق
بعد وثيقة الأمن العام..بريطانيا تنفي تحذير رعاياها في لبنان!
التالي
عداد «كورونا» في قضاء صور كارثي..223 إصابة جديدة!