روسيا تنسق مع إيران وأوروبا حول الحكومة.. وتتريث مع واشنطن

امريكا روسيا

يبدو واضحا الإهتمام الروسي بلبنان في المرحلة العصيبة التي يعيشها ، بالرغم من أن العلاقات بينهما تاريخية وعميقة، و لطالما كان لروسيا الدور في كافة التسويات الدولية التي نسجت من أجل إنقاذ بلاد الارز من مأزقه، بدءا من إتفاق الطائف مرورا بإتفاق الدوحة وكل التسويات التي حصلت  بعد الخروج السوري من لبنان عام 2005 .

اقرأ أيضاً: باسيل«المهاجم» يزايد على «حزب الله» والراعي..إعتمادات رئاسية وإستراتيجية!

ما يختلف اليوم في هذا الاهتمام ليس رغبة موسكو فقط في توسيع مناطق نفوذها في منطقة شرق المتوسط، بل أيضا لإنقاذ منطقة نفوذ أساسية بالنسبة لها وتكبدت من أجلها العديد من أرواح جنودها والكثير من التكاليف العسكرية الباهظة أي سوريا، كيف ذلك؟

لبنان ينقد سوريا

يجيب مصدر دبلوماسي قريب الخارجية الروسية “جنوبية” بالقول:”لا شك أن الجانب الروسي بات لاعبا أساسيا في منطقة الشرق الاوسط، إبتداءا من حضوره القوي في سوريا مرورا بعلاقاته بالدول الخليج ناهيك عن علاقته مع الاتحاد الاوروبي، ولذلك فهو يضطلع حاليا بدور أساسي في حل الاشتباكات الحاصلة في منطقة الشرق الاوسط أي سوريا وليبيا ولبنان”.

يضيف: “في لبنان يريد الروس أن يلعبوا دورا في عملية إخراج لبنان من مأزقه لأكثر من سبب، أوله أن الإستقرار السياسي والاقتصادي والامني في لبنان يساعد على إستتباب الوضع في سوريا”، مشيرا إلى أن”الازمة الاقتصادية في لبنان إنعكست بشكل سلبي جدا على سوريا وهم يرون أن إستمرار الانهيار الاقتصادي فيه سيؤدي حتما إلى فوضى أمنية وهذا أمر خطير جدا بوجود مليون ونصف نازح سوري”، ويشدد على أن “أي إنفجار إجتماعي في لبنان سيولد إنعكاسات أمنية خطيرة على سوريا نتيجة الحدود الفالتة ويسمح للمنظمات المتطرفة ولا سيما داعش بالتغلغل بين النازحين وإستغلالهم نتيجة تردي أوضاعهم المالية”.

تغير في الموقف الروسي

يشرح المصدر أن “كل هذه الاسباب كانت وراء إتخاذ الادارة السياسية الروسية لعب دور لهم في لبنان ولذلك بدأوا إتصالات مع القوى الفاعلة أي رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية  ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وأجروا إتصالات متكررة مع الرئيس سعد الحريري وتوجت بلقاء له مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أبو ظبي وأيضا هم التقوا اليوم مع وفد حزب الله في موسكو، من أجل حل الازمة في لبنان تحت مظلة المبادرة الفرنسية وبالتنسيق مع كل الدول الفاعلة في الاتحاد الاوروبي”، لافتا إلى أن “الروس  تيقنوا أن المجتمع الدولي والعربي لن يقدم مساعدات إلى لبنان إذا لم تشكل حكومة إختصاصيين برئاسة الحريري، علما أنهم كانوا  مصرين عليه على رأس أي حكومة لكن التحول في موقفهم (بعد الاتصالات الدولية التي قاموا بها) كانت في تأييدهم لتشكيل حكومة اختصاصيين برئاسته لأنهم يعرفون وزنه السياسي الداخلي والخارجي وعلاقاته الدولية التي تمكنه من جلب مساعدات إلى لبنان”.

يضيف المصدر:”التطور في الموقف الروسي حصل بعد إجتماع أبو ظبي ، الذي شدد على تشكيل حكومة تكنوقراط أي حكومة غير حزبية تنال دعم القوى الاساسية في البلد، و ليس كل القوى السياسية  وهذا أمر جديد أيضا، كما أكدوا على شرعية ودستورية الرئيس الحريري من خلال تكليفة نتيجة إستشارات نيابية، وهذا يعني أنه لا يجب على أي طرف اللعب بورقة سحب التكليف منه”، موضحا أن “الجانب الروسي فهم من كل القوى الدولية التي إتصل بها بما فيها الجانب الايراني (وزير الخارجية محمد جواد ظريف)، أنهم لا يريدون اي  ثلث معطل في الحكومة المقبلة لأن هذا الامر يعرقل العمل الحكومي في تنفيذ الاصلاحات  من أجل الحصول على الدعم الدولي والعربي والخليجي بشكل أساسي”.

لا تنسيق روسي – أميركي

والسؤال الذي يطرح هنا هل هناك تنسيق روسي- اميركي حول الملف اللبناني؟ يجيب المصدر:”لا تنسيق روسي- أميركي حول ملفات المنطقة لأن الادارة الاميركية لا تزال جديدة ولم يحصل تواصل بين الجانبين إلا عبر مكالمة هاتفية بين الرئيسين جو بايدن و فلاديمير بوتين وبين الوزيرين سرغي  لافروف وأنطوني بلينكن والجانب الروسي ينتظرون حصول تواصل ثان لأن هناك العديد من الملفات العالقة والجانب الاميركي لم توضح بعد سياسته الخارجية”.

في المحصلة يرى المصدر أن “العقد لعدم تشكيل الحكومة هو داخلي والجانب الروسي يعمل على المساعدة في حل هذه العقد، والدليل أن ظريف أبلغهم صراحة تأييده لعدم وجود ثلث معطل في الحكومة المقبلة ودعمه الرئيس الحريري لكنه في نفس الوقت يتفهم عدم ضغط حزب الله على حليفة التيار الوطني الحر”.

السابق
بالفيديو: ساحة حرب بين المرج وبرالياس.. والسبب!
التالي
مشهدية جديدة للإنهيار المالي.. التسعير بالدولار ونقداً!؟