بين التحذيرات والتهديدات..قاسم قصير يُنبّه عبر «جنوبية» من فوضى أمنية واسعة!

تترافق التهديدات الاسرائيلية اليومية للبنان ولحزب الله بسبب ترسانة صواريخه الموجهة نحو اراضيها، مع حماوة داخلية فاقمتها الاحتجاجات الشعبية السلطة الحاكمة وسياساتها التي لامست حدّ الانهيار الاقتصادي، مضافا الى ذلك مطالبة البطريرك الماروني بعقد مؤتمر دولي للانقاذ، فسّره حزب الله انه تحدّ لنفوذه السياسي والعسكري الذي بلغ اتساعه مدى غير مسبوق.

رفعت الخارجيّة الأميركية منسوب تحذيرها لرعاياها وحذرتهم من السّفر إلى لبنان بسبب احتمال تجدد الاعمال الإرهابية وكذلك احتمال نشوب حرب مع إسرائيل. 

ولا شك ان صدور هذا التحذير أثار المخاوف في بيروت في أنّ لبنان قد يكون مُقبلا على مرحلة سوداوية مفتوحة على كل الاحتمالات. 

اغتيال لقمان وكلام البطريرك

وكان الاغتيال الوحشي المفاجىء للناشط والباحث السياسي المعارض لحزب الله لقمان سليم قد خلّف ردود فعل واسعة مستنكرة داخليا وخارجيا، وحذّرت أوساط مراقبة من عودة شبح الاغتيالات السياسية، مؤكدة المخاوف من أن يكون لبنان دخل في مرحلة جديدة بعنوان أمني. 

لا جدوى من اي تفجير أمني يستغله الحزب لان الواقع السياسي والعسكري الان هو لصالحه !

وكذلك يبرز كلام البطريرك الماروني بشارة الرّاعي الذي دعا فيه الى حياد لبنان والى عقد مؤتمر دولي لانقاذ الوطن، منتقدا سلاح حزب الله وهيمنته على القرار السياسي ، مما استدعى ردّا على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله الذي هاجم منطق التدويل مهدّدا بعبارته الشهيرة ” لاأحد يمزح معنا”، مذكرا بتلك اللهجة المستعلية التي كانت تهدّد فريق 14 آذار قبل سنوات والتي رافقها اغتيالات لرموزهم السياسية والاعلامية في ذلك الوقت. 

لكن بعض المحللين يقولون انه اذا كانت موجة التهديدات التي كان يطلقها حزب الله لمعارضيه، قد انتهت بعملية 7 ايار والسيطرة على بيروت من اجل قلب الواقع السياسي ميدانيا لصالح محور الممانعة، فان اي عمل عسكري حاليا لن يغيّر من واقع الامر شيئا، لأن البلد كله واقع تحت سيطرة حزب الله في ظل وجود حكومة تصريف اعمال ضعيفة، ووزراء من لون واحد تابعين للحزب ولحلفائه، وبالتالي فان لا جدوى من اي تفجير أمني يستغله حزب الله لصالحه، لان الواقع السياسي والعسكري الان هو لصالحه بشكل شبه كامل. 

قصير: الخطر قادم من اسرائيل 

الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير تحدث عن سيناريو خطير يحضر للبنان عبر استغلال المخابرات الاجنبية للمظاهرات في لبنان من اجل دفع” اسرائيل”بعد إشغال حزب الله بالداخل لتوجيه ضربه عسكرية ضد لبنان! 

إقرأ أيضاً: إستدعاء «حزب الله» إلى موسكو..الفرصة الأخيرة؟

ولدى سؤال موقع “جنوبية” للزميل قصير عن العلاقة بين الاحتجاجات المطلبية التي يقوم بها المتظاهرون ضد الفساد والغلاء، ورفض الاصلاحات من قبل الطبقة السياسية ومنها حزب الله، وبين نوايا اسرائيل بضرب الحزب لأهداف لها علاقة بالصواريخ الدقيقة القادمة من ايران والمخزنة في جنوب لبنان، الموصولة بالصراع الدولي والاقليمي في المنطقة، أجاب قصير ” ان إسرائيل ستستفيد مما يجري بسبب انشغال الحزب بالوضع الداخلي، والموضوع ليس التظاهرات من أجل الجوع، ولكن الفوضى الأمنية الواسعة وعمليات التخريب وبدأنا نشهد ذلك، وهناك معلومات عن احتمال قيام إسرائيل بعدوان لتخريب أي اتفاق أميركي ايراني”.

قصير: هناك معلومات عن احتمال قيام إسرائيل بعدوان لتخريب أي اتفاق أميركي ايراني

وأضاف”: وعلى الرغم من ان ايران ترفض المفاوضات التي دعا اليها الاوروبيون حتى الان، وهي غاضبة من الشروط الجديدة الاميركية، وتريد العودة للاتفاق القديم، فان هناك معلومات تسربت ان التواصل الايراني الأميركي غير المباشر قد بدأ فعلا، ولكن بشكل غير معلن، وهناك تقدم، وهذا ما يخيف الإسرائيليين، لذلك علينا الانتباه”. 

السابق
إستدعاء «حزب الله» إلى موسكو..الفرصة الأخيرة؟
التالي
بعد نجوى كرم.. الإمارات تمنح الإقامة الذهبية للفنان العراقي سيف نبيل