لبنان بين «هستيريا» الدولار و«عصفورية» السياسة!

ازمة اقتصادية كبيرة

مع تدهور سعر صرف الليرة الذي قد يصبح خيالياً في غياب الضوابط، ومع الارتفاع الجنوني للأسعار ومع اقتراب الانهيار يقترب الانفجار. والانفجار الاجتماعي قد يخرج عن سيطرة الأمن في فوضى أمنية من عمليات سرقة و”تشليح” وفي مناطقية تلامس أو تصل الى التقسيم!

تتسابق السيناريوهات السوداء المحتملة في لبنان وسط انكفاء أي بارقة أمل للخروج من “جهنم”. بين هيستيريا و”عصفورية” السياسيين تستمر السلطة الحاكمة وأحزابها بتدمير حاضر ومستقبل اللبنانيين كما دمرت سنينهم الماضية وحوالى 5 أجيال منهم. فما يجري اليوم ليس انتحاراً جماعياً، بل اغتيالاً جماعياً بحق الشعب اللبناني، على شاكلة تفجير أهل السلطة لبيروت ولمرفأ بيروت.

تتسابق السيناريوهات السوداء المحتملة في لبنان وسط انكفاء أي بارقة أمل للخروج من “جهنم”!

لا يهم أهل السلطة الفاسدة موت اللبنانيين وقهرهم وذلهم وفقرهم ووجعهم وجوعهم… ما يهمهم هو الحفاظ على كراسيهم وحصصهم في السلطة وعلى مكاسبهم المذهبية، وعلى محمياتهم المالية وعلى مزاريب الفساد التي يمتصون بها دماء اللبنانيين والرمق الأخير من حياتهم.

إقرأ أيضاً: إرتفاع «صاروخي» للدولار فوق الـ10 آلاف..لبنان نحو الإنفجار الكبير؟

لا تبدو هناك بوادر حرب داخلية، لعدم توفر التمويل اللازم لها. ولكن لبنان يبقى عرضة لاعتداء اسرائيلي في كل لحظة.

وهو يفتقد لمقومات الصمود اللوجستية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والبنيوية، وسط اعتقاد لحزب الله أن صواريخه وحدها تكفي لصمود الشعب اللبناني، وقد لا يشعر الحزب بوجع اللبنانيين وجوعهم لأنه يؤمن “الفريش دولار” لمقاتليه ولعوائلهم، وليس لكافة جمهوره الذي بدأ يتألم ويجوع ككافة اللبنانيين.

ليس الهدف هو استهداف حزب الله في الاتهامات. بل الهدف هو أن يعي حزب الله أنه ليس بالصواريخ وحدها يحيا لبنان!

كيف يجرؤ “عطارو” المبادرات الدولية والعربية على اعتماد هؤلاء الناس، الأصنام وأنصاف الآلهة، أنفسهم بهذا الأداء الفاسد الكارثي لمحاولة إصلاح ما أفسده دهر من التدمير الممنهج لمقدرات الوطن ولثروات اللبنانيين، هل فعلاً هناك من يؤمن أن السلطة السياسية التي سرقت أموال المودعين مع شركائها في المصارف وأهدرت ما تبقى منها هي قادرة أو راغبة في إنقاذ الوطن؟، “يللي بيجرب مجرب بيكون عقلو مخرب”!

لبنان على موعد مع نموذج اقتصادي اسوأ من نموذج فنزويلا مع إستمرار الطبقة السياسية نفسها

وللأسف، وإذا كان الكثير من اللبنانيين يشنقون أنفسهم “بحبال الهوا” إلا أن الواقع الذي ينتظرهم أكثر سواداً مما يظنون، وهم سيضطرون للتعرف الى النموذج الفنزويلي وسيبنون ما هو أسوأ في النموذج اللبناني، اذا ما استسلموا لمصير يديره عنهم أهل السلطة!

السابق
«يوم حشر» غذائي في طرابلس..إذلال لم تعرفه الحروب!
التالي
بالفيديو: هكذا كانت أجواء زيارة البابا الى النجف ولقائه بالسيستاني!