بري يقرع جرس الانتخابات الفرعية وسط ريبة من توقيتها وغايتها.. و كلفتها!

نبيه بري

إنتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري نحو ستة أشهر للدعوة لإنتخابات فرعية لإنتخاب 10 نواب جدد، 8 منهم إستقالوا في لحظة سياسية وأمنية شديدة الحساسية وهي إنفجار مرفأ بيروت، وإثنين منهم توفاهم الله بعد صراع مع فيروس كورونا.

إلا أن الدعوة لإنتخابات جديدة جاءت ايضاً في توقيت حرج للغاية، ليس فقط على الصعيد السياسي والامني والتعثر في ولادة حكومة جديدة، وجولات العراك التي تحصل بين القوى السياسية نتيجة هذا التعثر، بل أن الدعوة تأتي أيضا في ظل وضع مالي خانق إستدعى طلب الاقتراض من البنك الدولي، لتمويل حاجات الاسر الاكثر فقرا بعد رفع الدعم عن المواد الاساسية وهو أمر مقبل لا محالة، في حين أنه من المتوقع أن تكون كلفة هذه الانتخابات مئات الملايين من الليرات، وأبلغ دليل على ذلك هو الانتخابات الفرعية التي جرت في صور العام 2019 والتي فاز بها بالتزكية مرشح حزب الله حسن عز الدين، إلا أن كلفتها بحسب عدد الجريدة الرسمية 55 تاريخ 28 /11/2019 مرسوم رقم 5972 بناء على اقتراح وزير الداخلية والبلديات ووزير المالية التعويض المقطوع ١٢ مليون ليرة لكل عضو من أعضاء هيئة الاشراف على الانتخابات وبتوقيع رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير المالية علي حسن الخليل، يسمح من خلاله صرف مبلغ ٦٧٠ مليون ليرة لتغطية وتعويضات نفقات الهيئة، في الوقت الذي لم تحصل الانتخابات، ماذا لو جرت في مثل هذه الظروف التي يعيشها لبنان؟

إقرأ أيضاً: حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: إنما لـ«الحزب» حدود!

إذا إلى جانب الكلفة المادية العالية التي ستتكبدها خزينة الدولة المفلسة، هناك سؤال يُطرح عن توقيتها والجديد الذي ستحمله إلى المجلس النيابي، وفي هذا الاطار تجمع كل الكتل النيابية على أن دعوة بري دستورية من حيث التوقيت، لكن آراء هذه الكتل تختلف في نظرتها حول تأثير هذه الانتخابات على الاوزان السياسية للكتل النيابية في مجلس النواب، إذ يعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى لـ”جنوبية” أن “اهمية الدعوة أنها ترجمة لقاعدة دستورية تنص على تنظيم إنتخابات فرعية في حال حدوث شغور في أي مقعد نيابي، اما التغيير الذي يمكن أن تحمله هذه الانتخابات فهو أنها ستعبر عن خيارات الناس التي ستنتخب المرشحين الجدد”.

موسى لـ”جنوبية” :عدم التحرك نحو  دفع برئيس المجلس الى التنبيه

يضيف :”زيادة عدد كتل نيابية أم لا هذا أمر لا يمكن التكهن به، اما عدم الدعوة حتى هذا الوقت لأن هذا الامر بيد السلطة التنفيذية، وحين رأى الرئيس بري أن لا تحرك بهذا الإتجاه كان لا بد من التنبيه إلى هذا الامر”.

ميشال موسى
ميشال موسى

تهرب من انتخابات مبكرة؟

على ضفة القوات اللبنانية الدعوة تحمل معان عديدة، يشرحها عضو كتلة الجمهورية القوية النائب وهبة قاطيشا لـ”جنوبية” بالقول:”الانتخابات لن تغير في احجام الكتل لأن الذين إستقالوا هم من الفريق السيادي، وكميزان قوى داخل مجلس النواب لا تغيير، والخوف هو ان تكون هذه الخطوة مرحلة اولى لتأجيل الانتخابات النيابية من خلال سحب ذريعة شغور نحو 10 مقاعد نيابية، ويضيف “وكقوات نريد إنتخابات نيابية مبكرة لكي يأتي مجلس نيابي جديد ومنظومة سياسية جديدة والشعب اللبناني يقول كلمته في هذه السلطة الجديدة ، وأعتقد أن الرئيس بري يهرب من الانتخابات النيابية المبكرة عبر الانتخابات الفرعية”.

قاطيشا لـ”جنوبية”: ثمة مخاوف من تأجيل الانتخابات النيابية

وهبي قاطيشا
وهبة قاطيشا

يؤكد زميله في الكتلة النائب جوزيف إسحاق لـ”جنوبية” أن “القوات مع الدعوة لإنتخابات نيابية مبكرة على صعيد مجلس النواب ككل، من أجل التغيير في أحجام الكتل النيابية ولكن الإنتخابات الفرعية لن تغير في الاحجام الموجودة”.

أسحاق لـ”جنوبية”: القوات مع الدعوة لإنتخابات نيابية مبكرة 

ويلفت إلى أن “النواب الذين إستقالوا لهم توجه سياسي معين، والاكثرية النيابية تتألف من النواب الموجودين حاليا، وأعتقد أن سبب التأخير هو بسبب كورونا ولا نعرف إذا كانت ستحصل الانتخابات وفي حال نجح اللقاح في السيطرة على الفيروس ممكن ان تحصل هذه الانتخابات”.

الناس غير مهتمة

بالنسبة للقاء الديمقراطي هذه الإنتخابات “لن تؤثر على أحجام الكتل”، إذ يشرح عضو اللقاء بلال عبد الله لـ”جنوبية” أن “لا أحد يعرف نبض الناس اليوم وآخر هم اللبنانيين هو اجراء الانتخابات”.

عبد الله لـ”جنوبية”: الإنتخابات  آخر هم اللبنانيين

يضيف:” لننتظر أولا لنعرف ماذا سيتغير في الدوائر الانتخابية، ففي كل الدوائر ستحصل إنتخابات على القانون الاكثري إلا في المتن ستحصل الانتخابات وفق القانون النسبي، لأن القانون الانتخابي ينص على إجراء الانتخابات وفقا لقانون النسبي إذا كان عدد النواب أكثر من نائبين وهذا ينطبق على حالة إنتخابات المتن ( الجميل و حنكش والمر)”.

ويختم:”الدعوة هي دستورية و كان من المفروض أن تحصل سابقا وبعد إستقالة النواب الثمانية، لأنه إذا كانت المهلة التي تفصل عن الانتخابات النيابية أكثر من 6 أشهر من الضروري الدعوة إلى إنتخابات فرعية”.

بلال عبدالله
بلال عبد الله

مؤشر لنبض الشارع

يصف عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم لـ”جنوبية” “الدعوة بأنها مفيدة ومحقة وربما تأخرنا قليلا في الاعلان عنها، وأعتقد أنها ستكون تجربة جيدة لقياس نبض الشارع اللبناني و تؤشر للإنتخابات النيابية المقبلة، لأنها ستحصل في المتن وكسروان و الشوف و بيروت و طرابلس”.

نجم لـ”جنوبية”: تجربة جيدة لقياس نبض الشارع وتؤشر للإنتخابات 

يضيف:”صحيح أنه لن يكون هناك معركة في طرابلس لكن في باقي المناطق ستعطي مؤشرا وشخصيا أتمنى حصول هذه الانتخابات”.

النائب نزيه نجم
نزيه نجم

الانتخابات العامة هي الاستحقاق الاساسي

على ضفة تكتل “لبنان القوي يرى عضو التكتل النائب آلان عون لـ”جنوبية” أن الدعوة الى انتخابات فرعية لا تخضع للرأي السياسي لأنها واجب دستوري الزامي، وما يقوم به الرئيس بري هو الصواب لناحية المطالبة بإجراء انتخابات فرعية لملء الشغور في المؤسسة التشريعية التي يترأسها”، لافتا إلى أن “المشكلة في لبنان هي أن التعاطي مع الدستور أصبح إنتقائياً وإستنسابياً، لدرجة ان الاستحقاقات والواجبات الدستورية اصبحت دائماً محطّ تشكيك وتساؤلات وهذا دليل على قصور نظامنا السياسي وعلى ضعف وهشاشة ديمقراطيتنا”.

عون لـ”جنوبية”: الانتخابات العامّة  ستكون الامتحان الكبير للجميع

يضيف:” لن يتغيّر الكثير على صعيد موازين القوى اذا أن معظم الشغور ناتج عن مقاعد لنواب مستقلّين الا اذا تمكّنت الأحزاب والكتل الحالية بالفوز بها مما يعزّر حضورها وتأثيرها”، معتبرا أنه “مهما كانت نتيجة الانتخابات الفرعية وحتى لو فاز فريق واحد بها جميعها فهي لن تغيّر في معادلة الأكثرية والاقلية لأن المقاعد الشاغرة لا تنتمي اصلاً الى الأكثرية الحالية”.

و يختم:” الاستحقاق الاساسي لموازين القوى سيتنظر الانتخابات العامّة التي ستكون الامتحان الكبير للجميع موالاة ومعارضة، طبقة سياسية ومجتمع مدني”.

النائب آلان عون
آلان عون
السابق
بانتظار وصول لقاح «كورونا» لأكبر عدد من المواطنين.. الاصابات كما الوفيات ترتفع في لبنان
التالي
مَن يحدّد جنس الجنين.. الرجل أم المرأة؟