«حزب الله» بعد اغتيال لقمان.. «إستعلاء» على مين؟!

اغتيال لقمان سليم
تنطلق الأبواق الإعلامية المُوجَّهة و المؤيدة لحزب الله كالعادة المُعتادة، كما جيشه الإلكتروني عبر مواقعه وقنواته في التواصل الاجتماعي المختلفة، وكما المرتزقة النفعيون الكسبة من المحللين الإخباريين، ينطلق جميع هؤلاء هذه الأيام للمواجهة بطريقة استعطافية للجمهور تارة وتهديدية للخصوم السياسيين والمعارضين تارة أخرى !

تأتي طريقة ردود جماعة حزب الله ومناصريه بأسلوب استعلائي فوقي، وذلك ضد كل وسائل الإعلام والإعلاميين والإعلاميات والجهات والأفراد والمنظمات المحلية والدولية، التي استنكرت عملية القتل الجبانة التي تم تنفيذها بدم بارد الأسبوع الماضي بحق الناشط السياسي والثقافي والاجتماعي شهيد الثورة وشهيد انتفاضة 17 تشرين وشهيد كل لبنان واللبنانيين المناضل لقمان سليم.  

اقرأ أيضاً: بأي ذنب قُتل لقمان «الحكيم»؟!

ومن منطق يوحي بأن حزب الله لا يهاب شيئاً ولا أحداً، وأنه مرتاح لوضعه من الجهة القانونية والشرعية، وأنه لا يضره اتهامه بمقتل لقمان سليم ولا بمقتل غيره، كونه يعيش حالة فائض القوة التي تمكنه من الدوس على كرامة وشرف وحرية وعنفوان وشهامة ودماء من يشاء من أبناء الشعب اللبناني، بل ومن أبناء من يشاء من كل شيعة لبنان بنحو الخصوص، فهو يتكلم بمنطق أنه كل البلد وكل القرار وكل الشعب وكل الشيعة . 

وضع النقاط على الحروف …  

     فصحيح أن حزب الله لم يمتثل حتى الآن – ولو لمرة واحدة على مستوى القضاء – للمحاكم اللبنانية ولا الدولية وذلك طيلة تاريخ وجوده وعمله السياسي، بل كان يحمي كل المخالفين للقانون من عناصره ومسؤوليه وكل المعتدين على كرامات وحقوق الآخرين، خصوصاً المعتدى عليهم من الشيعة من علماء دين ومثقفين ومفكرين ومستقلين من عامة الشيعة اللبنانيين، فحزب الله طيلة التجربة معه لم يحاسب أحداً من عناصره ومسؤوليه الذين اعتدوا على الغير، بل كان يحمي المعتدين في مناطقه الأمنية!  

فهو فعلاً فوق القانون والمحاكمة، ولكن هذا لا يعني أنه كل القضية في الدائرة الشيعية في لبنان، فهناك الكثير من الفرقاء الشيعة يخالفونه الرأي ونهج العمل السياسي والعسكري والأمني، وفي طليعتهم حليفته الحالية حركة أمل بعد أن كانت عدوته لأكثر من عقدين من الصراع على النفوذ على المناطق الشيعية، وذلك قبل أن يجد فيها ملجأ يتمسح به ويستر به عوراته السياسية ويستقوي في مواجهة الداخل والخارج، ويستفيد منها كرافعة انتخابية ووظائفية، ويجعلها غطاء في مواجهة تهمة الإرهاب كونها لم تصنف منظمة إرهابية حتى الآن، وهي قابلة لهذا التوصيف لو استمرت في تغطية مشاريعه التخريبية والعدوانية والدموية، التي يحاول من خلالها اغتيال كل الطائفة الشيعية سياسياً لتحقيق مصالحه الخاصة الضيقة ..  

حزب الله يأخذ كل الشيعة اللبنانيين رهائن لمخططاته العابرة للدولة

فالحزب يأخذ كل الشيعة اللبنانيين رهائن لمخططاته العابرة للدولة، ويتمترس خلف كل الشيعة عندما يتعرض لعدوان وهجوم ، ولكنه يتجاهل أكثر الشيعة عند الغنائم ليتقاسمها بين مسؤوليه وعناصره ومحازبيه. وما أزمة كورونا المستجدة والضائقة المعيشية الحالية إلا شاهد حي جديد على صحة ما نقول.  

وحزب الله ليس كل الشيعة في لبنان، ولا هو كل اللبنانيين، وإن حاول ويحاول فرض هيمنته على الكل ومنع أي تحرك خارج مظلته، وهذا ما ينبغي أن يعرفه كل دعاة الضغوطات الاقتصادية، وكل دعاة تجويع كل الشيعة والشعب اللبناني، المروجين للعقوبات على الشعب بأسره ..  

       والسؤال الكبير الذي ينتظره أكثر شيعة لبنان المغلوب على أمرهم، من حيث أنهم لا يشاركون في الاستحقاقات الانتخابية ولا يثبتون وجودهم خوفاً من سطوة قوى الأمر الواقع، وهذا ما تثبته أرقام ونسب المشاركين الشيعة في الانتخابات في العقود الثلاثة الماضية، السؤال الكبير هو متى يُخضع حزب الله قوته لقرار الدولة اللبنانية حتى تتحرر الإرادة الشيعية وتُعبر عن نفسها بوضوح لتثبت صدق ما نقول؟  

ومتى يرفع حزب الله اليد عن احتلال مناطق الشيعة لتتمكن الأصوات الشيعية الحرة من التحرك، ومن تحديد مواقفها من كل ما جرى ويجري من تجاوزات ومخالفات يرتكبها الحزبيون غير المنضبطين – بحسب تعبير حزب الله – في البيئة الشيعية ؟  

وما هي اجندة حزب الله الجديدة بعد اغتيال الباحث والناشط المعارض لقمان سليم؟  

السابق
عقدة عدد الوزراء الى الحل: هل يكسر لقاء ماكرون – الحريري الجمود الحكومي؟
التالي
عشاء عمل بين الحريري وماكرون.. والملف الحكومي على طاولة البحث