«الموت الكوروني» يَنشر الذعر جنوباً..واللُقاحات تُفجر كباشاً سياسياً وطائفياً!

وفيات كورونا
الموت الكوروني يواصل خطف الارواح بلا هوادة او رحمة ويمعن في التنكيل بالجنوبيين ولا سيما في قضاء صور والذي يفقد خيرة ابنائه يومياً. في المقابل ومع اقتراب وصول الدفعة الاولى من اللقاحات "الكورونية" الموعودة، تفاعلت السجالات السياسية والطائفية والمناطقية لتؤكد ان التضامن الوطني مفقود وكل طائفة ومنطقة تغني على ليلاها! (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

الموت “الكوروني” يتصدر مجدداً المشهد اللبناني عموماً والجنوبي خصوصاً، مع استمرار تدفق النعوش الى مثواها الاخير.

واذا كان عداد الاصابات الجديدة لا زال عالياً، الا ان المؤشر الخطير هو ارتفاع الوفيات، حيث لا يوفر الموت من جراء الجائحة لا كبيراً ولا صغيراً.

وتكشف مصادر طبية لـ”جنوبية”، ان ارتفاع الوفيات مرتبط بإرتفاع اعداد الاصابات قبل الاقفال وخلاله، حيث وصلت الى 6 الاف حالة يومياً، على مدى اكثر من اسبوع والوفيات الكثيرة مرتبطة بالاصابات  الكثيرة.

وتقول: ان للاسف العدد الاكبر من الوفيات، هو لمرضى بين 35 و55 عاماً، وان غالباً تكون الوفاة بسبب سكتة دماغية وقلبية وتجلط الدم. وهذه الحالات هي من عوارض الفيروس، وتفاعلاته والتي تشتد في اليوم الثامن من الاصابة.

وتشير الى ان للاسف معظم الذين يتوفون من جراء الاصابة بالفيروس، هم في الاصل من مرضى العناية الفائقة والتي لا يصمدون فيها اكثر من اسبوعين.  

ارتفاع الوفيات جنوباً مقلق

والجنوب على حزنه وسواده مع استمرار الوفيات، حيث خسر امس ايضاً، 6 من ابنائه من قضاء صور، كما دفنت اكثر من ضحية كورونية في النبطية وكذلك في بنت جبيل.

تفش كبير للفيروس

وللاسبوع الثاني على التوالي سجل قضاء صور الرقم الاعلى جنوباً، للاصابات يومياً و220 حالة كمعدل وسطي.

ويتردد، ان سبب الارتفاع الاصابات هو الاختلاط  العائلي، وان العدوى تكون داخل العائلة نفسها. في حين رجح مختصون ان يكون ارتفاع الحالات مرتبط بازدياد عدد الفحوصات وكذلك بتفشي الفيروس بشكل واسع جنوباً.

ولا زالت مستشفيات الجنوب بشكل عام و في صور بشكل خاص تعاني من سوء التجهيز.

وفي دلالة على ضعف المستشفيات والقطاع الطبي جنوباً، يخلو قضاء الزهراني الذي يضم حوالي 73 ما بين بلدة و مزرعة من أقسام “الكورونا” ومن مختبرات الـ pcr، ولا يوجد فيه الاَّ ثلاث مستشفيات في الصرفند ( علاء الدين، خروبي، الفقيه) غير مؤهلة لإستقبال حالات الكورونا.

إقرأ أيضاً: الفلتان «يَعيث» رعباً جنوباً وبقاعاً..والإقفال يسقط بالضربة القاضية!

فينقسم أهالي قضاء الزهراني المصابين بالكورونا، ما بين صور والنبطية، وصيدا وهذا يزيد العبء على المستشفيات غير المجهزة ايضاً.

أما الفاتورة الإستشفائية، فحدِّث و لا حرج، حيث لا قدرة للفقير على تلقي العلاج، إلا إذا كان محظياً برضى “الثنائي الشيعي” و يفرضون استقباله على المستشفيات الخاصة في صور.

وعلى سبيل المثال دخلت سيدة مصابة بالفيروس، إلى إحدى مستشفيات صور على حساب وزارة الصحة و بعد قضاء أربع ليالي في المستشفى، طلب منها قسم المحاسبة مليون و مئة ألف ليرة فرق وزارة، أي 15 بالمئة من أصل الفاتورة، و بعد تدخل حزبي بشكل مباشر مع إدارة المستشفى دفع ذوو المريضة 400 الف ليرة، و لكن كم مصاب يحظى برعاية حزبية مناطقية، بالنتيجة  كل ليلة لمريض الكورونا في غرفة عادية، و ليست عناية فائقة تقدر بحوالي المليوني ليرة لبنانية.

كما دفع أحد الأشخاص في مستشفى آخر في صور 17 مليون ليرة، بعد أن قضى ابنه 8 ليال في المستشفى على حسابه الخاص.

و هكذا دواليك فكم من حالة توفت لعدم وجود مكان في المستشفى أو لعدم وجود جهاز تنفُس او أُبَر للعلاج أو حتى لعدم قدرة ذويه على تأمين فاتورة الإستشفاء.

استعراض “أمل” كورونياَ مستمر

وفي ظل عدم وجود لوجستيات طبية وأقسام مؤهلة للكورونا و ارتفاع فاتورة الإستشفاء، استأنفت “حركة أمل” أعادة افتتاح أماكن للحجر الكوروني لمعالجة الحالات غير المتدهورة صحياً، كخطوة استعراضية أمام الأهالي الناقمين على “الثنائي”.

واستحدثت “حركة امل” شعبة كفرصير، بالتعاون مع جمعية كشافة الرسالة الاسلامية مركزاً للحجر الصحي .

البقاع

ومع اقتراب موعد وصول اللقاح الخاص بوباء “كورونا” الى لبنان، واعتماد المنصة الالكترونية لتسجيل أسماء المواطنين لاخذ دور لتلقي الجرعة.

هذا ما اثار حالة من البلبلة والتجاذب السياسي بين مطرانية الروم الكاثوليك كونها الادارة الفعلية لمستشفى تل شيحا وبين نواب زحلة جورج عقيص وميشال ضاهر، وسيزار المعلوف بعدما تقدموا بطلب من وزير الصحة حمد حسن اعتماد مستشفى تل شيحا مركزاً لتلقي اللقاح، فحصلت حرب بيانات بين الجهتين كشفت عن مدى تاثير مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي على المطرانية.

وقالت مصادر ان جريصاتي ضغط باتجاه خلق حالة افتراق النواب خاصة النائبين عن المقعدين الكاثوليكيين في المدينة، ضاهر وعقيص عن المطرانية تمهيداً لترشيح  جريصاتي عن احدهما.

وفي بعلبك والهرمل اطلقت البلديات دعواتها للمواطنين لتسجيل أسمائهم عبر منصة Impact، لتلقي اللقاح بناءً على طلب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وتعميمه إلى جميع رؤساء البلديات ضمن محافظة بعلبك الهرمل.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار المسائية لليوم الاربعاء 03/02/2021
التالي
فقدان الاتصال بالناشط السياسي لقمان سليم في الجنوب..وترجيح «عملية خطف» بعد العثور على هاتفه المحمول