كارثة تفجير بيروت..الفصول تَتعاقَب ولا من يُعاقَب!

انفجار المرفأ

غداً في الرابع من شباط يُضيء أهالي ضحايا وشهداء تفجير المرفأ وتفجير بيروت، شموع ذكرى نصف سنة على رحيل أحبائهم، وسط معاناة انتظار بصيص نور  نتيجة تحقيق لن تأتي أبداً!

الجرحى ما يزالون يضمدون جراحهم. وكثير من الذين تهدمت بيوتهم أو أعمالهم لم يعودوا بعد إليها. مر صيف وخريف وشتاء ولم يعودوا.

فبعد أن فقد الكثيرون أحباءهم، لم يجدوا حتى حبال الهواء للتعلق بها. وواهم من اعتقد ولو لحظة أن التحقيق يمكن أن يصل الى أي نتيجة مع هذه السلطة، حتى كبش المحرقة لن يكون بالسهل “توريطه”!

جمرة تفجير المرفأ وبيروت ستحرق القلوب والعيون لسنين طويلة

والمثال الحي في هذه الأيام هو البحث عن كباش محرقة لحرق بلدية طرابلس، وموجة اعتقال تعسفية لثوار مناضلين لاستعادة حقوق الوطن.

وأصبح ضجيج حدث إحراق بلدية طرابلس (المُدان) بحجم تفجيرهم للمرفأ ولبيروت، وكذلك عدم البحث عن ناهبي الأموال المنهوبه أو حتى المهربه الى الخارج.

إقرأ أيضاً: الفلتان «يَعيث» رعباً جنوباً وبقاعاً..والإقفال يسقط بالضربة القاضية!

وحدهم مصرف لبنان والمصارف والسلطات المالية، قد نجحوا في إخفاء أموال اللبنانيين، المحفوظة في الحفظ والصون، في آمال اللبنانيين الواهية. وككل شيء في لبنان، على اللبنانيين أن يختاروا بين حقيقتين عن أهل السلطة: لا يريدون أن يعرفوا لأنهم… يعرفون أو يريدون أن يعرفوا ولكن… “ما خلونا”!

أيام التحقيق الخمسة هي خمسون سنة لانتظار لا شيء. أيام التحقيق الخمسة هي اعتراف بفشل السياسة في إدارة البلاد، ونجاحها في البقاء على كراسيهم، وفشل الأمن في حماية الناس و في حماية المرتكبين من أهل السلطة.

وأيضا فشل القضاء في تحقيق أي عدالة،  ونجاحه في دفع الناس للبحث فقط عن عدالة السماء.. فالشكوى لغير الله مذلة!

لا حقوق ولا تعويضات والتصليحات خجولة والمنطقة ما تزال منكوبة

لا حقوق ولا تعويضات والتصليحات خجولة، والمنطقة ما تزال منكوبة والدموع مسكوبة لا تجف، والمناظر مرعوبة من نفسها وأخطار تكرار التجربة الأكثر مرارة في تاريخ لبنان موجودة والدروس مما ألمّ بنا مفقودة.

ومن كان يجب أن يعلم وهو يعلم، ويجب أن يحاكم، يعد بالحل. و”عيش يا كديش تا ينبت الحشيش”! ولكن “الجمره ما بتحرق إلا مطرحها” … وجمرة تفجير المرفأ وتفجير بيروت ستحرق القلوب والعيون لسنين طويلة!

السابق
إيران… خطوة أميركية إلى الوراء
التالي
خاص «جنوبية»: بالوقائع والأرقام..10 مهربين يُديرون البقاع عبر «شراكة سياسية»!