هل يُعوّم «ودّ باريس» لبايدن مبادرة ماكرون وتُولد الحكومة؟

ترامب بايدن

يترقب الوسط السياسي مدى تأثير علاقة فرنسا مع الادارة الاميركية الجديدة على دعم ومساعدة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مساعيه لتنفيذ المبادرة التي طرحها لتشكيل حكومة انقاذ من اختصاصيين تتولى مهمة إجراء الاصلاحات البنيوية والهيكلية في مؤسسات وقطاعات الدولة اللبنانية على اختلافها وتعمل على حل الأزمة المالية والنهوض بالاقتصاد الوطني.

وتعتبر جهات سياسية أن التكهن بكيفية تعاطى الإدارة الاميركية مع الوضع اللبناني سابق لاوانه، لانه لا بد من انتظار  بعض الوقت لكي يتم تعيين المسؤولين الذين سيتابعون الملف اللبناني وعما اذا كان يحظى باهتمام منفصل او سيلحق بالوضع بمنطقة الشرق الاوسط وازماته المتعددة او بعلاقة واشنطن مع ملف إيران النووي كما تردد مرارا.

تفاؤل برتقالي وعوني؟

وفي انتظار ما سيكون عليه تعاطي الادارة الاميركية الجديدة مع لبنان، يعتبر مقربون من بعبدا أن تغيير الادارة الاميركية ووصول بايدن الى السلطة يعتبر عاملا مهما ومساعدا لدعم مساعي العهد في تحقيق شروطه لتأليف الحكومة الجديدة، بعد ان كانت ادارة ترامب السابقة تقف حائلا دون تحقيق هذا التوجه وتعمل لاضعاف مساعي وخطط عون بالنهوض بالدولة من خلال سياسة فرض العقوبات على العديد من السياسيين الداعمين للعهد وفي مقدمتهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فيما تختلف نظرة الادارة الجديدة عن سابقتها وهذا مؤشر جيد وواعد.

إقرأ ايضاً: «ابريق زيت» الصلاحيات «يُهرق» على طريق بعبدا_ بيت الوسط!

ولكن مقابل هذه النظرة التفاؤلية للقريبين من العهد، هناك من الاطراف الداعمة للمبادرة الفرنسية من يعتبر أيضا انه قد يؤدي تغيير الادارة الاميركية الى مفاعيل إيجابية ومساعدة لاعادة تعويم المبادرة الفرنسية من جديد وتسريع خطى تنفيذها بزخم أقوى من السابق نظرا للعلاقة التفاهمية التي تربط فرنسا مع الادارة الاميركية الجديدة.

عقوبات ترامب عرقلت ماكرون

لانه من المعلوم ان المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس الفرنسي ماكرون بعد حادث تفجير مرفأ بيروت الماساوي قبل ما يقارب الخمسة اشهر تعثرت نتيجة اعتراض ضمني من قبل ادارة ترامب عليها نظرا لعلاقة فرنسا التي لم تنقطع مع حزب الله خلافا لما تريده واشنطن، وتم عرقلة تشكيل الحكومة التي كلف بتشكيلها السفير مصطفى اديب، بعد قيام الادارة الاميركية السابقة بفرض عقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس وبعدها فرض عقوبات على صهر رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل، ما تسبب بعقبات اضافية امام تشكيل حكومة الإنقاذ برئاسة سعد الحريري.

وبانتظار ذلك تعتبر الاوساط انه من المفيد تزخيم الاتصالات مع ادارة الرئيس الفرنسي ماكرون في الايام القليلة المقبلة في محاولة للسعي الى توظيف العلاقة التي تجمع فرنسا مع الادارة الاميركية ومع الدول الخليجية واستمرار التواصل الفرنسي الايراني على أكثر من مستوى لإخراج عملية تشكيل الحكومة الجديدة من عنق الزجاجة. ولعل تحركات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تجاه مختلف الدول وفرنسا خصوصا تصب في هذا الاتجاه، فهل تكون حكومة للبنان قريبا جراء هذه المتغيرات؟

السابق
عون يفشل كل الوساطات..العهد مجير للدفاع عن باسيل!
التالي
أسرار الصحف الصادرة ليوم السبت 23 كانون الثاني 2021