عون لن يتراجع ولن ينكسر أمام الحريري.. ماذا عن «حزب الله»؟

ميشال عون سعد الحريري

دخل ملف التأليف الحكومي في نفق مظلم بعد «الفيديو» الذي انتقد فيه رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس المكلف سعد الحريري، وأشعَل مواجهة بينهما لم تنطفئ نارها بعد، قاطعاً الطريق على كل الوساطات. وكتب منير الربيع في “المدن” انه لا يبدو الرئيس عون، في وارد التنازل أو تسهيل تشكيل الحكومة. لا يزال على موقفه، وعلى مطالبه كي يوقع على مرسوم تشكيل حكومة الحريري.

عناد وتصلّب

مطالب عون معروفة، ويكررها في لقاءاته كلها: 6 وزراء مسيحيين، غير الوزير المحسوب على حزب الطاشناق. وعندما يفاتحه أحدهم بأن وزير الطاشناق يكون محسوباً عليه، يجيب بالنفي. و6 وزراء مسيحيين مع وزير الطاشناق، يعني حصوله على الثلث زائد واحد المعطل.

اقرأ أيضا: فرنسا تفرمل مسعاها: رسالة من الحريري الى بعبدا.. ولا ردّ من عون!

والحريري ليس في وارد تقديم هذا التنازل. بل متمسك بشروطه، مكرراً أنه لن يمنح عون ما يريد. الاستعصاء مستمر إذاً.

الجميع ينتظر موقف حزب الله. هناك ترقب لقيامه بمبادرة بين الطرفين. وهناك معطيات تفيد أن معاون السيد حسن نصرالله السياسي، حسين الخليل، سيجري اتصالات مع الأطراف المختلفة، لاستمزاج آرائهم، ومعرفة سبل التحرك بحثاً عن حلّ.

لم يتضح حتى الآن التقدير السياسي لحزب الله: هل دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض يفرض تسهيلاً لمهمة تشكيل؟ أم أن التعقيد يستمر، طالما لا اتفاق على حلّ داخلي؟ وليس من معطيات إقليمية تؤشر إلى مقومات حلّ.

الإصلاح المستحيل

ولا ريب في أن جهات عديدة تفضل استمرار الوضع على ما هو عليه، في ظل عدم توفر خطة اقتصادية واضحة. فأية حكومة تأتي تواجهها مسؤولية البحث في إجراءات مالية واقتصادية، أولها رفع الدعم. وهذا ما لا يريده كثيرون، يفضلون إطالة أمد الأزمة الحكومية وإبقاء الوضع على ما هو عليه.

وهناك وجهة نظر سياسية محلية وإقليمية: استحالة إنجاز تشكيلة حكومية تشكل فريقاً إصلاحياً جدياً حقيقياً مع ميشال عون، طالما أن حساباته مدارها الصراع السياسي الآني والمستقبلي. وفي هذه الحال ليس من حكومة قادرة على إخراج البلد من الأزمة.

عون يؤكد أنه لن يتراجع أو ينكسر أمام الحريري. والحريري يراهن على دور حزب الله في الضغط على عون وباسيل، لتسهيل تشكيل الحكومة. لكن حزب الله لم يبدر منه بعد ما يفصح عن وجهة تحركه. وهناك معطيات تفيد أنه سيعمل في البداية على حلّ معضلة وزارتي الداخلية والعدل. ويبقي مشكلة الثلث المعطل، ومشكلة توسيع الحكومة وتكثير عدد وزرائها لإرضاء حلفائه الدروز والكاثوليك، لإثارتهما في مرحلة لاحقة.

السابق
الأمن الغذائي بخطر.. تحذير من فقدان بعض المنتجات منها حليب البودرة !
التالي
عظمة أميركا