النقد الذاتي ممنوع في«حزب الله»..قاسم قصير نموذجاً!

تزداد يوماً بعد يوم تلك النزعة العدائية من "حزب الله" تجاه من يبادر بالنقد الذاتي من الموالي او المؤيد او الناشط في بيئته، بل تتعدى لتصل الى ما بعد بعد التخوين والاتهام بالقبض من السفارات ودول الخليج وصولاً الى الشتائم والمس بالاعراض والتجريح الشخصي وليس انتهاءاً بهدر الدم بعد التشويه الكامل.

منذ اكثر من 10 ايام خرج الاعلامي والصحافي قاسم قصير والناشط في مجال الحوار الاسلامي- الاسلامي والاسلامي- المسيحي في مقابلة عبر قناة nbn ، بمواقف منفتحة وواقعية، ومن قلب الوجع الشيعي الحقيقي، وهو وجع يومي تضج به بيئة “حزب الله” عموماً والشيعة خصوصاً، ومواقف قصير تخص “حزب الله” ودوره خارج الحدود اللبنانية وعلاقته بإيران وولاية الفقيه.

 ودعا قصير “حزب الله”، الى المراجعة الذاتية، والعودة من سوريا وعدم الالتصاق بإيران في الجانب السياسي والعسكري رغم الالتقاء العقائدي بولاية الفقيه.

كما دعا “حزب الله” وبعد 10 اعوام من دخوله في الحرب السورية، الى ان يتحول الى “حزب لبناني”، اي ان يستعيد الحوار الداخلي ويقارب مصلحة البلد من زاوية وطنية لبنانية.

مواقف متقدمة لقصير

وبعد 10 ايام على المقابلة، إنتشر الفيديو وتم تداولة بكثرة من مواقع مناوئة لـ”حزب الله” ومؤيدة له.

وما إن إنتشر حتى إنطلقت حملة شعواء للجيش الاكتروني لـ”حزب الله”، لم تبق وتذر بحق قصير، والذي نشر خلال 24 ساعة 3 بيانات توضيحية ما قاله وتوجها ببيان اعتذار، وان مواقفه التي قالها في 6 كانون الثاني في المقابلة المذكورة، ليست الا مواقفاً سابقة اطلقها رغم ان الفارق هو في التوقيت و”حساسية” اللحظة.

ومما قاله :”انا لست حزبيا وليس لي اي دور أو مسؤولية في اي موقع، انا مجرد كاتب أو صحافي أو صاحب وجهة نظر متواضعة وباحث جامعي اعمل من أجل نشر الحوار. ومعالجة المشكلات والسعي لحماية لبنان وكل العالم العربي والإسلامي وانا كنت ولا زلت مع المقاومة في لبنان وفلسطين وضد كل محتل وانا مع كل انسان مظلوم ومضطهد وانا لا أسعى لا من أجل إثارة إعلامية أو سياسية أو حزبية”.

وتابع :”ما أتمناه لمن يريد أن يناقش الآراء بهدوء وحرصا على مصلحة وطننا جميعا وان نكون جميعا جنودا من أجل وحدة وطننا ومن أجل حمايته من كل معتدي، وانا مسيرتي معروفة منذ أكثر من أربعين عاما وعملت ولا أزال اعمل ضمن قناعتي وحريتي”.

ورغم هذا البيان التوضيحي استمرت الحملة التخوينية والشتائم والتناول الشخصي ليعود ويصدر قصير بياناً ثالثاً اليوم يعتذر فيه من “بيئة المقاومة” ويوضح مواقفه في المقابلة.

بيان اعتذار

وتوجه قصير في بيانه اليوم الى “جمهور المقاومة التي احب بالاعتذار ان مسته مقابلتي في مكان ما”.

ولفت الى انه “بدا ان الموضوعات التي طرحتها في المقابلة على صعيد الطرح او الاسلوب أو حتى التوقيت غير مناسبة، وان كان منطلقي مصلحة المقاومة ولبنان واللبنانيين جميعا “.

ضيق صدر “حزب الله” يكبر من المعارضين ومن الموالين له في بيئته كلما ارتفعت كلفة خياراته الخاطئة!

وأكد انه ملتزم” بخيار المقاومة حتى تحرير كافة الاراضي المحتلة ودعم المقاومة الفلسطينية، وأنني لم اتخل ولن افعل عن هذا الخيار، مع دعوتي الى تحاور  اللبنانيين من أجل حفظ لبنان ووحدته ولمواجهة الكيان المحتل”.

وعلى طريقة “حزب الله” نبش “الاهالي” على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وتصريحات سابقة لقصير واعتبرته انه اصبح في المحور “المعادي” للمقاومة وانه “غير ثوبه” بسبب المال.

ورغم ان كل ما تقدم، لن يغير في قيمة واهمية ومسيرة قصير الحافلة بالعطاء الاعلامي وبمصداقية لا تخلو من جرأة في المواقف، الا ان الاخطر يكمن في طريقة التعاطي مع اي موقف متمايز من داخل البيئة الشيعية اكان من الخصوم لـ”حزب الله” او من داخل بيئته.

ويقود ما تقدم وفق مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان ضيق صدر “حزب الله” يكبر من المعارضين ومن الموالين له في بيئته، كلما ارتفع منسوب الكلفة العالية التي يدفعها الحزب من جراء خياراته الخاطئة، ولا سيما خوض معارك ايران في سوريا والعراق واليمن والبحرين وحتى في ناغورني قره باخ.

العناد الذي يمارسه “حزب الله” واصراره على ما يقوم به اكبر بكثير من اعترافه بالاخطاء التي يرتكبها او ان يتراجع عنها!

وهذه الممارسات التي جرت الويلات على الجنوبيين، واودت بالاف الشبان من الطائفة الشيعية في سوريا، وجعلت من العائدين منهم مرضى نفسيين، او جيشاً من العاطلين عن العمل يرمي القنابل في صور وغيرها، ويصفي حساباته بالسلاح مع “حركة امل” وغيرها، تجعل من الاعتراف بالخطأ والتراجع عنه اصعب بكثير من المكابرة، والعناد الذي يمارسه “حزب الله” ويريد تحميل نتائج هزائمه وخساراته الى بيئته التي يفرض عليها، ان تبقى ساكتة بقوة الحديد و النار والتخوين والشتائم، او بنقل المعركة الى جبهة خصومه ومعارضيه.

 وهذا الضيق ترجمه “حزب الله” بتهديدات الى الاعلام المعارض له، والى القضاء ووزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام، وضرورة التصرف قبل ان يحرك “الاهالي” لـ”تربية” الاعلام المعارض.

واستبق تهديداته بسلسلة من الدعاوى القضائية ضد اعلاميين وناشطين وسياسيين امام القضاء الجزائي الذي لا يعترف به ولا يمثل امامه.   

    

السابق
كايت وينسليت تعترف «الشهرة دمرتني بعد تايتانيك»
التالي
الجريمة تسابق الكورونا وتستبيح البلاد والعباد!