تعليقاً على الزيارة المفاجئة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى اسطنبول منذ يومين، اعتبر الدكتور فادي شامية انه “لا يمكن فهم زيارة الحريري غير المعلنة مسبقا إلى اسطنبول (8/1/12021) إلا في إطار استثمار خليجي للعلاقة الطيبة بين الحريري وأردوغان، سيما أنها أعقبت زيارة قام بها الحريري إلى الإمارات؛ قيل إنه تلقى خلالها جرعة دعم وتفهم للمسار السياسي الذي يعتمده في لبنان”.
وتابع شامية في مقال نشره عبر صفحته الرسمية على “فايسبوك” اليوم الأحد: “التحالف السعودي الإماراتي يتحضر لعهد بايدن بجملة مصالحات ومقاربات تقويه في مواجهة إيران. قمة العلا أنهت القطيعة مع قطر والرغبة غير خافية لإنهاء التوتر مع حليفة الدوحة الأولى ذات الوزن الإقليمي؛ تركيا” .
اضاف: “بحث الحريري وأردوغان في “القضايا الإقليمية في مواجهة التحديات المتعددة”، وفقا للبيان الرسمي للزيارة، تعني بالضرورة نقل رسالة خليجية لطي صفحة الماضي وإيجاد مساحات تفاهم في ملفات الاشتباك المتعددة . وعليه؛ لن يكون مفاجئا أبدا عقد قمة سعودية تركية “لتعزيز العلاقات المشتركة ومواجهة التحديات المتعددة” في القريب العاجل، وهو أمر لمصلحة تركيا والخليج ويفيد مناطق الاشتباك السياسي في الإقليم، كما من شأنه تعزيز العلاقات الإقتصادية، بعدما وصلت إلى حد مقاطعة المنتجات التركية في السعودية، اضافة إلى إنهاء الحرب الاعلامية السائدة منذ سنوات”.
وختم: “سعي الحريري في توسيع أجواء المصالحة الخليجية لتشمل تركيا؛ يتعدى كونه يريحه ويعزز من مكانته في الجانب الشخصي، ذلك ان الخلافات الخليجية والتوتر مع تركيا أضر كثيرا بحضور السنة في لبنان، ولا شك أن الحريري يأخذ بعين الاعتبار أن الهوى السني في لبنان يتجه نحو تركيا على نحو متصاعد منذ سنوات، وأن أي مصالحة من شأنها تقليل التشرذم في الشارع السني الذي يسعى الحريري لتمثيله عبر رئاسته للحكومة العتيدة”.
