هكذا فرمل عون وساطة بكركي!

سبعون يوماً مرت من عمر تكليف الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، من دون ان تبصر النور او تتحلل عقدة التوازنات والكباش الذي افتعله رئيس الجمهورية ميشال عون لإعطاء الثلث المعطل لصهره جبران باسيل ولاحتكارهما الحصة المسيحية.

وفي حين كان يعول على وساطة البطريرك الماروني بشارة الراعي للتوفيق بين عون والحريري بعد تعثر اللقاء الـ15 بينهما عشية الميلاد، رسم عون حداً لتحركات الراعي خلال زيارته الاخيرة لبكركي منذ يومين.

ونسبت قناة «او تي ڤي» الناطقة بلسان التيار الحر الى مصادر حريرية قولها ان فكرة الجمع بين الرئيسين عون والحريري، على اساس المصالحة، ستكون نتيجتها اقتراب عون من طرح الحريري للحكومة، فمن شأن ذلك ولادة الحكومة خلال 24 ساعة، على قناعة الحريري بأن أي حكومة مهيأة للعمل يجب ان تتألف من 18 وزيرا من المستقلين، ومن دون الثلث المعطل لأي طرف، ومن دون سيطرة فريق واحد على الوزارات الأمنية، وان هذه الرؤية الحريرية لا عودة عنها.

الحريري كان ينتظر لقاء عون

وقد تباينت المعلومات المسربة حول ما اذا كان اقتراح الراعي كان يلحظ دعوة الرئيس المكلف الى بكركي بعد وصول الرئيس عون، فمصادر بعبدا تقول ان الرئيس عون فوجئ بالفكرة، ومصادر بكركي تقول ان الراعي لم يطرح الاجتماع في بكركي، بل إن كل ما طلبه من الرئيس عون هو الاجتماع مجددا بالحريري في اسرع وقت.

وإعتبر أن الشروط والشروط المضادة لا تتلاءم مع خطورة الأوضاع التي يمر بها لبنان، وأن الاجتماع يجب عقده في بعبدا، وإذا تعذر بسبب انقطاع التواصل المباشر فإن بكركي مستعدة لاستضافة اللقاء كما ذكرت قناة «ام تي ڤي»، التي أضافت أن البطريرك يحبذ اللقاء في بعبدا لا في بكركي، لأنه من غير المستحب عقد اجتماع سياسي في صرح ديني لحل إشكالية دستورية.

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»..«حزب الله» يعتقل مدير فرع ومساعده وسيديتين بتسريبات «القرض الحسن»!

وتتلاقى مع هذه المعلومات مع ما أبلغته المصادر المتابعة لـ «الأنباء» بأن الرئيس سعد الحريري كان عند وصول عون إلى بكركي جالسا في بيت الوسط، منتظرا اتصالا هاتفيا من بكركي، ما يعني أن الفكرة معدة سلفا بمعزل عن موقف من نفى علمه مسبقا.

وقد أوفد الراعي الوزير السابق سجعان القزي إلى بيت الوسط لاحقا حيث وضع الرئيس الحريري في أجواء ما حصل في بكركي.

وواضح من كل ما تقدم أن فريق الممانعة وليس الرئيس عون وحده ولا صهره جبران باسيل مستعدون لتقديم الإنجاز الحكومي الى البطريرك الراعي، الذي لا يلتقي مع حزب الله على كلمة سواء، خارج إطار الخطابات الديبلوماسية الطابع.

السابق
عهود لبنان مع رؤساء الحكومات..صراع زعامات وخيارات!
التالي
سجال عون-بري..تقطيع الوقت في زمن التعطيل الحكومي!