بين المرفأ و«القرض الحسن»..نصرالله ينظر إلى «نصف الكوب الفارغ»!

انفجار المرفأ
قول نصف الحقيقة هو السمة البارزة لخطاب امين عام "حزب الله" أمس في قضيتي تفجير مرفأ بيروت والقرض الحسن.

قد يكون أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله غارقاً هذه الأيام في التنظير عن بُعد، بسبب بعده السياسي والنظري عن الساحة اللبنانية وتماهيه مع المشروع الايراني وتفكيره بما يجري في الاقليم!

وبالاضافة الى التناقضات، برزت مشكلة المعالجات الناقصة التي قارب بها السيد نصر الله الملفات اللبنانية الساخنة بالأمس!  

ففي قضية انفجار مرفأ بيروت، طالب نصر الله القضاء اللبناني والمحقق العدلي بكشف حقيقة ما جرى، وبعرض نتائج تحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية على الجمهور لمعرفة آخر ما وصل إليه التحقيق الجنائي اللبناني في حادثة تفجير المرفأ.

أين أمن حزب الله؟! 

ولكن نصر الله لم يُطالب حزبه بما لديه من أجهزة أمنية، وما لديه من قدرات معلوماتية قد تساعد على معرفة الحقيقة، وتُسهِّل عملية التحقيق، لم يطالب أجهزة حزبه الأمنية هذه بالمساعدة على كشف الحقيقة،  تماماً كما فعل في حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري!  

إقرأ ايضاً: «أمر عمليات» جديد لنصرالله..أسكِتوا المعارضين وإلا..!

وهل يُمكن أن يُصدِّق أحد عاقل وخبير بشؤون الساحة اللبنانية ومتتبع لمجريات الأحداث في لبنان والعالم، هل يمكنه أن يُصدق أن حزب الله – بما لديه من أجهزة أمنية خاصة من الأمن السِّرِّي إلى الأمن المضاد إلى الأمن الداخلي إلى الأمن الخارجي، حيث أن هذه الأجهزة الأمنية الأربعة التابعة لحزب الله تمكنت من اختراق كل التحصينات الأمنية في لبنان والعالم، في معركة محاربة الصهيونية والمواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبلاد الغرب – هل يمكن لأحد أن يُصدِّق أن هذه الأجهزة الأمنية ليس لديها أي معلومة عما جرى بما يرتبط بالمخطط والمنفذ والمباشر لعملية تفجير مرفأ بيروت ؟!  

لماذا لم يُقدِّم “حزب الله” ما لديه من معلومات للمحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ ليحسم الجدل؟

وبالحد الأدنى هل نستطيع الاعتقاد والجزم بعدم وجود أي معلومة عن الحادثة عند الحزب، يمكن أن تُفيد التحقيق لكشف ما جرى في مرفأ بيروت؟  

فبالحد الأدنى الكل يعلم أن حركة الإبحار في مرفأ بيروت، كانت تخضع لرقابة أجهزة “حزب الله” الأمنية المختلفة، في إطار ما يُسمى بضرورات عمل المقاومة، فلماذا لم يُقدِّم “حزب الله” ما لديه من معلومات للمحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ ليحسم الجدل في هذا الجانب ؟

هذا في الوقت الذي يتذاكى أمين عام الحزب في رمي الكرة بملعب الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية العاجزة ليُحمِّلها وحيدة المسؤولية، وليعود حزبه بتجديد الحملة والهجوم قضائياً وإعلامياً وشعبوياً على كل من يتهمه بالتقصير أو المدخلية من قريب أو بعيد في حادثة تفجير مرفأ بيروت !  

فمقاربة نصر الله بالأمس للتحقيق في حادثة تفجير المرفأ كانت ناقصة وغير مقنعة لما ذكرناه ولما لم نذكره !  

اخفاء تاريخ القرض الحسن 

وكذا الحال بالنسبة لحديثه عن مؤسسة القرض الحسن فقد أخفى نصر الله الحديث عن الحركة الاستثمارية الواسعة داخل لبنان وخارجه التي تقوم بها المؤسسة بأموال المودعين فيه ، كما لم يتعرض لتاريخ غصب حزب الله للمؤسسة من مالكها الأصلي الشيخ محمد إسماعيل خليق وجمعية التعاون الإسلامي، ونحن نعلم بموظفين في بنوك تجارية كانوا يستقبلون مبالغ من مالية القرض الحسن، لتشغيلها في البنوك التجارية اللبنانية قبل الأزمة المالية والنقدية الأخيرة، وهذا ما أخفاه نصر الله عن الجمهور في مقاربته للملفات اللبنانية بالأمس! 

وفي حديثه عن أن “حزب الله” يُعتدى عليه في ملف الممنوعات والاتجار بها لم يُصب نصر الله الواقع من عدة جهات، وخير شاهد على ذلك هو أن وحدة مكافحة التعاطي والاتجار بالمخدرات في مخابرات الجيش اللبناني وفي فرع المعلومات، لم تتمكن في السنوات الأخيرة من دخول بعض الأحياء في ضاحية بيروت الجنوبية، لإلقاء القبض على بعض العصابات والأفراد من المروجين والمتعاطين للمخدرات، من دون أخذ الضوء الأخضر من لجنة “حزب الله” الأمنية.

فأكثر عمليات التعاطي والاتجار بالممنوعات في مناطق الشيعة بوجه خاص تتم بعلم من الحزب وأجهزته الأمنية!

وأكثر عمليات التعاطي والاتجار بالممنوعات في مناطق الشيعة بوجه خاص تتم بعلم من الحزب وأجهزته الأمنية، وهذا لا يعفيه من المسؤولية في هذا الملف ، فضلاً عما يقال من كون هذه العمليات تشكل مصدراً كبيراً للعملات الصعبة للحزب هو مستعد ليبذل الغالي والنفيس للإبقاء عليها في ظل الحصار الاقتصادي الذي تفرضه عليه الإدارة الأمريكية وحلفاؤها.  

السابق
جديد التحقيق في فاجعة الأخوين جعفر: قُتلا بعد تعرفهما على الجناة!
التالي
عداد «كورونا» يواصل صعوده.. وحسن: قد نلجأ الى الإقفال التام ولكن!