«حزب الله» يزايد على إيران..«وثنية مستجدة »!

تمثال سليماني الغبيري
استعانة "حزب الله" بتمثال للواء قاسم سليماني ونصبه أمس في ساحة الغبيري لا يمكن ايجاد تفسير حاسم له، رغم تأكيد مصادر قريبة من بيئة "حزب الله" لـ"جنوبية" ان تكريم سليماني بتمثال ونصب تذكاري او بشارع او بصورة، هو تقدير لجهوده ومساهمته في دعم "المقاومة" ومدها السلاح والمال وتواجده في الضاحية خلال 33 يوماً في حرب تموز 2006 .

في المقابل تفسر مصادر معارضة لـ”حزب الله” لـ”جنوبية” استعانة الحزب بالتماثيل لتعويض النقص الناجم، عن تراجع التأييد لـ”حزب لله” وخياراته السياسية من بيئته الشيعية ابتداءاً من “حركة امل” والحزب الشيوعي وكذلك المستقلين الشيعة.

 ولعل ابرز توصيف لما يجري ما اعلنت عنه الاعلامية ديما صادق عبر تويتر انه “سيأتي يوم سنحطم فيه هذا الصنم بأيدينا كما تحطمت أصنام الطغاة قبله”، ونشرت مع التغريدة على صفحتها صورة تمثال سليماني الذي نصبته بلدية الغبيري و”حزب الله” في الساحة.

ضيق شيعي من خيارات “حزب الله”!

وما يجري حالياً وفي الايام الماضية من سجالات واحتكاكات بين مناصري “حزب الله” و”حركة امل” و”التيار الوطني الحر” والشيوعيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الارض، يترجم حجم الضيق الشيعي واللبناني من ممارسات وخيارات “حزب الله” المنبوذة شيعيا وشعبياً ودينياً.

 وكلها خيارات تعزز ممارسات حكم حافظ وبشار الاسد اللذان ينشران تماثيلهما في كل سوريا. وإنطلقت اولى شرارات ثورة 2011  لتُسقط هذه الاصنام في درعا وغيرها.

وقبلهما سقطت تماثيل صدام حسين في العراق. ومن وجهة نظر “حزب الله” يعتقد الاخير ان  هذه التماثيل تعزز سطوته وفرضه بالاكراه على اللبنانيين صور شخصيات غير لبنانية واحتكار شوارع وازقة وساحات لها ولصورها.

في المقابل يعيش الشيعة ازمة جوع وبطالة ومرض وفقر وعوز، بينما يتلهى “حزب الله وفق المصادر المعارضة له بعد الصواريخ وتجميعها.

اعتماد “حزب الله” على التماثيل سبقه اليها كل من حافظ وبشار الاسد وصدام حسين في سوريا والعراق!

فهل يأكل ويشرب الشيعة من التماثيل والصور لسليماني والمهندس؟ وهل يحاربون الجوع و”الكورونا” والفقر بالصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة؟ وهل يحكم لبنان وشعبه بالعصا والتهديدات وبقيادته الى خيارات انتحارية وحصار خانق؟

وتختم المصادر: عندما يصل “حزب الله” الى مخالفة الدين وفتاوى الولي الفقيه ويستعين بالاصنام للتعويض النفسي، وشد العصب الشيعي ولا سيما لمحازبيه فتلك بداية النهاية لحزب كل ما حوله يتغير ويتحول الى ضده ويحاصره!

تماثيل قريش

وتعود قصة التماثيل والاوثان الى ايام قريش، حينما بدأ النبي محمد الدعوة الى الإسلام  في بيئته وقبيلته ومحيطه. وكانت دعوته الاكثر صعوبة وقساوة للنبي كونها مست العقيدة التي كانت سائدة في تلك الفترة وهي عبادة الاصنام والاوثان والشمس والقمر والشجر والنار وإقامة التماثيل لها.

إقرأ أيضاً: إستنفار عشائري بقاعي بعد «جريمة الشقيقين »..والإقفال يفتك بالفقراء لا بالـ«كورونا»!

فأوردت الروايات والاحاديث المنقولة عن السيرة النبوية ان الرسول اوعز بتحطيمها والبالغة 300 صنماً ولا سيما ابرزها “العُزى” و”مَناة”، عندما فتح مكة واستلم حجرها الاسود.

ومنذ ذلك التاريخ والاصنام محرمة ميدانياً وعملياً بعد ان حرمها الله في القرآن الكريم في اكثر من موضع وآية.

ايران تحظر التماثيل

وللمفارقة ان ايران حظرت في العام 2010   تماثيل عديدة لشخصيات إيرانية بارزة من شوارع وميادين طهران، وهو امر يعود الى اوامر من بيئة دينية متشددة ، تنتهج تفسيرا صارما للإسلام يُحظر تجسيد الإنسان في أعمال فنية.

وفي العام 2013 ، انضمت تماثيل “بوذا” إلى دمى “باربي” وشخصيات “سمبسنز”، في قائمة المحظورات بدولة إيران، وذلك بعدما صادرت السلطات تماثيل لبوذا من المتاجر في طهران لمنع الترويج للبوذية في البلاد.

ايران حظرت في العام 2010   تماثيل عديدة لشخصيات إيرانية بارزة من شوارع وميادين طهران وهو امر يعود الى اوامر من بيئة دينية متشددة

ولطالما شنت إيران حملات مكافحة ضد دمى “باربي” وشخصيات كرتون “سمبسنز” لدحض ما تعتبره تأثيرا غربيا، لكن يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تبدي فيها السلطات الإيرانية اعتراضها على رموز من الشرق.

ونقل تقرير لصحيفة “أرمان” اليومية المسقلة  الأحد عن المسؤول عن حماية التراث الثقافي الإيراني، سعيد جابري أنصاري، القول إن السلطات لن تسمح بالترويج لمعتقد محدد عبر تماثل كهذه. ووصف أنصاري تماثيل بوذا بأنها رمز “للغزو الثقافي”.

السابق
إستنفار عشائري بقاعي بعد «جريمة الشقيقين »..والإقفال يفتك بالفقراء لا بالـ«كورونا»!
التالي
أسرار الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 6 كانون الثاني 2021