هل طلب نصرالله من دياب عدم تفقد العنبر 12؟

عنبر رقم 12 مرفأ بيروت

لم يجب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بالأمس عن أخطر سؤال: من هو المسؤول في “حزب الله” الذي طلب منه عدم زيارة مرفأ بيروت قبل الانفجار الرهيب في 4 آب الماضي، بل ذهب إلى التشكيك في القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العدلي فادي صوّان والذي طاوله، كما طاول ثلاثة وزراء سابقين ينتمون إلى فريق 8 آذار.

ومن تابع النص الرسمي، لما أسمته الوكالة الوطنية للإعلام “دردشة مع الإعلاميين”، يتبين له أن الرئيس دياب تابع مقابلة الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله التلفزيونية الأخيرة، قبل أن يهاجم التحقيق القضائي حيث وضع نصرالله كل المسؤولية على ما أسماه “الدولة المرتبكة”.

لم يلقَ كلام زعيم “حزب الله” في “حوار العام” مع قناة “الميادين” قبل أيام حول انفجار المرفأ أي اهتمام، والسبب يعود إلى أن نصرالله خصص بضع دقائق لهذا العنوان في آخر المقابلة التي طالت لنحو 4 ساعات وتركزت في مجملها على الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الذي يضم في صفوفه “حزب الله”. لكن القليل مما قاله نصرالله في ملف المرفأ، أعطى جواباً على موقف الحزب من الانفجار “شبه النووي” الذي غيّر لبنان وروّع العالم.

وما قاله نصرالله في المقابلة: “حين جرى حادث المرفأ، حاولنا أن نساعد لكن مُنعنا من المساعدة”. أما “المساعدة” التي عرضها نصرالله وجرى رفضها، فهي في كلام الأخير: “أنا كنت أتمنى لو كان الظرف المالي لنا شبيهاً بالـ2006 كنت أنا أذهب إلى إيران، لكن حتى في إيران هذا الموضوع غير متيسّر، وأن نقوم بموضوع المرفأ كما فعلنا بعد الحرب (حرب تموز)… نحن تحدثنا مع الإخوان في إيران قالوا نحن جاهزون، حديد، ألمنيوم، ترابة، زجاج، أشكال وأنواع مختلفة، نُحضر بالبواخر إلى لبنان. (لكن) في لبنان الدولة كلّ مشروعها في المساعدة تعطي المال، ولذلك الإرباك الذي ما زال قائماً في إعمار هذه المناطق”.

لكن ماذا عن القضاء، وكشف أسرار الانفجار الذي دعا اليه نصرالله بنفسه بعد 3 أيام من وقوعه قائلاً: “غداً، لا يخرج أحد ويتكهّن أن هذا إهمال إداري، ماذا يعني إهمال إداري؟ إهمال إداري بمواد كان يمكن أن تُدمّر العاصمة وبعض الضواحي بالكامل؟ هذا لا يسمّى إهمالاً إدارياً”. 

لم يعد الأمين العام لـ”حزب الله”، على ما هو جليّ، بوارد العودة إلى ملف التحقيق الذي ما إن بدأ يدخل إلى “الأسرار” حتى قامت “دنيا” الاعتراض المدعوم من الحزب ولم يقعد حتى الان. وبدا أن رئيس حكومة تصريف الأعمال تلقى حبل النجاة من نصرالله كي يعود إلى الدفاع عن نفسه في “دردشة إعلامية “بدلاً من الإدلاء بإفادته أمام القاضي صوّان، على رغم أن هذا الدفاع كان مثيراً للسخرية عندما قال دياب: “عندما بحثنا في الإنترنت تبين أنها (شحنة نيترات الأمونيوم) سماد كيماوي”!

هل سينسحب التحقيق القضائي في قضية انفجار المرفأ إلى عالم الصمت، بعد هذه الكوميديا السوداء التي أخرجها نصرالله ومثلها دياب؟ ما زال الجواب غامضاً في ضوء التطورات الأخيرة وفق معلومات “نهار” أمس والتي أفادت “ان محكمة التمييز الجزائية طلبت من القاضي صوان عبر النيابة العامة التمييزية ملف التحقيقات، لكن صوان امتنع عن تزويدها الملف مبرراً ذلك بأن محكمة التمييز لم توقف السير بالتحقيقات”.

في موازاة ذلك، يبدو من المهم، أن يكمل وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي ما كان قد بدأه من قبل. ومن المفيد هنا العودة إلى ما قاله اللواء ريفي في مقابلته التلفزيونية الاخيرة: “أنا أعرف من اتصل به (الرئيس دياب). أتأمل من رئيس الحكومة أن يكون جريئاً وطنياً لبنانياً ويقول من قال له ألا ينزل إلى المرفأ (لتفقد العنبر 12) تحت عنوان معيّن كي لا ينزل ليكشف على نيترات الأمونيوم. معلوماتي أنه مسؤول كبير في “حزب الله” وأعرفه بالاسم، وأنا مستعد أن أعطي الاسم للقاضي. أقول للرئيس حسان دياب: رجاءً كنّ رجلاً، وقل من قال لك ألا تنزل إلى المرفأ فتنكشف العملية، فقد كاد المريب أن يقول خذوني.

إنها المدرسة السورية وهي مع “حزب الله” نفسها. قيل لي يوم اغتيال إيلي حبيقة لا ترسل الشباب ليحققوا لأنه في النهاية إسرائيل قتلته، ولم يريدوا أن نحقق. أما اليوم، فقال له (مسؤول حزب الله لدياب): هذه مواد معروفة من زمان، وهي سماد كيماوي”.

إلى أن يكشف وزير العدل السابق اسم “المسؤول الكبير في “حزب الله” الذي يعرفه بالاسم”، يبدو أن الأمين العام للحزب قد سهّل المهمة في كلامه الأخير ومشى على خطاه رئيس حكومة تصريف الأعمال.

السابق
وسط الإنقسامات الحادة بالآراء.. الأبيض يدعو لأخد لقاح كورونا
التالي
تحذير للبنانيين ليلة رأس السنة: ٩٠٪؜ من أسرّة المستشفيات ممتلئة!