الحياد مدخل لديمومة لبنان

لبنان

لأن “حياد لبنان ” يرسّخ السلام والاستقرار فيه ويدفعه نحو النهوض والتطور والازدهار وهو مطلب اساسي وضروري رفعه نيافة الكاردينال البطريرك ” مار بشارة بطرس الراعي” الكلّي الطوبى ” لحلّ الأزمة اللبنانية المستفحلة والتي تهدد بزوال هذا الوطن الصغير…

اقرأ أيضاً: الكنيسة ماضية في معركة «حياد لبنان»..ولن تتراجع!

وتحت عنوان: “حياد لبنان مدخل لديمومته” عقد لقاءا شارك فيه كل من : “الدكتور “نبيل بو غنطوس” ( ممثل اتحاد خبراء الغرف الأوروبية في بيروت والمستشار في المحكمة الدولية لتسوية النزاعات) الدكتور” ميشال شماعي” ،الأستاذ “محمد الامين” (مؤسسة العلامة الأمين للتعارف والحوار ) ،المحامي الأستاذ “ساسين كرم”(محامي بالاستئناف وناشط بمجال حقوق الإنسان ومؤسس وعضو في جمعيات خيرية واجتماعية) ،الأستاذ جورج الريّس ( كاتب ومخرج واستاذ ومحاضر اكاديمي_ سفير سلام ونوايا حسنة) ،المستشار ” شادي أنطونيوس” (رئيس حركة التطوير _قيد التأسيس) ،المنتج السيد ” جاد ابو جودة” (Wolf Pack Production) ، السيد ” روبير البيطار” ( رئيس تحرير موقع أخبار البلد)، وكانت ضيفة اللقاء المستشارة السياسية “تاتيانا سكاف” …


في البداية افتتح اللقاء الدكتور” نبيل بو غنطوس” فتطرق بكلمة سياسية عن الحياد جاء فيها : ” الحياد في لبنان لم يعد خياراً،بل بات واجبا ملحاً، للحفاظ على ديمومة البلد، وذلك بالرغم من معارضة اطراف داخلية ترتبط بالخارج، وبالرغم من معارضة اطراف خارجية ترى في لبنان ساحة خلفية لها وامتداد لنفوذها، وتابع بأن الحياد باب إلى نأي إيجابي للنفس عن كل صراعات المنطقة، رغم التهويل والاتهامات بالانعزال والعمالة مشددا” على أن الحياد يحفظ موقع لبنان ودوره، على عتبة شرق اوسط جديد، ونظام عالمي جديد، مؤكدا” بأن الحياد وحده يؤمن لكل اللبنانيين العدالة والمساواة، في الحقوق والواجبات وتابع “بو غنطوس” عن أهمية الاستقرار السياسي الذي يؤمنه الحياد،والذي يوصل الى الازدهار الاقتصادي وعن أهمية العودة الى لعب دور بناء في المنطقة، وصلة وصل، بين الشرق والغرب فالحياد يطلق عجلة تنموية في كافة المناطق وكافة القطاعات الاقتصادية، كونه يوفر للمستثمر مناخ ثقة وعامل تشجيع…

وتحدث الدكتور “ميشال شمّاعي” عن الأبعاد الخمسة لنظام الحياد، فجاء في البعد الأول “خارطة طريق نظام الحياد”، وفي البعد الثاني ” أسباب الحياد، وفي البعد الثالث” المكاسب الكيانية لنظام الحياد”، وفي البعد الرابع ” دور لبنان المحايد “، وفي البعد الخامس ” نهضة وصون لبنان المحايد”… وأكد الدكتور” شماعي” بأن سلسلة العظات التي أطلقها البطريرك” الراعي” مطالبا” بحياد لبنان ذلك لأن الحياد يُشكل المخرج الوحيد للأزمة التي تتخبط بها البلاد، كما وأنه يحمي وحدتها الداخلية، خاتما” كلمته عن ثبات بكركي التاريخي بمواقفها التي لا تتبدل وهي صخرة لبنان وهذه المواقف ليست بغريبة عنها ….


وسألت ضيفة اللقاء المستشارة السياسية تاتيانا سكاف عن نوع الحياد الذي نريده؟ هل هو حياد مع تعديلات دستورية؟ مع لامركزية؟ مع فدرالية؟ مشددة على أهمية نوع الحياد الذي نطالب به ،واتت
“سكاف” على ذكر فكرة السفير “فؤاد الترك” رحمه الله والذي طالب بأن يكون لبنان مركزاً لحوار الثقافات والأديان في العالم الذي يفرض حياد لبنان ،وشددت على أهمية خارطة طريق وآلية تنفيذ من أجل مشروع دولة حيادية، وعلى ضرورة القيام بحملات توعية شعبية عن الحياد ليتحوّل طلب الحياد إلى مطلبٍ وطني وشعبي وليس مجرد فكرة. هذا العمل يحتاج إلى جهدٍ واستراتيجية وان يكون هناك بالتوازي استراتيجية اقتصادية، سياسية، اجتماعية ثقافية كاملة متكاملة من أجل أن يشكل الموضوع مشروع إنقاذ للبلد وليس من أجل تطبيق الحياد فقط. وطالبت “سكاف” بالتواصل مع المجموعات الثورية من أجل استطلاع رأيها بالموضوع وهذا الأمر يتطلب ايضا” جلسات توعية ونقاشاتٍ وحوارات وختمت بطلب استطلاع موقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة من حياد لبنان وعن كيفية تطبيقه فيما خص القانون الدولي و وضع لبنان الخاص ومن ناحية الدول المجاورة والصراعات العربية…


اما المحامي ” ساسين كرم” فاعتبر أن الاستقرار السياسي مدخل اساسي للاستقرار الاقتصادي،والأمني والتربوي والاستشفائي والسياحي وكل القطاعات الإنتاجية الأخرى واي خلل بالاستقرار السياسي سيسبب اهتزازا” لباقي القطاعات متطرقا” إلى المفهوم الأكاديمي للدولة المبنية على الأرض والشعب والسيادة وهذه العناصر الثلاث معرّضة تاريخيا” للاهتزاز في لبنان بسبب عدم حياده، فالأرض في لبنان عرّضة لاطماعٍ خارجية وشعبنا لا ينتمي إلى فكر وثقافة واحدة والسيادة منتقصة بسبب اللجوء الدائم إلى الخارج من أجل الاستقواء الداخلي، وشدد” كرم على أن عدم الحيادية يؤدي إلى تآكل وانهيار مؤسسات الدولة مما أدّى إلى انهيار الواقع الاجتماعي والمعيشي في لبنان وزوال الطبقة الوسطى وارتفاع معدّل الفقر وأكثر من 75% من الشعب اللبناني خسر مدخراته وما بقى معه لا يستطيع سحبه من المصارف ونحن اليوم بمرحلة السقوط المريع وما عاد هناك من مقومات صمود الا صلابة اللبناني وتعلقه بارضه ومعتقداته، والاغتراب وما يمثله من دعم حقيقي للبنان وختم كلمته مستشهداً بكتاب “نظام التفاهة” لعالم الاجتماع الكندي “الان دونو” مؤكداً بأننا نعيش اليوم في ظلّ سلطة من المسؤولين التافهين الذين يحترفون هذا النوع من الأنظمة.


وعن الحياد قال الأستاذ “محمد الامين” : الحياد هو في امتلاك العقار والقرار ومن اهم قواعد السيادة هو امتلاك الدولة لقرار السلم والحرب وهذا أمر مصادر منها بقوة السلاح ،وشدد على أن سلاح الميليشيات منقصة للدولة وسيادتها، كما انه لا يمكن الجمع بين الحوار وقمع الأصوات،وتابع :كيف تتم المطالبة بأن يكون لبنان مركزا لحوار الاديان والثقافات وهناك حملة الاتهامات والدعاوى الممنهجة على القامات الحوارية وأهل الرأي والفكر في لبنان.
واعتبر أن الثورة التي عبرت الطوائف والمناطق والأحزاب هي القاعدة الأقوى لتحقيق مطلب الحياد للبنان
*السيد جاد ابو جودة :
شدد السيد ” جاد ابو جودة” على أن الحياد مدخل اساسي للاستقرار الفاعل في لبنان من أجل نهوض قطاعاته من جديد وخاصةً القطاع الفني الذي يتعرض لضغوطات كبيرة بسبب عدم توفر مقومات الصمود والاستمرارية وصعوبة تأمين السيولة بالدولار من أجل تسديد الالتزامات للعاملين في هذا القطاع أو للمعدات والتقنيات اللازمة وما زاد من تعقيد الأمور جائحة كوفيد 19 التي عطّلت الأعمال وزادت من مأساة القطاع الإنتاجي بالإضافة إلى المصارف التي ابتلعت مدخرات الناس وتسببت بانهيارات كبيرة للمؤسسات العاملة في القطاع الفني مما انعكس سلباً على القطاع السياحي الذي يرتبط عملياً بالقطاعات الفنية وختم “ابو جودة” كلمته بأن “لبنان المحايد” امر ضروري ومفصلي ويجب اتخاذ قرار الحياد قبل فوات الأوان…


اما السيد “روبير البيطار” فتطرق الى قوة الكنيسة اللبنانية، السياسية و الروحية و انتشارها و امتدادها في جميع أنحاء العالم وعلاقاتها المتينة بمراكز القرار العالمية ورغم ذلك لم تستطع بعد أن تقوم بتحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة مشددا” على ضرورة دعمها داخليا” وعدم الاكتفاء فقط باللقاءات والمحاضرات مطالبا” بوضع خطة عمل قابله للتنفيذ ومشروع يبدأ من توحيد المعايير والمفاهيم، كما وأكد على اهمية دور الوسائل الاعلامية مؤكدا” على أن كل شخص اليوم بات وسيلة اعلامية بحد ذاته على وسائل التواصل الاجتماعي، وله تأثيره على محيطه و متابعيه من خلال أدائه و طريقة نشره لثقافة الحياد وختم بضرورة الأخذ بعين الاعتبار الإنسان اللبناني و كيفية العمل على بقائه و تأمين مقومات صموده من خلال الجمعيات و المنظمات الدولية ليستطيع البقاء في لبنان اذ لا معنى لحياد لبنان بدون اللبنانيين.


أكد المستشار شادي انطونيوس على أن حركة التطوير تعمل على بناء الفرد وتطويره من أجل تطوير المجتمع وبناء مؤسسات الدولة من جديد، كما وطالب ” أنطونيوس” بحياد لبنان مع الحفاظ على صداقاته وعلاقاته الدولية دون أن يتدخل احد في شؤونه رافضاً بأن يكون لبنان مستعمرة أو تحت الوصاية مستغربا” لماذا يماطل البعض من المقربين من بكركي وسيدّها بموضوع الحياد الذي رفع شعاره نيافة البطريرك ” الراعي” ،مطالبا” بالضغط على المعنيين للتحرك داعياً جميع الأفرقاء من أجل التكاتف لتحقيق ذلك لأمر إذ أن
“لبنان المحايد” يشكّل الورقة الأخيرة لإنقاذ لبنان…


وفي الختام كانت كلمة للأستاذ “جورج الريّس” الذي أكد على أن الحياد هو مدخل للسلام الذي يحتاجه الشعب اللبناني من أجل إعادة إنتاج دولة مواطنة قوية وقادرة وعادلة ومن أجل إعادة النهوض بالمؤسسات الرسمية والخاصة، ولفت النظر إلى أهمية القطاع التربوي الخاص الذي كان يشكّل منارة لبنان العلمية والثقافية وما كان يميّزه في محيطه والمهدد اليوم بالسقوط بسبب السياسة التربوية التي انتهجتها الدولة ورميها لكرة النار على الركيزة التربوية الخاصة والمؤلفة من أساتذة وإدارات وأهل وطلاب فتسببت بصراعات كارثية انعكست سلبيا” على القطاع التربوي الخاص والمنهار بسبب الأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد 19 وعدم قدرة الاهل على تسديد الأقساط وتهرّب الدولة من الوفاء بوعودها بعد أن وعدت بمبلغ 350 مليار ليرة لدعم تعثر المدارس،وختم بصرخة لكل الشعب اللبناني ليهبّ للمساعدة والوقوف إلى جانب قلاعه التربوية قبل سقوط هيكلها وبالتالي سقوط لبنان إلى الأبد….

وفي ختام اللقاء اتفق الجميع على توسيع مروحة اللقاءات لتعميم فكر ” لبنان المحايد” وضرورة تنظيم لقاء كبير وداعم لصرخة البطريرك ” الراعي”.

السابق
مسؤولون غربيون ابلغوا دياب: قرار بعدم مساعدة لبنان بسبب حزب الله!
التالي
آسر ياسين يطمح لدخول هوليوود بفيلم مصري