رسالتان نافرتان من الفاتيكان.. سابقة تعكس غضب كبير وقلق على مستقبل لبنان!

البطريرك الراعي والبابا فرنسيس

كان لافتا دخول الفاتيكان على خط الأزمة اللبنانية ودعمه المباشر لمواقف البطريرك الماروني التصعيدية بوجه عرقلة التأليف الحكومي والمسار الاصلاحي في البلاد.

وليس تفصيلاً ان يرسل رأس الكنيسة الكاثوليكية رسالة الى اللبنانيين في عيد الميلاد. هي سابقة تعكس حجم القلق الذي ينتاب الفاتيكان حيال المستقبل القاتم للبنانيين.

اقرا ايضاً: بعد مواقفه.. عون «يُخاصم» الراعي وأول رسالة: مقاطعة قداس العيد في بكركي؟

وقد اشار الصحافي جوني منير في مقال له في “الجمهورية”، انه عدا الخطوة بحدّ ذاتها، فإنّ الكرسي الرسولي تعمّد توجيه رسالتين نافرتين، الاولى بأنّه وجّه الرسالة الى رئيس الكنيسة المارونية وليس الى رئيس الدولة الماروني، وهو بذلك اراد الإيحاء، بأنّ المواقف الانتقادية المتتالية للبطريرك الراعي تحظى بدعم الفاتيكان. وقد تكون ايضاً نابعة من روحية اللقاء الذي حصل في روما بين البابا والبطريرك. والثاني، وهو مضمون الرسالة وأهم ما جاء فيها انتقاد، وربما اكثر من انتقاد، السعي لإعطاء الاولوية للمصالح الخاصة، وهو عاد وكرّر كلامه هذا في عظته الرسمية في القداس الاحتفالي لعيد الميلاد وكان واضحاً ماذا يقصد.

وتابع “في الواقع، فإنّ في رسالة قداسة البابا ما يشبه فقدان الامل، الأهم البحث عن مكاسب خاصة وسط مخاطر وجودية تتهدّد آخر مواقع المسيحيين في الشرق الاوسط. وتكشف مصادر مطلعة، انّ الكرسي الرسولي لم يكتف برسالة التحذير القوية التي ارسلها، بل طلب من الجسم الديبلوماسي الفاتيكاني البدء بحملة اتصالات لمعالجة المخاطر الوجودية التي تلوح في لبنان”.

وقد طالت هذه الاتصالات ايران نفسها، اضافة الى عواصم كبرى ومنها مع الرئيس المنتخب جو بايدن، وهو الذي ينتمي الى الطائفة الكاثوليكية. لكن الادارة الاميركية المقبلة، والتي تتحضر لاستلام مهامها في العشرين من الشهر المقبل، لا تملك حتى الآن اي تصور واضح لكيفية التعامل مع الملف اللبناني، لا بل وحتى الملف السوري. ذلك انّ التحدّيات تحاصر هذه الادارة، بدءاً من التحدّيات الداخلية والانقسامات الحادة، والتي بلغت مستوى جديداً لم تألفه الحياة السياسية الاميركية، وصولًا الى تحدّيات السياسة الخارجية والرهانات المطروحة.

السابق
«لا مفر من ارتفاع الدولار».. خبير اقتصادي يكشف ما ينتظر لبنان في 2021!
التالي
بالفيديو: جورج قرداحي ينقلب على ذاته ويطلق مواقف مفاجئة ضدّ سلاح «حزب الله»!