«حركة بلا بركة»..وساطات لتعبئة الوقت الضائع حكومياً؟

الحكومة اللبنانية

الجمود سيد الموقف الحكومي، وفي ظل التناتش السياسي والقضائي والسجالات والاجواء المتشنجة، يتردد ان بعض الوسطاء يتحركون على خط التهدئة بين الافرقاء ولا سيما بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.

وسجلت في الساعات الاخيرة، وفق “الجمهورية”، حركة للمدير العام اللواء عباس ابراهيم على الخطوط المعنية بتأليف الحكومة، في محاولة لخفض مستوى التصعيد، وتدوير زوايا الخلاف بين عون والحريري.

وتبدو الاطراف المعنية (بعبدا وعين التينة وبيت الوسط) متجاوبة مع وساطات تهدئة الأجواء، والتي يمكن ان تتطور الى ترتيب لقاءات قريبة، يمكن ان تعكس اجواء ارتياح خلال فترة الاعياد.

الخلافات حادة

واما ما يتعلق بالملف الحكومي، فلم تصل حركة الاتصالات الجارية الى بلورة مساحة مشتركة بينهما، خصوصا وأنّ زوايا الخلاف ما زالت حادّة وغير قابلة للتدوير بسهولة.

فرئيس الجمهورية حاسم حتى الآن في اصراره على 7 وزراء مسيحيين (يسمّيهم مع فريقه السياسي) في الحكومة، اضافة الى وزارة الداخلية، فيما الرئيس المكلّف يرفض بالمطلق منح الثلث المعطل لأي طرف سياسي في الحكومة، واقصى ما يمكن ان يقبل به هو 6 وزراء لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي.

خطوة مقابل خطوة

وكشفت مصادر واسعة الاطلاع، أنّ حركة الإتصالات هذه مدفوعة من جهات سياسية نافذة، والغاية الاساسية منها هي الدفع في اتجاه ان يتقدّم كلٌ من الرئيسين عون والحريري خطوة في اتجاه الآخر، لعلّ ذلك يفضي الى طي هذا الملف وولادة الحكومة خلال فترة لا تتجاوز نهاية السنة الحالية، الّا انّ هذا المسعى لم يلق استجابة حتى الآن.

واشارت المصادر، الى أنّ لـ”الثنائي الشيعي” دوراً أساسياً في هذا المجال، ينطلقان فيه من قاعدة “كثرة الدقّ على الحديد يمكن ان تفك اللحام”، خصوصاً وأنّ وضع البلد بلغ حدّ الميؤوس منه، وينذر بعواقب وخيمة، ينبغي تداركها بتشكيل حكومة تطمئن اللبنانيين، وتحرف وضع البلد عن المسار الكارثي الذي يسلكه.

ملء فراغ

الى ذلك، وصفت مصادر سياسية مطلعة الحراك الجاري، بأنّه “لا يعدو اكثر من محاولة لملء الفراغ في الوقت الضائع، فلا شيء جديداً، ولا توجد نقاط معقّدة كبيرة بين عون والحريري، والخلاف على تشكيل الحكومة محصور في أمر وحيد، هو مطلب رئيس الجمهورية بـ”الثلث المعطل” ووزارة الداخلية، وعندما تُحلّ هذه المشكلة تسلك الحكومة طريقها فوراً الى الولادة”.

الّا أنّ المصادر نفسها لا تستطيع ان تؤكّد او تنفي ما اذا كان هناك سبب اضافي في تأخير ولادة الحكومة، مرده الى أنّ الرئيس المكلّف غير متحمس لتشكيل الحكومة قبل انتهاء ولاية الادارة الاميركية الحالية، خشية ان يتعرّض لعقوبات ما، وبالتالي هو ينتظر من الآن وحتى ما بعد 20 كانون الثاني المقبل.

نقطة ضوء

وكشفت مصادر موثوقة ان التعويل على ما تسمّيها “نقطة ضوء” ما زالت موجودة، تتمثل بحسب المصادر، في ما اكّدت عليه تأكيدات ديبلوماسية اوروبية وردت بالتوازي مع حركة الاتصالات الداخلية، بأنّ باريس ومعها دول الاتحاد الاوروبي لن تترك لبنان يسقط.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» لا يريد حكومة راهناً..وباسيل يُحمّل الحريري مسؤولية التعطيل!

هذه التأكيدات، تلقتها مستويات سياسية ومفادها، انّه لن يُسمح لمن يعطّل تشكيل الحكومة بأن يضحّي هؤلاء بلبنان بالطريقة التي يقاربون فيها الملف الحكومي، وتجاهلهم لهول الكارثة الاقتصادية والمالية التي يعانيها.

ووفق المصادر الموثوقة، فإنّ هذه التأكيدات وردت عبر قنوات سياسية وديبلوماسية، والجديد – القديم فيها، أنّ لا خوف على لبنان طالما أنّ المبادرة الفرنسية موجودة، وما زالت الفرصة المؤيّدة من كل المجتمع الدولي، لإخراج لبنان من أزمته.

وبالتالي لا مفرّ أمام اللبنانيين من الانصياع في نهاية المطاف الى هذه المبادرة والعمل بمندرجاتها، ذلك انّ هامش الخيارات امامهم صار معدوماً، ويفترض انّهم يدركون هذه الحقيقة.

واذا كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد خضع لعارض صحي طارئ جراء إصابته بوباء كورونا، إلاّ أنّ ذلك لم يحلْ دون استمرار باريس في متابعة مساعيها على الخط اللبناني، وتحديداً عبر مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل الذي يدفع باتصالات في غير اتجاه.

السابق
أسرار الصحف ليوم السبت 19 كانون الأول 2020
التالي
السنّية السياسية «ماتت» فلا توقظوها