اتصالات مكثفة لإعادة تفجير الشارع… ومخاوف من فوضى أمنية!

اشكال وسط بيروت

مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية ووصولها الى حائط مسدود، تتخوف أوساط سياسية لبنانية من انفجار الأوضاع، لا سيما في ظل الأحقاد والمناكفات بين جميع القوى السياسية في كل الاتجاهات.

ومصادر مقربة من جهات سياسية تتوقع حدوث فوضى وإشكالات أمنية في الشارع بين مناصري القوى السياسية. فالانهيار المالي والاقتصادي سيؤدي حتما إلى انفجار اجتماعي بارتدادات أمنية. وهذا ما يقلق المسؤولين الغربيين، وسبق أن حذروا منه، وآخرهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بقوله “الانهيار في لبنان يشبه غرق السفينة تايتانيك، لكن من دون ‏موسيقى”.

اقرأ أيضاً: يُروّع صور والعباسية بخمسة قنابل..إسأل عن الدولارات!


مصادر موثوقة أوضحت لـ “القبس”، ان التأزم السياسي الذي أعاق تشكيل حكومة، وبالتالي انسداد الأبواب امام أي معالجات سريعة للازمة الاقتصادية، وأخيرا تقاذف الاتهامات بملفات الفساد ليس بهدف الإصلاح، بل لرمي كل فريق كرة النار من يده في اتجاه فريق آخر، كلها شكلت عناصر للاحتقان الطائفي وإثارة النعرات، قبل ان يصدر قرار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، الذي هو “صاعق القنبلة” الذي سينفجر في وجه الجميع. فنتيجة التراكمات والانسدادات هذه، اصبح خيار لجوء القوى السياسية الى الشارع حتميا، وفق معادلة «اشتدي يا أزمة تنفرجي”.

توترات ومخاوف

 وبحسب معطيات “الجمهورية”، فإنّ المستويات السياسية على اختلافها تعيش حالاً من الارباك الشديد، وبعضها بدأ يتحدث عن سيناريوهات قاتمة مُقبِل عليها البلد في المدى المنظور، في ظلّ تعثّر تأليف الحكومة الذي يبدو انه دخل مرحلة استعصاء كلّي تُنذِر بانفراط التأليف بالكامل، وقطع مرحلة التعايش القسري بين المعنيَّين بهذا الملف.

وبحسب معلومات “الجمهورية” فإنّ هذا الانسداد الداخلي على كل المستويات السياسية والقضائية، وما رافَقه من عوامل أجّجَت الغضب الشعبي، ولا سيما منها استمرار الضغط على المواطن اللبناني بإجراءات تلحق به حتى آخر رمق، الى حد انه لم يعد يملك شيئاً ليخسره بعدما فقد أبسط مقومات الاستمرار. كلّ ذلك حَرّك اتصالات مكثفة على غير مستوى حِراكي، لإطلاق حركة اعتراضية نوعيّة تفجّر الشارع من جديد في وجه الطبقة الحاكمة، وفي مدى غير بعيد.

حراك نوعي

 وقالت أوساط حراكية لـ”الجمهورية”: “الايام المقبلة حاسمة على صعيد المواجهة المستمرة مع طبقة حكّام في غربة عن المواطن اللبناني الفقير، وتواصل نهجها نفسه الذي أوصَل لبنان الى الكارثة التي يعانيها، وها هم اليوم دخلوا زمن الفضائح، ويكشفون عن فضائحهم، ويفتحون ملفات بعضهم البعض، والجريمة الكبرى التي يرتكبونها، تَكمن في تَمييع التحقيق في جريمة العصر التي ارتكبوها في تفجير مرفأ بيروت. كلّ ذلك يجعل من السكوت على جرائمهم بمثابة الجريمة، ومن هنا فإنّ الشعب اللبناني، الذي ثار غضباً ووجعاً في 17 تشرين، سيكمل ثورته وسيفاجئهم بتحركات ضاغطة حتى رحيل هذه الطبقة ومحاسبة المرتكبين فيها والقضاء على محميات فسادها”.

السابق
توجه لتعليق الاضراب العام غدا… هذا ما قاله الأسمر عن رفع الدعم
التالي
باسيل يتحدث عن علاقة «حب وانتقام» تجمعه مع الحريري: «أنتهي سياسيا حين أُدفن»!