بلد «الرعايا» لا ينتج حكومة تستحق السرايا!

الحكومة في لبنان لن تتشكل، ويقيناً الرئيس المكلف لن يقوى على تأليفها إلا إذا انصاع لمطالب معرقلي ولادتها وخسر توازنه، وانقطع نفس صبره أو رضخ وأذعن واستسلم، وقبل بأن يكون وزيرا أولا في حكومة صورية شبيهة بالتي تتولى حالياً مهمة تصريف أعمالهم.

الحالة الصفرية المرافقة لكل ساحات المواجهة التي تتواجد فيها إيران تذكرنا بمرحلة التفنن في خلط الأوراق قبل البدأ باللعب، جمهورية الـ 79 تعيش اليوم وبعد ما يزيد عن الأربعين عاما تقريباً أصعب أيامها، هي وضعت نفسها في مرمى النار وتحولت في غفلة من أمرها وبعدما تعاظم الأنا عندها، إلى هدف يسعى الكل إلى رميه سواء منهم من كان بخطيئة أو من دونها.

الرئيس سعد الحريري لن يكون بامكانه التأثير على مجريات الأمور أو المنحى الذي من الممكن أن تسلكه، قدرته والرئاسات الأخرى في الجمهورية محصورة بالضجيج الذي عادة ما يكون في المدرجات المحيطة بجغرافيا اللعب، سطحية المطالب والرد عليها في ظل حماوة المواجة لن يكون له أي سعر صرف، وقيمته لن تكون إلا لزيادة الوزن التي عادة ما يستفيد منها الساعي إلى تحقيق فائض في الربح.

 الجمهورية ومنذ تأسيسها وحتى الآن لم يعتنق سكانها الوطنية

التدمير حصل، التخريب وقع، الفوضى عمت، النهب مستمر والشعب في عجز وعوز و فقر، والقهر واصل إلى كل من عاش في هذا العصر. الحق أننا أمة سيذكرنا التاريخ بأننا في ظل حكم هذه الطغمة عشنا العسر ولم ننعم باليسر، ولا ندري هل سيأتي يوم بعد أيام هذه الزمرة يعيش الوطن فيه حالة الحل.

إقرأ أيضاً: محامون في «حمى المقاومة» يُرهبون خصومها..بالقضاء!

يا ايها الذين آمنوا ب “لبنان الكبير”، لقد كان حكامكم منذ العام 1920 عدواً له ولكم، وانتم عن ذلك إما تغفلون أو لا تريدون أن تحسبوا على المبصرين، لقد رضيتم أن تكون رعايا تابعين واستطيبتم لزمانٍ فكرة أن تكونوا منتدبين، ولبستم وهماً ثوب الفينيقيين وأحياناً عباءة الآشوريين، ونسبتم أنفسكم إلى الفرس والروم والبيزنطيين وترحمتم على زمان العثمانيين، وبعد ثلاثين عاماً على الاستقلال حققتم إنجاز الحرب الأهلية في العام 75 وتفننتم في أساليب القتل والإقتتال مع بعض ومازلتم للأسف إلى يومنا هذا في غيكم تعملون.

 قوات ردع وعين رمانة وقلوب مليانة، إغتيالات واجتياحات، حرب جبل وتوحيد بندقية، انتفاضات واتفاقات وتقوقعات ثنائية وثلاثية ورباعية الأبعاد، سحق لأحزاب وحروب أعلام ، تقاتل أخوة في الجهة الشرقية يقابلها قتال في المنطقة الغربية، حرب تحرير وحرب إلغاء وإحتلال لقصور وسرايات ومقرات.

الحريري لن يكون بامكانه التأثير على مجريات الأمور!

 الحقيقة  تبقى في كون هذه الجمهورية ومنذ تأسيسها و حتى الآن لم يعتنق سكانها الوطنية، ولم تجد من المسؤولين الذين تعاقبوا على حكمها من يتعصب للبنانيته ولا يستغل الطائفية، ويعبث ويفرط بإستقلالها ومواردها الطبيعية والبشرية والقومية، لصالح سيادة أخرى متربصة بها تريد أن تبسط سطوتها عليها خارجياً.

السابق
محامون في «حمى المقاومة» يُرهبون خصومها..بالقضاء!
التالي
الخلل القانوني ينخر المحكمة الجعفرية (12): مباراة القضاء..المستحقون لا يتجاوزون أصابع اليدين!