الشيعية السياسية نحو الإنكفاء(3): أميركا تقضي على أحلام إيران التوسعية!

الاسد يلتقي ظريف
تعلم ايران ان تغيير نظام الحكم في سوريا يعني اطلاق رصاصة الرحمة على نفوذها وكسر مشروعها الممانع بشكل نهائي، حتى ان حزب الله في لبنان سوف يصبح مهددا بالاختناق والمحاصرة، مع انقطاع امداداته عبر الحدود.

شكل دعم سوريا لحركة امل منذ تأسيسها على يد الامام السيد موسى الصدر وبعد اختفائه ومن ثم دعم حزب الله لاحقا، رافعة قوية للشيعية السياسية في لبنان ولكن اليوم ومع ضعف نظام الأسد بسبب الحرب السورية التي تدخل فيها حزب الله لانقاذ نظام البعث فنجح مؤقتا، ثم تدخل الجيش الروسي مع سلاحه الجوي، وأنشأ القواعد الجوية والبحرية من اجل حسم المعركة ضد فصائل المعارضة التي كادت ان تسيطر على كامل حلب وغالبية المدن السورية الداخلية، فطغى بذلك نفوذ موسكو على طهران، واصبح الرئيس فلاديمير بوتين ممسكا بالملف السوري بشكل شبه كامل، يساوم به الغرب على مصالحهم في المنطقة، كما يساوم طهران على مصالحها. 

اميركا مستمرة بضغوطاتها 

ضمن الشروط الـ12 التي وضعتها اميركا على ايران لعودة التفاوض حول ملفها النووي يوجد مطلب ثابت وهو شرط انسحاب ايران وحزب الله من سوريا، وهو ما ترفضه ايران حتى الان، لانه يعني بذلك تخليها عن حلمها بالتوسع من طهران الى بيروت الذي تطلق عليه “المشروع الممانع”، او “الهلال الشيعي” كما يقول خصومها. 

إقرأ أيضاً: الشيعية السياسية نحو الانكفاء(2): ثورة على الرموز الإيرانية في العراق!

غير ان المبعوث الاميركي السابق جيمس جيفري أكد أمس، اصرار بلاده والعالم على تغيير النظام وسحب ايران من سوريا، مشيرا الى وجود “تحالف واسع” مدعوم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي فرَضَ عقوبات “حطّمت الأسد اقتصادياً”، بالتعاون مع الجامعة العربية التي ساهمت في عزل الأسد دبلوماسياً، لافتا ان روسيا و إيران “ورثتا دولة فاشلة في حالة مستنقع”، وسوف تضطران من أجل الخروج من هذا المأزق إلى التفاوض وتقديم تنازلات.

وأضاف أن التحدي أمام إدارة بايدن هو إقناع روسيا وإيران بقبول التسويات التي تضع حداً لسفك الدماء في سوريا و”وضع مخلوقهم الأسد تحت السيطرة” وسط “إحجام البلدين المتزايد” عن القيام بذلك.

نهاية حقبة الممانعة في الشام؟

في نهاية حديثه يؤكد جيفري أنه إذا فشلت الولايات المتحدة في التوصل إلى حل وسط، يشمل انسحاب إيران من سوريا، فلا بد من وضع “استراتيجية مؤقتة تكمن في منعهم من الانتصار”. مؤكدا ان انسحاب القوات الإيرانية والمدعومة إيرانياً من سوريا، “مطلب غير قابل للتفاوض”. 

امام إدارة بايدن إقناع روسيا وإيران بقبول التسويات التي تضع حداً لسفك الدماء في سوريا و”وضع مخلوقهم الأسد تحت السيطرة”!

ومن هنا، فان الكلام الاميركي الحاسم عن وجوب انسحاب ايران وحزب الله من سوريا مع استمرار ضغوطاتها وتكثيف التهديدات والعقوبات على المعرقلين، سيقتضي تقديم موسكو تنازلات عبر اقناع نظام الاسد بالقبول باصلاحات وكتابة دستور جديد للبلاد يمهد للتغيير السياسي لاحقا كما نص اتفاق جنيف، سيشكل ذلك نهاية حقبة الممانعة في بلاد الشام وزوال نفوذها لصالح النفوذ الغربي بشراكة روسية، ومعها الانكفاء النهائي للشيعية السياسية بزعامة ايران وحزب الله في لبنان والمنطقة. 

السابق
«بازار الدعم»..«نجاة» أدوية الأمراض المستعصية و«العادية» والمُسكنات تُحلّق!
التالي
خطر الإستبداد الحزبي..الإفتراء على العلامة الأمين نموذجاً!