إيران المثقلة بالإغتيالات والتحديات.. تكون أو لا تكون!

ايران

 ماهي الخيارات المتاحة أمام النظام في إيران للرد على مقتل قادة له ميدانيين، وتصفية علماء عنده بارزين، وإعتقال وملاحقة رجال أعمال نشطين متهمين بدعم و ترشيق عمل المجموعات التابعة له في العالم والإقليم؟.جره إلى حرب مباشرة مع الأشباح بالتزامن مع إستمرار تدفق العقوبات المالية والإقتصادية عليه، ومحاصرته تجارياً لأجل شل حركته، وتجميد مشاريعه لضمان تعطيل نموه وتقلص إجمالي دخله و ناتجه القومي، سيدفع إقتصاده بإتجاه التضخم ويخفض قيمة عملته و يعزز فرص حصول الإنكماش، الذي سيقوده لا محالة إلى صدام مع الإيرانيين المثقلين بالعقد الشاق المترافق مع الأعباء الحياتية اليومية الضاغطة، التي بدا وأنها بدأت تزعزع الثقة بينهما وتحول دون تحقق الوفاء بالإلتزامات المتبادلة اللازمة للدفاع عن النظام واستمراره أو بقاءه بالشكل الذي هو عليه الآن.

اقرأ أيضاً: صحيفة تكشف سيناريوهات رد ايران على مقتل زاده: لبنان ساحة انتقام!

التعزية بالشهداء وإعلان الحداد العام والتصريح بالإنتقام لا يشكلا إلا إعلان نوايا صوتي و رد صوري على عمليات الإغتيال والإعتقالات. العودة إلى الحرب المباشرة الشاملة لن يغير في الواقع اي شيء، وهي بالمناسبة إستراتيجية يسعى إعداء الجمهورية إلى إستمرارها لشيطنتها وضمان تحقق فكرة إرهابها. في المقابل رد فعلها الضعيف سيفقدها شيئاً من ماء وجهها تحديداً في مناطق وساحات المواجهة والقتال النشطة، كما أن الإستجابة السريعة المفرطة ستعرضها هي الأخرى أكثر من أي وقت مضى إلى فقدان مرابط خيلها.

بصمة ايران الارهابية

الإرهاب الإيراني أو ما بات يعرف عند كثير من الدول والكيانات بالبصمة الإيرانية أمسى الشغل الشاغل لمعظم الأجهزة الأمنية العالمية والعسكرية الساعية إلى تطوير وتحديث معلوماتها الأمنية لأجل مواجهته والحؤول دون تسلله إلى أراضيها ومجتمعاتها أو إلى مناطق نفوذها والعبث بإستقرارها و إقتصادها ومنعها من التواجد في أماكن تخدم مصالحها. 

الحرب الفموية مع الغرب والعسكرية والأمنية والإستخبارتية مع العرب يزيد النقمة على إيران ويجعلها في مواجهة مع محيطها، محاولة الإلتفاف عليها بالإنفتاح الدبلوماسي على كل من روسيا وتركيا لن يسعفها نظراً لإرتباط هذه الدول بمصالح مع خصومها وأعدائها، تعويم فكرة الإلتصاق بالصين إستراتجياً لن تقابل من قبل الأخيرة بالجدية ذاتها، نظراً للسياسة التي يعتمدها التنيين الأصفر وغايتها التنافس على إقتصاد العالم وتحقيق السيطرة على مرافئه ومرافقه، بالإعتماد على الغزو التجاري والإقتصادي و السيبراني والتكنولوجي، والإستناد إلى حاجة الشعوب الطبيعية للتطور والإستدامة من دون اللجوء إلى فوضى الحرب والإقتتال التي أرهقتها ودمرتها وأخرتها عن الإلتحاق بركب التطور وحرمتها من النمو و نعمة الإستقرار.

المصالحة السعودية – القطرية

المصالحة السعودية – القطرية التي يستبشر بها دول الخليج وتعمل على إتمامها دولة الكويت بدعم أمريكي واضح ومباركة أوروبية، تشكل ما يصطلح على تسميته بمبادرة لم الشمل التي تؤسس مع التطورات الأخيرة في المنطقة إلى ولادة جبهة سياسية وأمنية عسكرية موحدة في وجه الهجمة التوسعية الإيرانية، تسعى من خلالها الممالك والإمارات والدول  بداية  إلى ممارسة أقصى انواع الضغط على طهران لأجل تضمين أي اتفاق دولي معها بشأن البرنامج النووي مطلب أخر يشمل برنامجها الصاروخي التي تعتبره دول الخليج خطر على سيادتها وأمنها واستقرارها.

صبر إيران لا بد وأن يترافق مع القدرة على التنازل والإنحاء أمام العواصف العاتية التي تصيبها

صبر إيران لا بد وأن يترافق مع القدرة على التنازل والإنحاء أمام العواصف العاتية التي تصيبها وإلا كان مصيرها الإنكسار. على جمهورية ال 79 أن تحسن قراءة المتغيرات الجديدة في المنطقة عليها بتأني إستيلاد وسائل جديدة لمواجهة ما تعيش فيه وما هي عليه الآن. القبول وطواعية بإرتداء عباءة الإرهاب سيُعجل نهاية توسعها، ويضر بمصالحها ويحول تابعيها الى أهداف. قواعد المواجهة تبدلت وكذلك شروط الإشتباك، استخدام الأقمار الصناعية للإغتيال ووسائل التواصل الإلكترونية لتدمير الإقتصادات و تحول التسلح الرقمي إلى واقع يوازي بحضوره قدرة ما تمتلكه دول من مواد أولية وموارد طبيعية وطاقة وأسلحة وعتاد، بحيث باتت المجتمعات المبنية على المعلومة والمعرفة والموارد البشرية العالية الكفاءة والتنظيم الفضائي الأفقي، الذي يتميز بكثير من التعقيد المفتوح و غير المقيد إلى الآن بإتفاقيات تحد من إنفلاشه، ليس في الفضاء الواقعي فحسب بل والتخلي والإفتراضي العنكبوتي، تتفوق على سواها في التحكم بالأمن والسياسة والإقتصاد والتجارة والصناعة والبيئة والمال والنقل والتواصل والصحة والغذاء.

السابق
أميركا تُدرج السعودية على قائمة «مثيرة للقلق» بملف «انتهاك الحرية الدينية»!
التالي
كارول سماحة.. نشاط فني لا يتوقف في زمن كورونا