بعد إتهامها الراعي بالعمالة لإسرائيل.. إدّعاء قضائي ضد «الأخبار»!

البطريرك الراعي

يتسمر محور الممانعة بشقّيه السياسي والإعلامي باتهمام كل من يُعارض سياسته بالعمالة لإسرائيل فيما يُقرر علناً التفاوض مع العدو الذي يدّعي محاربته لترسيم الحدود البحرية. فبعد حملة إعلامية شرسة ضد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي واتهامه بالعمالة لإسرائيل، تقدم المحامي شربل عرب بإخبار ضد جريدة “الاخبار”.

وبعد التحقيقات التي أجراها مكتب الجرائم المعلوماتية أصولاً، ادعت النيابة العامة الاستئنافية في بيروت اليوم الإثنين على صحيفة “الأخبار” ومديرها المسؤول وكاتب المقال بجرائم معاقب عليها في قانون العقوبات والمطبوعات وأحالت الملف أمام محكمة المطبوعات لمحاكمة المدعى عليهم أصولاً.

وكانت صحيفة الأخبار قد كتبت في 24 من آب مقالاً تحت عنوان “استثمار 4 آب: من دير شبيغل الى الراعي! البطريرك يسوّق للسلام مع العدو ويتماهى مع الدعاية الاسرائيلية ضد المقاومة“، الذي جاء فيه التالي:

“عاد البطريرك الماروني بشارة الراعي ليعزف على موضوع «الحياد الناشط»، لكنه وصل أمس إلى حد التسويق للسلام مع إسرائيل، على قاعدة أن «لبنان اليوم هو الأحوج إلى السلام ليتمكن من استعادة قواه والقيام بدوره في محيطه لخدمة حقوق الإنسان والشعوب. كفانا حروباً وقتالاً ونزاعات لا نريدها!»”.

وتابع “ليس هذا فحسب، لم يتردد البطريرك في التماهي مع الدعاية الاسرائيلية التي تتهم حزب الله بتخزين السلاح في الأحياء السكنية، كلام الراعي لا يمكن عزله عن السعي المدروس لشيطنة حزب الله، من باب انفجار المرفأ، واستعجال استخدام نتائج التفجير لتوجيه «العصف»، سياسياً، ومحاولة حصد نتائج سياسية وشعبية فورية. وبعد محاولات فاشلة لإلصاق الانفجار بالحزب عبر اتهامه بتخزين السلاح، انتقلت الحملة إلى اتهامه بالمسؤولية عن شحنة النيترات. وفي سياق يشبه السياق الذي اعتمد قبل 15 عاماً لتحميل الحزب مسؤولية التفجير الذي استهدف الرئيس رفيق الحريري، عادت مجلة «ديرشبيغل» الألمانية لتكون محور جوقة اتهامه بالمسؤولية عن شحنة النيترات”.

ولفت المقال الى انه “كما كان يجري في التحقيق باغتيال الحريري عام 2005، كذلك بعد انفجر المرفأ عام 2020: تُنشر معلومات في وسائل إعلام اجنبية (ديرشبيغل…)، ثم تُشنّ حملة في وسائل إعلام لبنانية وعربية، وخاصة تلك المموّلة غربياً وخليجياً، للتعامل مع ما يُنشر في الغرب على أنه ركيزة لاتهام سياسي. وفي هذه الحالة، الوقائع ليست مهمة. فمهما كانت المعلومات ضعيفة، ومهما كانت الاستنتاجات المستقاة منها أكثر ضعفاً، المهم ما سيعلق في أذهان المتلقين”.

وختم المقال مدافعاً ايضاً عن حلفاء “حزب الله” على انه “كما الحملة على حزب الله، كذلك يتعرّض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لهجوم منسّق، هذه المرة ليس من زاوية الانتماء السياسي للمدير العام للجمارك، بل بتوجيه اتهام مباشر لباسيل بأنه استقدم «باخرة النيترات» إلى بيروت. وهذا الاتهام مبنيّ على أن المعدات والشاحنات التي أتت الباخرة «روسوس» إلى بيروت لشحنها إلى الأردن، استخدِمَت من قبَل شركة في لبنان لتنفيذ عقد لصالح وزارة الطاقة. وعندما أرادت الشركة إرسال المعدات والشاحنات إلى الأردن عام 2013، اختارت عبر سمسار وكالات بحرية سفينة «روسوس» التي أتت محمّلة بالنيترات وعجزت عن حمل الشاحنات والمعدات وعلقت في بيروت. ورغم أنه لم يكن لوزارة الطاقة أي صلة بالتصدير ولا باختيار السفينة، جرى أمس، بقرار أمني – سياسي، الزج بباسيل في القضية لتحميله مسؤولية الباخرة”.

السابق
السينما تنتعش شرقاً.. فيلم كرتوني يحصد نصف إيرادته العالمية في الصين
التالي
بُشرى للبنانيين: إقرار قانون الإعفاء من الميكانيك.. اليكم التفاصيل!