الإقفال يعزز «الإدارة المدنية»..وتخوف من فوضى «كورونية» وأمنية ومعيشية!

استنسابية في تطبيق الاقفال
عزز الاقفال عودة النزعة لتنشيط "الإدارة المدنية" والتي نشطت خلال الحرب الاهلية. ودفعت الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية اللبنانيين وبلدياتهم واحزابهم الى امن ذاتي مناطقي ومحاولة الاكتفاء مناطقياً وتخزين الحاجيات الاساسية خوفاً من المستقبل القاتم الآتي. (بالتعاون بين "جنوبية" "مناشير" "تيروس").

اسبوعان انقضيا من عمر اللبنانيين والبلد من دون تحقيق المرجو “كورونياً”، بل زادا من عمق الازمة الاقتصادية والمعيشية.

ومع انتهاء فترة الاقفال وتراجع الحكومة المستقيلة تدريجياً عن القرار، تتعزز النزعة الفردية لكل مواطن لأن يكون له “استقلاليته” الخاصة الغذائية والامنية، ليكون الهلع من رفع الدعم وانقطاع المواد الغذائية والمحروقات والدواء، هو الحاكم لكل التصرفات اليومية والهاجس الاساسي من تعمق الازمة واستفحالها واستمرارها.

في المقابل تقوم البلديات المحسوبة على الاحزاب المسيطرة في مناطقها، ولا سيما الشيعية بتدابير خاصة اشبه بـ”امن ذاتي” غذائي وكوروني وامني تحسباً للأسوأ.

وهذا ما يعيد الاجواء الى ما قبل العام 1990، تاريخ انتهاء الحرب الاهلية بإعلان اتفاق الطائف، ولكن عقم تطبيقه لم يلغ ذكريات وويلات الحرب ولا سيما “الادارة الذاتية” و”الكنتنة” والانغلاق خوفاً من “اللبناني الآخر” والمختلف مذهبياً ودينياً وسياسياً.

تقوم البلديات المحسوبة على الاحزاب المسيطرة في مناطقها ولا سيما الشيعية بتدابير خاصة اشبه بـ”امن ذاتي” غذائي وكوروني وامني تحسباً للأسوأ

وتؤكد مصادر لـ”جنوبية” ان فترة الاقفال شهدت تراجع حضور القوى الامنية جنوباً، ولا سيما في القرى لمصلحة البلديات والاحزاب، باستثناء دوريات خاطفة لأمن الدولة وقوى الامن الداخلي والتي سُطرت خلالها محاضر ضبط لمخالفي قرار الاقفال.

وتضع المصادر هذه الظاهرة في سياق الانهاك الذي تعانيه القوى الامنية لتعدد مهامها وقلة عددها ، ولسبب آخر مستجد هو إعطاء البلديات دور أكبر في الحفاظ على مناطقها وضمنياً الاحزاب التي تدير هذه البلديات اي “الثنائي الشيعي”.

إقرأ أيضاً: إقفال لا يحصد سوى الإفقار..وإستنسابية تطبيق القوانين تضرب بقاعاً!

في المقابل يتخوف الجنوبيون خصوصاً واللبنانيون عموماً من فوضى شاملة، ولا سيما في مجال تفشي “الكورونا” وعدم السيطرة عليه وكذلك الدخول في فوضى معيشية وغذائية وامنية، وما يمكن ان تنتجه الازمة المعيشية الحادة من ويلات اجتماعية وتفلت على المستويات كافة وخصوصاً ارتفاع حالات الطلاق والتفسخ العائلي وزيادة منسوب الانتحار والجريمة والسرقات بقوة السلاح.   

البقاع

ومع انتهاء توقيت قرار الاقفال العام  عادت اشكالية التدريس المدمج بين مدرسة وأخرى، وبين ترحيب الاهالي ورفضهم للعودة الى المدارس. وانقسمت المدارس البقاعية الخاصة بين قرار الحضور وبين الاستمرار في التعليم عن بعد.

وعن قرار عودة المدارس انقسم المواطنون البقاعيون بين مؤيد للعودة وبين رافض لها لأن أعداد الاصابات بكورونا مرتفعة جداً. كما تشهد المناطق البقاعية زيادة لساعات تقنين الكهرباء، تغرق المنطقة في ظلام دامس، عدا عن سوء وضع الانترنت مما يؤثر على الطلاب. 

وقال محافظ بعلبك والهرمل بشير خضر ان :”بعد التواصل مع وزارة التربية وإطلاعهم على وضع الإصابات في مختلف بلدات محافظة بعلبك الهرمل، سيتم تمديد اقفال المدارس في كل من: بعلبك، النبي شيت، الفاكهة جديدة، رأس بعلبك، طاريا، التوفيقية والهرمل”.

الجنوب

جنوباً، تركز الاهتمام  على مطالبة النقابات والمصالح الخاصة نقابات العمال والمستخدمين في الجنوب بعودة النشاط الاقتصادي للجنوب ولا سيما للمدن في صيدا وصور وبنت جبيل والنبطية ولتحريك العجلة الاقتصادية المتوقفة اصلاً.

مصادر لـ”جنوبية” ان فترة الاقفال شهدت تراجع حضور القوى الامنية جنوباً ولا سيما في القرى لمصلحة البلديات والاحزاب

ووفق معلومات لـ”جنوبية” يطالب العديد من البلديات وبضغط من الاهالي وبدعم من الاحزاب، وزارة الصحة بتكثيف الفحوصات المجانية لفيروس “كورونا”، وفي ظل عدم قدرة المواطن على تحمل كلفة الـ150 الف ليرة ولضمان حصر الحالات المصابة وعدم التفشي العائلي والمجتمعي.

وفي مقابل المطالبة بفتح كامل للبلد وهذا ما سيحصل اليوم باستثناء بعض المرافق والقطاعات والاعراس والنوادي الليلية وتجنب ازدحام المطاعم، يؤكد الناشطون في مجال مكافحة “كورونا” على ضرورة التشدد بضبط مخالفات عدم ارتداء الكمامة والزام ارتداءها حتى في الشارع.    

السابق
إستقالات في تيار المستقبل.. الخياط وشبارو يتنحّيان لهذه الأسباب!
التالي
أسرار الصحف ليوم الاثنين 30 تشرين الثاني 2020