هل يمكن أن يصل سعر ربطة الخبز إلى 7000 آلاف ليرة؟ سؤال مشروع في ظل الحديث المتنامي اليوم عن إمكانية رفع الدعم عن المواد الاساسية أي الطحين والمحروقات والادوية، بعد أن سرت في الايام الاخيرة توقعات أن يستمر الدعم إلى منتصف السنة المقبلة بعد أن يتخذ مصرف لبنان خطوة تخفيض الاحتياطي الالزامي للمصارف في مصرف لبنان والتي ايضا ترسم علامات استفهام كثيرة ، أما اليوم فقد إستفاق اللبنانيون اليوم على خبر آخر هو إن الدعم على المواد الاساسية سيرفع بمجرد أن ينتهي المبلغ المرصود له في مصرف لبنان في نهاية العام الحالي .
إقرأ أيضاً: رفع الدعم عن المحروقات ولو جزئياً يُعرّضها لتسعير السوق السوداء!
إذا هبة ساخنة وهبة باردة تهب على يوميات اللبنانيين من دون أن يعرفوا إلى أين سيصل بهم تعنت المسؤولين اللبنانيين وتمسكهم بمكتسباتهم على حساب لقمة عيشهم ، ومن دون أن يخبرهم هؤلاء المسؤولين بالخبر اليقين هل سيبقى الدعم على الطحين أم لا، فوزارة الاقتصاد تلتزم الصمت لأنها تجري مفاوضاتها مع البنك الدولي لترشيد الدعم وليس رفعه، كما تقول مصادر الوزارة ل”جنوبية” مشددة على أنه “يتم البحث على إستمرار الدعم و ترشيده ليطال الطبقات الفقيرة والمتوسطة وحاليا يتم البحث في الالية المناسبة لهذا الدعم أي إعتماد المصارف أو البلديات”.
وتختم:”لا يمكن رفع الدعم في ظل إنعدام النمو الاقتصادي والازمة الاقتصادية التي يعاني منها اللبنانيون”.
إنفجار إجتماعي قادم
على ضفة أصحاب الافران والمخابز لم يصلهم أي جديد برفع الدعم أو إبقائه، كما يقول نقيب أصحاب الافران والمخابز علي إبراهيم لـ”جنوبية”، و يضيف:”لم نتبلغ أي شيء وكل الامور تسير ضمن إطار إستمرار الدعم، نحن نسمع كما اللبنانيين كل يوم بأن مصرف لبنان يشيع خبرا عن إبقاء الدعم ، لكننا كنقابات لم نتبلغ أي شيء رسميا وأعتقد أن هناك سياسة لتهيئة الناس على تقبل رفع الدعم لكني أتمنى أن لا نصل إلى مثل هذا اليوم، لأن ذلك يعني أنه علينا أن نستعين بحراس أمام الافران لأنه عندما تجوع الناس ستعمد إلى إستخدام العنف”.
إبراهيم لـ”جنونية”: عندما تجوع الناس تستخدم العنف أمام الافران.. وعلينا بالحراس
يضيف:” في حال رفع الدعم عن الطحين ستصل ربطة الخبز إلى 7 آلاف ليرة لبنانية وهناك الكثير من الأفران ستقفل أبوابها، وأعتقد أن هذا التطور هذا كارثي ويجب على المسؤولين اللبنانيين إيجاد حل لهذه المعضلة، هذا اموضوع خطير جدا وقد يؤدي إلى ثورة إجتماعية”.
و يشير إبراهيم إلى أنه بعد نفاذ كمية الطحين( خلال 45 يوما) والمقدمة إلى لبنان كهبة من جمهورية العراق والتي يتم توزيعها على الافران للإبقاء على سعر ربطة الخبز 2000 ليرة ،عندها سيتم البحث مع وزارة الاقتصاد في رفع سعر ربطة الخبز لأن طحين الهبة تخفض سعر الربطة 750 ليرة لبنانية في حين أن طحين المطاحن إرتفع سعره من 450 ألف ليرة للطن إلى 840 ألف ليرة ومن المرجح ان يتم البحث في هذا الامر في بداية العام المقبل”.
دور لجنة الاقتصاد النيابية
والسؤال الذي يطرح هنا ، كيف تواكب لجنة الاقتصاد النيابية هذه التطورات التي تمس القوت اليومي للمواطن وتنذر بعواقب وخيمة إذا لم تكن المعالجة على المستوى المطلوب؟
يجيب عضو لجنة الاقتصادية النائب علي درويش “جنوبية” بالقول:”يوم الخميس(أمس) إجتمعت اللجنة للبحث في ملف إستمرار الدعم على السلع الاساسية، وسيكون لنا لقاء يوم الثلاثاء المقبل مع حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة للبحث وإياه حول الالية التي ستتم خلالها مقاربة هذا الملف الخطير والذي يمكن أن يوصل إلى التفلت أمني أو الإنفجار إجتماعي، وبناء على إجتماعنا مع حاكم مصرف لبنان سيكون لنا كلجنة موقف عملي علما أن موقفنا المبدئي هو عدم رفع الدعم لأن هذا الامر يهدد الاستقرار الامني والاجتماعي في البلاد “.
درويش لـ”جنوبية”: سنبحث مع سلامة الثلاثاء كيفية إستمرار الدعم تجنبا لإنفجار إجتماعي
ويضيف:”سنطرح مع الحاكم عدة نقاط أولها المدة الزمنية للمصرف على إستمرار الدعم، وكيفية ترشيده في المرحلة المقبلة و إقتصارها على المواد الاساسية والتي تطال الطبقة الفقيرة فقط”، معتبرا أنه “خلال فترة الدعم الماضية حصلت الكثير من التجاوزات وعمليات التهريب والتحايل على القانون والتي أدت إلى إيصال الدعم الى التجار وغير المستحقين و إلى المحسوبيات وأدى إللى الهدر والتهريب للكثير من البضائع المدعومة”.
ويختم:”نعم هناك إستغلال وسوء إدارة للدعم وهناك فئات إستفادت على حساب المواطن الفقير وخزينة الدولة”.
