تصفية أميركية- إسرائيلية لـ«أبي القنبلة النووية الإيرانية»؟ فحص: طهران «ستبلع الضربة»!

محسن فخري زادة الخبير النووي

هزّت عملية إغتيال العالم النووي محسن فخري زاده اليوم الجمعة إيران، الملقّب بـ”أبو القنبلة النووية الإيرانية”، والذي كان سبقها تسريب لتقرير إستخباراتي يتحدّث عن تأهب إسرائيلي استعداداً لعمل عسكري ضد إيران قبل مغادرة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وفي التفاصيل، أكد التلفزيون الإيراني “إغتيال زادة أحد علماء إيران في المجال النووي والصاروخي في منطقة دماوند بالعاصمة طهران، كاشفاً أن “عملية الاغتيال نفذت بتفجير أعقبه إطلاق نار”، فيما لفتت سائل إعلامية ان “اغتيال زادة تم بمواجهة بين مسلحين مجهولين وحرسه، وأكدت مقتل 4 من مرافقيه بالحادث”.

عملية الإغتيال هذه، والتي سبقها عدد من الأعمال الإرهابية التي هزّت إيران وإفتتحها إغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني مطلع العام 2020 بغارة أميركية على العراق، وتلاها عدد من الحوادث الأمنية والإنفجارات الغامضة، يفنّدها الكاتب والمحلل السياسي حسن فحص على انها “تندرج بنوع من الخرق الكبير بالمنظومة الأمنية التي اقامها النظام الإيراني للعلماء النوويين وذلك بعد سلسلة اغتيالات قديمة”.

وعن توقيت عملية الإغتيال هذه ومن يقف خلفها، يرى فحص في حديث لموقع “جنوبية” انها “تلتقي مع الحديث الذي يدور عن امكانية تصعيد اميركي اسرائيلي في الفترة الانتقالية بين ترامب والرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن اي بين عملية عسكرية او عمليات اغتيال متنقلة داخل ايران وفي الإقليم لرؤوس ومفاتيح النظام الإيراني الداخلية والإقليمية خاصةً وان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان منذ عام تقريباً قد تطرّق الى محسن فخري زاده بالإسم خلال مؤتمر عقده حول البرنامج النووي الإيراني فلذلك عملية الربط تظهر بكل بساطة ويمكن أن نحمّلها مباشرةً للإسرائيلي او الأميركي “.

يضيف فحص: “يعزز الفرضية تلك أيضاً الأجهزة الأمنية الأميركية والإسرائيلية التي حققت خروقات كبيرة داخل المجتمع الإيراني ولم يستطع النظام السيطرة عليها، كالعملية التي استهدفت منشأة نطنز منذ أشهر وصنّفها النظام الإيراني كعمل “تخريبي” حيث هناك عناصر من داخل إيران هي التي اقدمت على هذا العمل، ما يدل على خرق أمني واضح لإيران بدأ من نطنز مؤخراً وما سبقه من تفجيرات في مراكز أخرى صنّفت “كخرق سيبراني” ولكن نطنز كانت باعتراف إيراني والمجلس الأعلى للامن القومي على انها عمل تخريبي وتم اعتقال عدد من الأشخاص على إثرها ومن بينهم احد المتعهّدين في بناء المنشأة”.

وعن الرسائل السياسية الموجهة لإيران في الوقت الحالي عبر عملية الإغتيال شدد فحص على ان “الإسرائيلي متوتر من إمكانية حصول اي تفاهم بين الإدارة الأميركية الجديدة وإيران على غرار ما حصل ايام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وروحاني، وما يسعى اليه نتنياهو اليوم هو الإبقاء على إيران بعزلة تامة لأن أي اتفاق وأي تنازلات إيرانية مع الإدارة الأميركية الجديدة ستكرّس إيران شريك في المنطقة وهذا ما لا يرديه الإسرائيلي”.

وفيما إن كان هناك إماكنية لحصول أي ردّ إيراني على مقتل العالم النووي تسائل فحص: “هل ردّ الإيراني على تفجير نطنز؟ او على مقتل قاسم سليماني أو العلماء السابقين او حتّى على الضربات التي تستهدفهم في دمشق”؟ إذاً، الإيراني سيبلع الضربةبانتظار تحقيق أي شيء في السياسة، والإيراني معروف أصلاً انه ليس مغامراً”.

داخلياً، وعمّا إن كان سيكون هناك أثر لعملية الإغتيال هذه على الشارع اللبناني، قال فحص: “لربما سيكون هناك تصريحات تصعيدية لبعض السياسيين ولكن بدون اي مفعول لأن هذه الحادثة شأن داخلي إيراني يتولى النظام الإيراني آلية الرد عليها”.

حسن فحص
حسن فحص

تعليق إيراني

من جهته، قال قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي اليوم الجمعة، إن إيران تحتفظ بحق الانتقام من العدو على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.

أضاف موسوي أن “يد أمريكا والكيان الصهيوني ومجاهدي خلق تقف بوضوح خلف عملية اغتيال العالم فخري زاده”، مؤكدا أن جريمة اغتيال فخري زاده لن تمنع إيران من المضي في طريق التقدم والتطور السلمي.

فيما أدان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، اغتيال زادة، واصفا العملية بـ”الإرهابية والعمياء”.

وصرح وزير الخارجية الإيراني بأن هناك مؤشرات خطيرة عن دور إسرائيلي في مقتل العالم النووي الإيراني.

وقال ظريف إنه مطلوب من أوروبا وضع حد لسياسة المعايير المزدوجة واستنكار هذه الجريمة التي تعتبر إرهاب دولة.

السابق
بطلة «سنوات الضياع» تعيش علاقة حب مع نفسها!
التالي
مع إقتراب إنتهاء الإقفال التام.. أعداد الكورونا تُحلّق!