شتاء دامي.. صراع روسي إيراني يحتدم في جنوب سوريا!

روسيا وإيران

يعد الجنوب السوري منطقة استراتيجية تدخل بقوة في لعبة التوازنات الإقليمية، خاصة أنها تحاذي إسرائيل، وهذا ما جعلها تدخل في اتفاقيات عدة دفعت لاستقرار نسبي في العامين الأخيرين حيث توقف قصف قوات الأسد على المنطقة وسلّمت المعارضة سلاحها الثقيل وانتشرت نقاط مراقبة روسية.

لكنّ حوادث الاغتيال لم تتوقف في الجنوب بل طالت شخصيات بارزة من النظام والمعارضة، ودخلت في لعبة تصفية حسابات واسعة مع انتشار حالات الخطف والمحاولات المتكررة لزعزعة الاستقرار المحلي وضرب البنية العشائرية لحوران، خاصة مع المخططات الإيرانية للوصول إلى الحدود والسيطرة على بصرى الشام مجدداً بعد خسارتها في اتفاقات التسوية بين المعارضة والنظام.

وفي تقرير جديد نشرته مؤسسة “عرب دايجست” الاستشارية بينت أنّ الاغتيالات الأخيرة في درعا تعتبر “علامة على عمل متوازن ووحشي”في صراع النفوذ الذي تقوده إيران في الجنوب السوري.

إقرأ أيضاً: اللهاث خلف إعادة الإعمار.. حلم روسيا الفاشل في سوريا!

وذكر التقرير إلى أهمية درعا وريفها بالنسبة إلى الإيرانيين حيث يعتبرون أن إسرائيل قد تنفذ تهديدها لإيران عبر هذه المنطقة وتضرب منشآت نووية إيرانية في المستقبل.

روسيا بالمقابل تحاول أن تحافظ على استقرار الجنوب عبر وجود نفوذ عسكري لها وعقد اجتماعات مع قيادات الفصائل المسلحة ووجهاء من المجتمع المحلي بحضور ممثلين عن قوى النظام والمعارضة بهدف تشكيل لجنة للإشراف على إدارة المحافظات الثلاث “درعا، السويداء والقنيطرة”.

أي وبحسب تقارير أميركية خطوة مدروسة من روسيا لفرض نفسها كالقوة المهمينة الوحيدة على الجنوب، في الوقت الذي ترى فيه إيران أنّ على روسيا منحها ضمانات وامتيازات كما فعلت مع تركيا في منطقة إدلب.

لكنّ روسيا بالمقابل سمحت بوصول قوات الأسد إلى درعا بعد مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في عام 2018 اشترطت فيها إسرائيل إبعاد القوات الإيرانية عن الحدود مسافة 100 كم، وعملت على قصف جوي لأي تجاوز إيراني لهذا الاتفاق عبر ضربات طالت مناطق تواجد الميليشيات الإيرانية في الجنوب أكثر من مرة.

إقرأ أيضاً: حرب «متوقعة» مع لبنان.. «هآارتس» تتوقع انهيار تحالف سوريا-إيران-روسيا!

الأسد بدوره يعرف مدى المخاطرة في إدخال إيران إلى الجنوب، لكن الحليف الاستراتيجي يدرك بالمقابل أنّ عليه التمسك بورقة الجنوب إلى الحد الأقصى، لذا كان لا بد من خلق حالة فراغ عسكري وتخريب الاستقرار وهذا ما رفع من نسبة الاغتيالات بشكل متزايد.

حتى أنّ ضباط من الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد والتي تشرف عليها إيران مباشرة عقدت اتفاقاً مع عناصر تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية لتنفيذ عمليات اغتيال في الجنوب مقابل إطلاق قوات الأسد لسراح عناصر تابعين للتنظيم على مبدأ “سنطلق سراح سجين يهمك مقابل كل اغتيال تقوم به وفوضى أمنية تصنعها في الجنوب”.

فكيف سيكون شكل التواجد العسكري لقوات الأسد في الجنوب قبيل انتخابات الرئاسة العام المقبل، وأمام العهد الأمريكي الجديد لبايدن وبعد زيارة بومبيو لمرتفعات الجولان المطلة على المنطقة؟!

السابق
«معاً نسترد الدولة».. مبادرة من خلف للتغلّب على الواقع المرير!
التالي
حلا شيحة تثير الجدل بارتداءها الحجاب مجدداً