مفاوضات الترسيم.. حرب خرائط بين لبنان واسرائيل: هذا ما جرى في جلسة الساعات الخمس!

مكان الاجتماع بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي في الناقورة جنوباً

فيما يواصل الجانبان اللبناني والاسرائيلي مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وقد عقدت الجولة الرابعة يوم أمس على مدى 5 ساعات والتي شهدت أشبه بحرب خرائط بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي، وتم الاتفاق على تحديد 2 كانون الاول المقبل موعدا للجولة الخامسة.

وأوضح مصدر مطلع لـ “الأنباء الكويتية” “أن الوفد اللبناني برئاسة العميد الركن بسام ياسين تمسك بالموقف اللبناني، وأنه لا تنازل عن أي مطلب سابق تم عرضه وفق الوثائق التي قدمها وشرحها الوفد في جولة المفاوضات السابقة، لجهة ان المساحة لاتزال ٢٢٩٠ كم٢”. وقال المصدر ان “ما عرضه الوفد الإسرائيلي هو خريطة انطلقت من خط هوف أي التفاوض على مساحة 860 كم٢، رافضا البحث في الخريطة اللبنانية أو إمكانية البحث في أي مساحة إضافية أخرى”.

اقرأ أيضاً: الجولة الرابعة من «الترسيم».. تكتم يتكسر على صخرة «تخليت»!

من جهة ثانية، أشارت “المدن” الى ان  المفاوضات لم تحقق حتى الآن تقدماً. فكل طرف يتمسك بمطالبه ويتشدد أكثر من الآخر. وبعد أن طرح لبنان معادلة الحصول على 2290 كلم مربعاً، طرحت إسرائيل خطاً جديداً هو الخط 310 الذي يصل إلى نصف البلوك رقم 5 قبالة شاطئ صيدا. وهذا الخط يعني أن إسرائيل تطمع بحوالى 1 في المئة من البلوك رقم 10، وحوالى 60 في المئة من البلوك رقم 9، والبلوك رقم 8 كاملاً، وحوالى 40 في المئة من البلوك رقم 5.

طبعاً هذا الخط غير قابل لمجرد التفكير بالتفاوض حوله لبنانياً. وهناك من يعتبر أن رفع السقوف حالياً هدفه أن يصل لبنان في النهاية إلى الحصول على المساحة الكاملة المتنازع عليها، وفق ما ينص اتفاق الإطار. أي أن يحصل لبنان على 860 كلم. لكن ذلك سيكون مرتبطاً بالاتفاق الأوسع، والذي سيكون متوقفاً على مسار المفاوضات الإيرانية – الأميركية.

لا يمكن فصل مسار مفاوضات الترسيم عن احتمال تغيير الصيغة السياسية في لبنان أو تعديلها، ولا عن ملف الاستراتيجية الدفاعية. وكذلك عن عمليات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما. وهناك تركيز أساسي حول كيفية نقل هذه المنتجات وعبر أي أنبوب. هذا كله سيكون بحاجة إلى مسار طويل، قد يستغرق سنوات. وهناك معلومات تؤكد أن الضغط الدولي – حتى ولو حصل ترسيم الحدود – لن يسمح للبنان بالتنقيب قبل عقد اتفاق أساسي ونهائي يجعل الجنوب منطقة آمنة ومستقرة.

الجولة الاطول

وفيما كانَت التوقعات بأن تكون هذه الجلسة حاسمة، قالت مصادر عسكرية لـ”الاخبار” إن “هذه الجولة كانَت الأطول، وقد استمرت لأكثر من 4 ساعات، بعدَ طلب تمديدها لساعة إضافية من قبل الجانب الآخر”. وكشفت المصادر أن “الجلسة بدأت بجوّ صدامي، بعدَ تأكيد الوفد اللبناني طرحه، أي الخط الذي وضعه لبنان وتعمّق باتجاه الجنوب، بحيث يصل إلى حقل كاريش، وردّت عليه “إسرائيل” بخطّ 310 الذي يصل إلى ما بعد صيدا شمالاً، ما يعني قضم أجزاء من البلوك الرقم 9 و10 والبلوك الرقم 8 كاملاً وجزء من البلوك الرقم 5″، لافتة إلى “وجود محاولات ضغط للعودة إلى خطّ هوف، لكن لبنان لن يتراجع عن مطلبه”. وقالت المصادر نفسها إن “البحث لا يزال يتركز حول نقطة الانطلاق، والخط الذي يجِب اعتماده، وهو بحث تقني بامتياز”.

وبحسب المعلومات التي أوردتها “الجمهورية”، فإنّ الهوّة ما زالت واسعة بين الجانبين، حيث انّ الجانب اللبناني يؤكّد على حق لبنان بالمساحة التي تقع ضمن نطاق سيادته وحدوده البحرية الخالصة والتي تقارب الـ2300 كيلومتر مربع، وهذا ما تؤكّده الوثائق والخرائط التي يملكها لبنان، فيما الجانب الاسرائيلي يصرّ على أنّ المساحة المتنازع عليها لا تتجاوز الـ860 كيلومتراً مربعاً، وانّ المفاوضات حولها معقّدة بسبب لجوء الجانب اللبناني الى رفع سقف مطالبه.

السابق
تقرير يكشف مدى توغل «حزب الله» جنوب سوريا: وجود «أكبر من المعلن» في الجولان!
التالي
رسائل روحاني الأميركية