حكومة الحريري تسير اخر خطواتها بين الأفخاخ.. العقدة المسيحية تفرمل اندفاعة التأليف!

لا يزال الصمت يلف عملية التأليف الحكومي، ولكن على الرغم من التكتم تؤكد الأطراف المعنية ان التشكيل ماض على قدم وساق والأجواء ايجابية على ان نشهد ولادة حكومية في الأيام المقبلة بعد تذليل بعض العقد.

وتحدثت أوساط سياسية عن دفع قوي في اتجاه تذليل ما تبقى من عقبات لكي تأتي الولادة الحكومية متزامنة مع بداية السنة الخامسة من عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يتطلع الى حكومة تُصلح ما أفسدته الحكومات السابقة.

ولادة الحكومة خلال 4 أو 5 أيام

مشاورات التأليف تجري في دوائر ضيقة للغاية، والجميع يتكتم على تفاصيل هذا الملف، بخلاف ما كان يجري مع الحكومات السابقة، لكن الاجواء الايجابية تظلل المباحثات الحكومية التي تسير بلا عقد مستعصية حتى الآن، بدليل أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري توقع ولادة الحكومة خلال 4 أو 5 أيام، وهو ما أكدته مصادر اعلامية مقربة من تيار المستقبل لـ”القبس”، والتي كشفت أن اللقاء الاخير الذي جمع الحريري بالرئيس عون كان ايجابياً وبناءً وتطرق إلى وضع تصوّر أوليّ للحكومة وكيفية توزيع الحقائب على الطوائف.

اقرأ أيضاً: الوضع ليس على ما يرام.. معظم وفيات «كورونا» أمس لمرضى في منتصف العمر

وتشير المصادر إلى أن المسودة النهائية باتت شبه جاهزة، ما يعني أن الحكومة قد تبصر النور الإثنين في حال لم تطرأ أي عراقيل.

مصادر بيت الوسط نقلت لـ “الأنباء الالكترونية” إرتياح الرئيس المكلف سعد الحريري للإتصالات التي يجريها مع الأطراف ‏السياسية لاسيما مع عون، مشيرة الى ان اعلان تشكيل الحكومة أصبح قاب قوسين أو أدنى، ‏محددة نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل موعدًا لإعلان ولادة الحكومة بعدما تم تذليل معظم العقد‎.‎

المسودة الى عون خلال 48 ساعة

وكشفت المصادر أن الحريري سينقل إلى عون في الساعات الثماني والأربعين المقبلة مسودة أسماء الوزراء وهم في ‏غالبيتهم من الإختصاصيين الناجحين في أعمالهم والمشهود لهم بنظافة الكف وثقة الناس بهم، باعتبار انهم لا يشكلون ‏استفزازا لأحد. وأشارت مصادر بيت الوسط الى ان دائرة التباينات والاسماء والحقائب بين الرئيسين عون والحريري ‏أصبحت ضيقة جدا، متوقعة مفاجآت في إختيار الوزراء‎. ‎

بدورها أيضا مصادر متابعة لأجواء بعبدا نقلت لـ “الأنباء” إرتياح عون وفريقه السياسي للطريقة التي يعتمدها ‏الحريري في مقاربة الأمور بعيدا عن التشنج والإنفعالية. ورأت أنه لم يسجل عليه طيلة الأسبوع الفائت أي موقف ‏سلبي بخلاف المرات السابقة، وأنه يقابل السلبية والشروط بكثير من العقلانية والحكمة، وهذا ما عكس أجواء تفاؤلية ‏على مسار التأليف. ونفت المصادر علمها بوجود ضغوط تستهدف الرئيس المكلف، وأكدت أن عون وفريقه السياسي ‏والتيار الوطني الحر يتعاونون معه بكثير من الجدية والاهتمام وهم يسهّلون عملية التشكيل الى أقصى الحدود. ‏وأشارت المصادر الى ان موضوع الحقائب والاسماء لم ينته بعد، ولكنها على الأرجح أصبحت معروفة ولا تحتاج الى ‏نقاشات عميقة، مؤكدة على وحدة المعايير في الحقائب‎.‎

“الكتمان” والعقجة الدرزية

 الى ذلك، اشارت “الشرق الاوسط” الى ان مصادر في الثنائي الشيعي (أمل وحزب الله) لا تزال عند موقفها المتفائل لجهة ‏قرب إعلان الحكومة، مشيرة لـ”الشرق الأوسط” إلى أن كلام بري جاء بناء ‏على معطيات لديه، وهو الذي لا تنطبق عليه سياسة التكتم على غرار الأفرقاء ‏المعنيين بالحكومة والذين يتواصل معهم الحريري بشكل دائم، كاشفة أن العقدة ‏اليوم هي عند الحصة الدرزية بسبب تمسك رئيس “الحزب الديمقراطي” النائب ‏طلال أرسلان بالحصول على وزارة رغم أنه لم يسم الحريري وشن حملة ‏ضده‎.

العقدة المسيحية

وفيما رأت قناة “المنار” ان التأخر في تشكيل الحكومة عائد الى ان الرئيس عون يريد المداورة في الوزارات مع احتفاظه بالوزارات الأمنية (الدفاع والداخلية والعدل). أوضحت مصادر لـ”الجريدة” الكويتية، انّ “بوادر العقدة المسيحية بدأت بالظهور، وإن كان مستبعداً أن تطيح بالأجواء التفاؤلية”، مشيرة إلى “عودة العوامل الشخصية، معطوفةً على النكايات السياسية، للتحكّم باللعبة ككلّ، خصوصاً وسط انعدام التواصل بين رئيس الحكومة المكلف الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل”.

السابق
الوضع ليس على ما يرام.. معظم وفيات «كورونا» أمس لمرضى في منتصف العمر!
التالي
بعد الاعتداءات الارهابية أمس.. حادث أمني جديد في فرنسا