آلية جديدة لتأليف الحكومة..الحريري يتعاطى بليونة وواقعية مع القوى السياسية!

الرئيس إيمانويل ماكرون وسعد الحريري

المرحلة الصعبة التي مر بها الرئيس مصطفى اديب وفي ظل عرقلة داخلية وعدم تغطية دولية كاملة لجهوده في تأليف الحكومة، باتت وراء الرئيس المكلف سعد الحريري والذي يعتمد اسلوب جديد في التعاطي مع القوى السياسية.

مصادر مواكبة أكدت عبر “الأنباء” ان الآلية الجديدة المتّبعة في التأليف “توحي أن شيئا ما يُحضّر، وأن الأمور تسير في اتجاه تشكيل الحكومة في وقت ليس ببعيد، وأن نتائج المشاورات التي أجراها الحريري مع الكتل النيابية والتي أبلغها لرئيس الجمهورية ميشال عون بالاضافة الى مداولات الرئيسين بخصوص تشكيل الحكومة، تؤشر الى تحوّل ايجابي في مسار الأمور، لا سيما وأن الحريري غيّر الكثير من الاسلوب المتبع في تشكيل الحكومات بدءا من الزيارات البروتوكولية لرؤساء الحكومات السابقين مكتفياً بالاتصال الهاتفي ما وفّر عليه زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب”.

المصادر اعتبرت أن “الحريري استفاد جدا من التجربة التي مرّ بها السفير مصطفى أديب قبل أن يصطدم بالمعرقلين ويعتذر عن التأليف، ولقد عرف من خلالها أن التشبث بالمواقف لا يوصل الى شيء، وعليه فإنه يبدي ليونة واضحة في طريقة التعامل مع القوى السياسية، مستفيداً من الواقع الجديد الذي تمثل بالقوى التي لم تسمّه وهذا ما يجعله غير ملزَم بتنفيذ مطالبهم”.

وتقول المصادر ان “الحريري الذي ما زال يشدد على حكومة اختصاصيين يرى نفسه ملزما أدبياً بطرح أسماء وزراء اختصاصيين مقربين من الكتل التي أيدته لتشكيل الحكومة، وإذا كان ليس لديه مشكلة بتسمية الوزراء السنة والدروز يبقى عليه العمل على أسماء الوزراء الشيعة وما يهمّ الثنائي الشيعي في هذا المجال الاحتفاظ بحقيبة المال، بالاضافة الى الوزراء المسيحيين الذين سيكون لرئيس الجمهورية حصة منهم”.

إقرأ أيضاً: المبادرة الوطنية لإستعادة السيادة وتحرير لبنان من الوصاية

تزامناً، أكدت مصادر بيت الوسط عبر ان “الأمور تسير في الاتجاه الصحيح”، وتمنت على القوى السياسية وتحديداً الثنائي الشيعي عدم التمسّك بوزرائهم “كي لا تنتقل العدوى الى القوى السياسية الأخرى وتعود الأمور الى المربع الأول، وهو ما لم يقبل به الرئيس المكلّف”.

بدورها، أشارت مصادر بعبدا إلى أن “تشكيل الحكومة منوط بالرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية دون سواهما، وهما متفقان على هذا الموضوع الذي لم يعد يحتمل لا التأويل ولا المزايدة، وأن الأمور ذاهبة بالاتجاه الصحيح”، مرجحة ان ينطلق مسار التأليف الاسبوع المقبل وأن “الحريري سيضع عون في أجواء اتصالاته ولقاءاته قبل الدخول في أسماء الوزراء وتوزيع الحقائب”.

من جهتها، أكدت مصادر عين التينة ان الأمور “ماشية” وأن “وزارة المال ستكون من حصة كتلة التنمية والتحرير، ولغاية الآن لم يطرح معها الرئيس المكلف موضوع المداورة في الحقائب بانتظار اللقاءات التي ستجري معه الأسبوع المقبل”.

السابق
لقاء عون – الحريري إيجابي..وملامح أولية لحكومة الإختصاص!
التالي
الضمير مفقود من حيتان السياسة والتجارة.. مرضى القلب بلا دواء!