الكنيسة المارونية و17 تشرين..الراعي «يلامس» الثورة «من بعيد» ولا ينتسب إليها!

شعلة الثورة
التبدلات في خطاب البطريرك الماروني بشارة الراعي، لم تكن وليدة ثورة 17 تشرين الاول فقط والتي حاولت الكنيسة المارونية التمايز عنها منذ اللحظة الاولى. فمشت بين النقاط سايرت العهد وحاكم مصرف لبنان، وحاولت ان تكون على مسافة واحدة من الثورة والشارع وانين اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً من احزابهم المسيحية والتي كانت ولا تزال في السلطة اي "التيار الوطني الحر".

تحدث الراعي بخطاب مغاير كلياً عما دأب عليه طوال 9 سنوات من تاريخ توليه سدة الكنيسة المارونية لانطاكية وسائر المشرق، وخلال دفن البطريرك الماروني الراحل بطرس صفير، في 15 ايار 2019.

وخلال دفن تأبينه وصّف الراعي وفي خطابه المراحل التي عاشها صفير، ولم يظهر انه يتبنى هذا الموقف او “يتقمصه” او يحاول ان “يرث” هذا الدور بعد وفاة صفير.

التقارب الاول بين بكركي وثورة 17 تشرين الاول كان في نيسان الماضي عندما اجتمع الراعي بـ65 شخصية من قيادات الثوار وعرض عليهم ورقة تربوية

وتطرق الى الاهانات التي تعرض لها صفير خلال الحرب الاهلية والتي قام بها مناصرون للعماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، وهو تطرق اليها خلال وجود الرئيس عون واركان التيار الوطني الحر ونوابه ووزرائه.

كما وصّف الراحل بأنه بطريرك الاستقلال الثاني اي انه يعتبر كما كل الموارنة باستثناء الوزير السابق سليمان فرنجية ان الوجود السوري في لبنان كان إحتلالاً وان خروج الجيش السوري من لبنان كان “تحريراً” قامت فيه “المقاومة المسيحية” بشكل سلمي وسياسي بعدما حملت السلاح في وجه الجيش السوري إبان الحرب الاهلية.

بالاضافة الى ذلك تطرق الى ملف السلاح والسيف والصاروخ، عندما قال ان الراحل قاوم سياسياً ولم يحمل سلاحاً او سيفاً او صاروخاً وفي هذا الكلام رسائل الى من يحمل السلاح في لبنان الى “سلاح المقاومة” والتي تتميز بترسانة الصواريخ الموجهة الى صدر العدو الصهيوني لردعه.

الحياد والثورة

واليوم توحي المواقف التي يطلقها اسبوعياً الراعي انه مصمم على المضي قدماً في «جبهة الحياد» التي يقودها من دون ان يكون لها إطار محدد ، او شكل محدد، او رافعة سياسية واضحة وبالتالي خارطة طريق لتحقيق الاهداف التي اعلنها في وثيقة الحياد في 7 آب الماضي.

وخلال تشرين الاول وقبل اسبوعين من الذكرى السنوية الاولى لانطلاقة ثورة 17 تشرين الاول، التقى الراعي لقاء النواب السبعة المستقيلين: بولا يعقوبيان، ميشال معوض، نعمة افرام، هنري حلو، سامي الجميل، نديم الجميل والياس حنكش.

إقرأ أيضاً: ثورة تتجدد بين «التشرينين »..وصوتها يتردد من السراي إلى الأليزيه!

وهؤلاء يجمعهم تلاقي الخطاب مع الثوار ويرفعون المبادىء نفسها، وقد وجدوا في بكركي ضالتهم لبداية جبهة تنادي بالانتخابات النيابية المبكرة وبحكومة اختصاصيين وبحصر السلاح مع الدولة وبالحياد عن الصراعات المحيطة بلبنان والمشاريع الاقليمية والدولية الهدامة.

التقارب الاول بين الراعي والثورة

التقارب الاول بين بكركي وثورة 17 تشرين الاول كان في نيسان الماضي، حيث كان الراعي يعد لورقة تربوية في شهر نيسان الماضي ورغب قبل عرضها على الشباب ان يعرضها على بعض من رموز وقيادات في الثورة.
وكان العميد جورج نادر من الشخصيات التي نقلت رغبة البطريرك هذه.

واجتمع الراعي مع 65 شخصية ومن بينهم الدكتور بسام الهاشم وهو باحث في علم الاجتماع السياسي وناشط في ثورة 17 تشرين الاول 2019 وشارك في مجموعة كبيرة من المبادرات ومنها تأسيس هيئة تنسيق الثورة وهو ايضاً من مؤسسي “التيار الوطني الحر” واستقال بعد خلاف عميق مع رئيس “التيار” النائب جبران باسيل في آذار من العام 2018.

لقاءات دورية لم تحصل مع بكركي

ويقول الهاشم ان خلال الاجتماع مع الراعي في بكركي طرح الراعي العديد من البنود واهمها الدولة المدنية التي رحبنا بها.
كما تم الاتفاق على لقاءات دورية مع البطريرك. ويوضح الهاشم ان بعد اللقاء بدأت تظهر التباينات بين مكونات الثورة فهي لا تضم شخصيات متجانسة او تمتلك تصوراً مشتركاً واضحاً في كل القضايا، رغم ان المشترك بينها هو رفض الواقع السياسي وبقاء هذه الطبقة المتسلطة.

العلاقة جدلية بين الثورة والراعي وبعبدا
العلاقة جدلية بين الثورة والراعي وبعبدا

ومن بين الاختلاف هي الرؤية للسياسة الخارجية وسلاح “حزب الله” والعلاقة مع الحزب ودوره.

لقاء لتوحيد الجبهات

ويكشف الهاشم عن محاولات عدة خلال العام الماضي لتوحيد الجبهات الثورية. ويأمل ان يكون المؤتمر الذي سيعقد في 25 تشرين الاول في فندق “لوريال” وسيكون جامعاً والهدف منه استيعاب مناضلين في مختلف الاختصاصات والمأمول منه ان يخرج بمشروع وجملة توصيات تشكيل لجنة متابعة وهناك مطالبة بأمانة عامة لتقود هذه الحركة وبتوصيات اسياسية.

وهناك 4 محاور اساسية تتلاقى حولها مجموعات الثوار: مكافحة الفساد واسترجاع المال المنهوب وانتاج قانون إنتخاب جديد على قاعدة الذهاب الى انتخابات تنتج طبقة تمثيلية جديدة وتطبيق ما لم يطبق من احكام الدستور والمادة الـ22 التي تدعو الى انهاء حكم المجلس الواحد والذهاب الى نظام المجلسين اي انتخاب مجلس للشيوخ وتحرير المواطنة من هيمنة الطوائف.

وتطبيق المادة 95 التي تنص على انشاء الهيئة العليا لالغاء الطائفية السياسية وإطلاق عملها واعتماد اللامركزية الادارية الموسعة والتي تخفف من حدة الصراعات وتعزز المشاركة الشعبية في إدارة النظام السياسي.

ويقول الهاشم ان بداية الثورة كانت مع إنتفاضة المتقاعدين في الصيف الماضي والذي سبق ثورة 17 تشرين الاول بعام، عندما فرضت الدولة ضرائب مهولة على المحسومات التقاعدية التي اقتطعت من مداخيل ومعاشات الموظفين قبل تقاعدهم.

بسام الهاشم لـ”جنوبية”: يعقد لقاء في 25 تشرين الاول في فندق “لوريال” وسيكون جامعاً والهدف منه استيعاب قيادات ثورية من الاختصاصات كافة وتوحيد طاقاتها في جبهة واحدة

ومن ثم اتت حرائق الشوف التي كشفت حقيقة الفساد والسرقات وعدم تصليح وتأهيل الطائرات لاستعمالها في إطفاء الحرائق ومن ثم اتت مبادرة محمد شقير لفرض ضريبة على الواتس اب بقيمة 6 $ شهرياً.

وينتقد الهاشم الحاكم بأمره في مصرف لبنان ونصبته اميركا من 27 عاماً ويخالف قانون النقد والتسليف وصولاً الى نهب اموال المودعين.

السابق
ثورة تتجدد بين «التشرينين »..وصوتها يتردد من السراي إلى الأليزيه!
التالي
السلاح المتفلت يضرب جنوباً..و«كورونا» يَخلط الأوراق تربوياً وإقتصادياً!