ثلاثة ايام تفصل القوى السياسية عن اللحظة المرة الخميس المقبل وهو موعد الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا، فإما ان تبقى في موعدها ويكلف خلالها الرئيس سعد الحريري وإما تؤجل وتضيع الفرصة مرة جديدة ويبقى البلد محط تجاذب وأخذ ورد.
وتكتسب الأيام الاتية بدءا من اليوم ربما وفق معلومات “النهار” أهمية كبيرة للغاية في ظل تحركات واتصالات ولقاءات ستكتسب دلالات مهمة وبارزة من شأنها بدء رسم الصورة السياسية الأساسية لاستمزاج المراجع الرسمية وفي مقدمها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري موقفهما من احتمال تكليف الحريري ومن بعدهما مواقف القوى السياسية والحزبية من هذا التكليف.
برنامج الحريري وهوية الحكومة
الامر يتصل وفق المعلومات ببرنامج الحريري للتكليف والتأليف واي حكومة واي برنامج بما يعني ان كل القوى المعنية سيكون عليها تحدد مواقفها من هذا الاستحقاق على أساس فرصة الإنقاذ الأخيرة التي تقدمها المبادرة الفرنسية.
وإذ يصعب من الان اطلاق التقديرات المسبقة حيال مواقف الافرقاء بدا واضحا ان ما صدر من بيانات ومواقف علنية لبعض الافرقاء كالتيار الوطني الحر او من تسريبات عن شروط للثنائي الشيعي إنما تهدف الى رسم سقوف عالية للتفاوض قبل بدء جولة الاتصالات والمشاورات الجدية حول احتمال تكليف الحريري.
إقرأ أيضاً: ماكرون يعلن الحرب على الإسلام..الطفيلي ينتقد صمت علماء ايران والسعودية!
ويبدو من المعطيات المتوافرة ان ثمة أجواء مغايرة لتلك التي سادت قبل 48 ساعة بما يعكس حصول مراجعات سياسية هادئة لدى القوى الأساسية حيال الموقف من الاستحقاق الحكومي وترشيح الحريري كما ربما لتبلور معطيات داخلية وخارجية متصلة بهذا التطور الامر الذي يفسر بدء اطلاق الشروط حول التكليف المحتمل للحريري من مثل الإصرار على تسمية الثنائي والتيار الوطني الحر وزراءهم.
وفي أي حال لن يكون ممكنا رسم الصورة التقريبية للمواقف النهائية من تكليف الحريري قبل الاربعاء المقبل اذ ان هذه المهلة ستشهد حركة استثنائية تتجمع المعطيات في ظلها لتكون الكتل النيابية قادرة على اتخاذ مواقفها النهائية عشية الموعد الرسمي للاستشارات في قصر بعبدا.
