لعبة الجنوب السوري.. اشتباكات دامية بين أطراف محلية والنظام يتخبط!

السويداء
أحداث دامية شهدتها مدينة السويداء في ريفها المتاخم إدارياً لمدينة درعا كما وصف إعلام النظام المرتبك في دعم رواية الإرهاب القادم للسويداء إلى الغرب، أو الصمت حيال الدعم الروسي للفيلق الخامس في درعا المنضوي تحت جيش الأسد!

يمكن وصف الوضع الميداني في جنوب سوريا بأنه الأكثر تعقيداً من زوايا عديدة، حيث يغيب الإعلام المحلي على الأرض وتصل رواية النظام منقوصة في الوقت الذي يبدو مستقبل درعا مهد الثورة السورية مجهولاً أمام سعي إيران للتمدد مجدداً نحوى الحدود الجنوبية المتاخمة لإسرائيل.

فقد شهدت أطراف مدينة السويداء مساء أول أمس اشتباكات عنيفة أعادت الصراع المسلح إلى الواجهة، في اختلاط واضح للمفاهيم نظراً لتعدد أوجه الانتماء والولاءات للجماعات المتصارعة.

حيثُ حدثت المجابهات بين فصيل رجال الكرامة الذي يتواجد في السويداء وهو المنبثق عن الحركة التي أسسها الشيخ الراحل وحيد البلعوس، وبين الفيلق الخامس التابع بالولاء لروسيا والذي يقوده أحمد العودة الاسم المريب في معارك الجنوب خاصة بعد اتفاقيات درعا مع النظام السوري قبل عامين.

يبحث النظام السوري عن أي فرصة لاقتحام السويداء لكن تعيقه الارتباطات الإقليمية وموقف الدروز الموالي في جزء كبير منه لبقاء النظام!

وبعد هجوم الفيلق الخامس على مزارع بلدة “القريا” في ريف السويداء ومطالبة جهات محلية من السويداء انسحاب عناصر الفيلق من المزارع التابعة للبلدة، حدث الصدام الذي أوقع عدد من المقاتلين والذين يطلق عليهم محلياً اسم “الفزعة” أي الذين هبّوا لتلبية نداء أحد استغاث بهم، وشيعت جثمانيهم يوم أمس في الملعب البلدي بمدينة السويداء بعدما سادت حالة غضبحدث على إثرها طرد أمين حزب البعث من المشاركة في التشييع.

بالمقابلة تدخلت أصوات درزية على الخط مطالبة أحمد العودة بالانسحاب من مزارع القريا مع إقحام الوسيط الروسي في عملية الضغط عبر اتصالات حدثت بين مشايخ في الطائفة والمبعوث الروسي في سوريا.

حالة التخبط

حالة الريبة بلغت أوجها في الخطاب المتناقض بين الطرفين، فرجال من حركة الكرامة اعتبروا هجوم الفيلق الخامس اعتداء إرهابي على الجيش السوري، خاصة أن قوات الدفاع الوطني التي تتبع في ولاءها للجيش السوري قاتلت في الاشتباكات فارتفع صوت بعض المشايخ للمطالبة بدخول الجيش السوري إلى مزارع القريا لحماية المنطقة وهو السيناريو الذي يسعى النظام لصناعته في السويداء منذ عدة أعوام وينتظر الحجة لذلك.

بالمقابل أصدر الفيلق الخامس بياناً شرح فيه ماحدث وعنون البيان باسم “الجمهورية العربية السورية – الجيش السوري- الفيلق الخامس” أي أنّ الفيلق اعترف رسمياً بوجوده تحت لواء الجيش السوري الذي يدّعي مقاتلو السويداء أنهم في حمايته أيضاً، وجاء في البيان تكذيب لروايةمقاتلي السويداء بتخطيط الفيلق الخامس للهجوم على المدينة، وأنه ردّ الهجوم السافر الذي قامت به ما وصفها بالـ”عصابات” الخارجة عن نطاق الدولة.

ظهر الفيلق الخامس كبوابة للصراع بين النفوذ الإيراني والروسي في الجنوب السوري والنظام يتفرج دون قدرة على التدخل!

ولكي تتضح الصورة أكبر، وقع النظام السوري في حالة التخبط، فهل يقف في خطابه الإعلامي مع الهجوم على مزارع القريا وينعت “العودة” بالإرهابي كما علَت أصوات موالية في السويداء ويحقق هدف إيران في عزل العودة عن قيادة الفيلق لإقحام شخصية أكثر قرباً من طهران تساعد في عودة الهيمنة الشيعية على مدينة بصرى الشام مركز تواجد الفيلق الخامس، أو يقف إعلام النظام مع الفيلق الخامس في نعته المسلحين في السويداء أي “رجال الكرامة” بالعصابات الخارجة عن القانون ما يسنح للنظام بالتدخل في السويداء عبر وحدات من الجيش تقبض على المدينة الخارجة بشكل شبه كامل عن سلطته منذ سنوات.

تعقيدات الجنوب تفرض ثقلاً إقليمياً في وضع مربك أصلاً، تزامناً مع الانتخابات الأميركية من جهة وعدم رغبة الدول الإقليمية إعادة تحريك جبهة الجنوب عسكرياً وتخبط إيران في إحداث بلبلة في منطقة جديدة تعيد لها الحضور وتقض مضجع الند الروسي في الجغرافيا السورية.

السابق
بعد مخاوف من وصول الدولار إلى 10 آلاف ليرة..تأرجح بطيىء صعوداً ونزولاً!
التالي
بري يرفع الضغط الاميركي عنه..إتفاق إطار لترسيم الحدود في عهدة عون والجيش!