سليمان لـ«جنوبية»: اللبنانيون والشيعة رهائن في يد إيران إلى حين حل منظومة الغاز

حارث سليمان
لطالما كانت الازمات التي تعصف ببلاد الارز "حمالة أوجه وأبعاد" في كل الازمنة والحقبات، ففي عهد الجمهورية الاولى كان يقال أن الحرب الاهلية وصراعاتها الدموية هي "حرب الاخرين على أرض لبنان"، واليوم وبعد إتفاق الطائف وبعد أن ُسحبت البنادق وحلت مكانها حروب الحصص والمكتسبات الشخصية والحزبية والطائفية بات هذا النوع الجديد من الحروب يخاض أيضا برعاية (إقليمية أو دولية) عند أي تشكيل لحكومة أو توزيع لمشاريع إعمار أو تعيينات بكافة أنواعها وأحجامها، للحفاظ على حقوق هذه الطائفة وذلك الحزب.

اليوم يعيش لبنان هذا النوع من المعارك فمع إعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب عن إكمال مشواره الحكومي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”عدم قدرته على إنجاح مبادرته خلال الشهر المنصرم بسبب الخيانة الجماعية التي مارستها الطبقة السياسية، ممددا الوقت إلى ستة  أسابيع أخرى  معطيا  المسؤولين اللبنانيين فرصة أخيرة للوفاء بتعهداتهم التي سبق ان قطعوها له ومن ثم عادوا ونكثوها، علّ المبادرة الفرنسية تنجح هذه المرة  في تشكيل “حكومة مهمة” تنقذ البلاد من”الهبوط السريع” في جهنم وتنال ثقة المجتمع الدولي وتشجعه على مساعدة لبنان، فما سبب فشل المبادرة الفرنسية في إحداث خرق جدي يدفع الحكومة إلى النور حتى الان بالرغم من الضغط الفرنسي الكبير الذي يمارس على كافة الافرقاء؟ 

يجيب الناشط السياسي الدكتور حارث سليمان “جنوبية” على هذا السؤال بالقول أن “معنى المبادرة الفرنسية هو تأليف وزارة مستقلة عن كل الاحزاب بمن فيهم أمل وحزب الله لكن  تفاجأ اللبنانيون بالاصرار الثنائي على المشاركة لماذا؟ لأن باقي الاحزاب التي شاركت في الحكومات السابقة إرتكبت الفساد وحولت المال العام إلى غنيمة واردات الدولة إلى حصص تتقاسمها”، لافتا إلى أن “الثنائي لديه أجندة أخرى فهم  يسلكون هذا السلوك  تنفيذا لتعليمات من إيران مفادها أن المبادرة الفرنسية كي تمر في لبنان يجب دفع ثمن له علاقة بتجارة  وإستخراج الغاز القائمة شرق المتوسط  حيث أن فرنسا متفقة مع مصر وإسرائيل وقبرص واليونان على خط غاز، في حين ان الغاز الروسي والقطري والإيراني لم يعد متاحا له المرور للوصول إلى أوروبا “.

 “المالية”  شهدت فشلا ذريعا خلال توليها من قبل خليل في جميع الملفات

يشدد سليمان على أننا “ندفع ثمن إبتزاز إيران لمنظومة الغاز القائمة في البحر المتوسط ونحن كلبنانيين وشيعة رهائن  في يد إيران إلى حين حل هذه المسألة وإلا فنحن ذاهبون كما بشرنا الرئيس عون إلى جهنم”، لافتا إلى أن “للقيام بالاصلاحات في لبنان علينا حفظ المالية العامة والدول الغربية والعربية لن تدفع أموالها لوزارة مالية يتولاها وزير على شاكلة علي حسن خليل ولإنقاذ الوضع الاقتصادي اللبناني يجب أن يتولى وزارة المالية وزير مقبول دوليا إلا إذا توهمنا أنه يمكننا خداع المجتمع الدولي”.

يضيف:”من يعرقل المبادرة الفرنسية هو رئيس مجلس النواب نبيه بري حين قال أنه لن نشارك في الحكومة إلا إذا أعطينا حق تسمية الوزراء الشيعة ووزارة المالية في حكومة الرئيس المكلف مصطفى أديب، وهذا يعني أنه بالظاهر من يعرقل الحكومة هي الثنائية الحزبية أمل وحزب الله” .يشير سليمان إلى أن “الثنائية الحزبية لأمل وحزب الله لا تريد إلا أن تكون وزارة المالية من حصتها وأن تسمي وزراء الشيعة في ظل القواعد الموضوعة في المبادرة الفرنسية والتي تنص على تأليف حكومة إختصاصيين مستقلة عن الاحزاب”، لافتا إلى أنه “حين تطلب الثنائية تسمية الوزراء الشيعة هذا يعني أنهم هم المعرقلون وأنها ترفض المبادرة الفرنسية  من دون تلطي أو مواربة”. 

سليمان

ويوضح “لو أن المبادرة تنص على أن تضم الحكومة أحزاب لكانت التسمية ذهبت إلى الرئيس الحريري مثلا وليس للرئيس مصطفى أديب وهذا يعني ان تسمية أديب هي تسمية مستقلة عن تيار المستقبل”، لافتا إلى أنه “حين وصلت الامور إلى الوزراء الشيعة لم تقبل الثنائية الشيعية  أن تتبع نفس القواعد بل أنها أصرت على الحصول على وزارة المالية بالرغم من أن هذه الوزارة شهدت فشلا ذريعا خلال توليها من قبل الوزير خليل في جميع الملفات، بدءا إدارة أموال الدولة وتقدير كلفة سلسلة الرتب والرواتب وجباية الجمارك وعائدات الريجي وصرف الاموال العامة على جمعيات وهمية “.

السابق
كلمة لنصرالله غداً رداً على ماكرون: تحميل الثُنائي مسؤولية فشل المبادرة تجنٍّ وظُلم!
التالي
زينة مكي تكشف عن حفل زواجها من الملحن نبيل خوري