«حزب الله».. بين تخزين الأسلحة وتصدير الرعب!

حزب الله
ما زالت معضلة تخزين الأسلحة الشخصية والنوعية التي يقوم بها حزب الله بين المدنيين في لبنان ما زالت مثار جدل فقهي وسياسي كبير في الوسط الشيعي، ذلك أن معظم هذه الأسلحة يتم تخزينها في المناطق ذات الأغلبية الشيعية، وبعضها يُخزَّن بالتعاون مع بعض الحلفاء في مناطق تسكنها طوائف أخرى ...

تم توجيه سؤال فقهي يوماً للمرجع الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني مفاده “هل يجوز لحزب الله ان بقصف مواقع إسرائيلية وسط التجمعات المدنية فتردَّ إسرائيل على القصف بقصف التجمعات المدنية؟ فأفتى السيد الخميني يومها بما مفاده بأنه مع العلم بأن الرد سيكون هكذا فإن القصف من وسط التجمعات المدنية يكون حراماً .. وكذا سئل السيد الخميني في : ” أحكام الجبهة ” فيما لو تمترس وتترس العدو بالمدنيين وأردنا قصف تجمعاته العسكرية التي جعل المدنيين متاريس لها، فهل يجوز في مثل هذه الحالة قصف هذه التجمعات العسكرية المتترِّسة بالمدنيين ، فأجاب السيد الخميني بعدم الجواز .. إلى كثير من الأحكام الشرعية الفقهية التي أفتى بها السيد الخميني وجُمع بعضها في كتاب : ” أحكام الجبهة ” المطبوع باللغة الفارسية ..  

حزب الله يطيح بفتوى الخميني!  

وفي لبنان وبعدما تمكن حزب الله من إعادة هيكلة بنيته العسكرية وتطوير قدراته التسليحية بعد حرب تموز 2006 حتى قُدِّرت صواريخه النوعية الذكية وغير الذكية بما يقارب المئتي ألف صاروخ، إلى جنب القطع الحربية الأخرى المختلفة من راجمات الصواريخ وقواعد إطلاق الصواريخ المضادة للدروع المتخصصة في تدمير دبابات الميركاڤا الإسرائيلية والآليات العسكرية المتعددة الاستعمالات والطائرات المسيرة، إلى جانب قطع السلاح الفردية المقدرة بأكثر من نصف مليون قطعة ما بين رشاشات متعددة ومسدسات مختلفة الأغراض وقاذفات متنوعة، إلى جانب ذخائرها البالغ تعدداها ملايين الطلقات،وكلها بحاجة إلى تخزين إلى درجة صرَّح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مراراً بأنه لم يعد لدى حزب الله قدرة على تخزين هذه الأسلحة لكثرتها حيث ضاقت بها مخازن الحزب وبدأ بالبحث عن أماكن جديدة للتخزين، مما اضطره لتخزين كميات كبيرة منها وسط البيوت المدنية في كثير من المناطق ..  

ويأتي انفجار أحد هذه المخازن بالأمس في بلدة عين قانا الجنوبية في منطقة إقليم التفاح وسط ارباك وتناقض في التصريحات من قبل إعلام حزب الله، يأتي هذا الانفجار ليؤكد من جديد مخاطر تخزين الأسلحة وسط المدنيين، وهو الأمر الذي حذرت منه الجهات العلمائية مراراً وتكراراً، وقد ذكرنا فتوى الامام الخميني بهذا الخصوص أنفا وهي تطابق تقريبا فتاوى جميع مراجع التقليد عند الشيعة. 

وتفاوتت تصريحات الحزب حول هذا الانفجار بالأمس لتغطية الحقيقة، فمع لحظات الانفجار الأولى – والذي أحدث أضراراً مادية في العديد من المنازل المجاورة – صرَّحت قناة المنار بأن أسباب الانفجار مجهولة، ولما بدأ الجيش اللبناني تحقيقاته في أسباب الانفجار صَرَّحت بعض وسائل تواصل جيش حزب الله الإلكتروني بأن سبب الانفجار هو ألغام وعبوات وذخائر من مخلفات الحروب الإسرائيلية على الجنوب، في حين كشفت وسائل إعلام لبنانية عن كون الانفجار ناجم عن أسلحة وذخائر في أحد مستودعات حزب الله في الجنوب، ويظهر أن الحزب من خلال تصريحاته المتفاوتة يريد تضليل التحقيق ليُبعد الأنظار عن تخزينه لقسم كبير من أسلحة ترسانته العسكرية وسط التجمعات السكنية في مختلف المناطق اللبنانية! 

ويأتي ذلك في إطار الاحتماء بالمدنيين وجعلهم دروعاً بشرية في أي حرب قادمة متوقعة مع العدو الصهيوني، فهل سيبقى سلاح حزب الله هو أهون الشرَّين وأخف الخطرين قياساً على ما تُعدُّه إسرائيل حسب قولهم، ام ان ارتباط الحزب بايران سيجعل من هذا السلاح ذريعة لتدمير لبنان ؟  

السابق
رقم قياسي جديد لعدّاد الكورونا في لبنان.. والوفيات تتخطّى الـ10!
التالي
شامية عن مبادرة الحريري: أخذ قرار «الانتحار السياسي»!