«حزب الله» المأزوم..شعبوية تُطيّف «الكورونا»!

شيخ سني والهيئة الصحية

بين 17 آذار من العام 2014 و7 ايلول 2020، المؤكد ان “حزب الله” لم يتغير، رغم تبدل المشهد المكاني والجغرافي والحدثي.

في التاريخ الاول ظهرت صورة لمقاتل من “حزب الله” وهو  يؤدي التحية العسكرية لتمثال السيدة العذراء في يبرود. واريد من هذه الصورة التأكيد على حرص “حزب الله” على مسيحيي المشرق عموماً ومسيحيي سوريا خصوصاً وانه “حرر” يبرود “من “النصرة” كرمى لعيونهم.

واليوم وبعد 6 سنوات وبضعة اشهر، وفي التاريخ الثاني نشر “حزب الله” صوراً عدة لمقاتليه في “الهيئة الصحية الاسلامية” وهم يدفنون موتى “كورونا” عند الطائفتين السنية والمسيحية وفي كلتا الصورتين يحرص الحزب على إظهار رجل دين مسيحي وسني مع مسعف بزي “الهيئة، للتأكيد انه لا يميز بين الطوائف وانه مع وحدة الاديان والمذاهب.

"الهيئة الصحية" تدفن احد المسيحيين المصابين بكورونا
“الهيئة الصحية” تدفن احد المسيحيين المصابين بكورونا

يؤكد ما سلف وفق مصادر متابعة لـ”جنوبية”، ان “حزب الله” يسعى الى غسل الادمغة وأدلجتها بما يتواءم مع توجهاته السياسية والحزبية والشمولية الى مخاطبة “الوعي للجمعي” للشيعة عبر تمجيد بطولاته، وان رجاله من اصناف البشر الذين لا يقهرون وانهم حاضرون في “كل ساح” وانهم “مقاومون” بالفطرة لكل الصعاب والمشكلات وجاهزون للتغلب عليها.

بداية انكسار لشعبية “حزب الله”

في المقابل تقرأ المصادر في الصورتين بداية انكسار لشعبية “حزب الله” وإدعاءاته انه حاصل على تأييد شعبي عابر للمناطق والطوائف.

فبالامس القريب خلال إنفجار المرفأ وتشييع ضحاياه، وجه المسيحيون بشكل واضح اصابع الاتهام الى “حزب الله” وانتقدوا امينه العام وكالوا له ولحزبه الشتائم. وقبلها عُلّقت مشانق القيادات السياسية بما فيهم امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله.

وبينهما خرج البطريرك الماروني ليطالب بالحياد وبضم السلاح المتفلت الى حظيرة الدولة والشرعية. في حين كان المسيحيون ينتفضون في قرى الجبل وبعبدا ضد مخازن السلاح الموزعة في مناطقهم والتي أمنها للحزب تحالفه مع التيار البرتقالي وصهر العهد ورئيسه.

يجد “حزب الله” ضالته في إنتصار وهمي “كوروني” بعد فشل كل العراضات ومراكز العزل والتي انشئت للمزايدة الاعلامية والسياسية مع “حركة امل” ولجمع التبرعات

في الموازاة خرج انصار “حركة امل” في بلدة اللوبية ليرددوا خلال تشييع قتيل للحركة برصاص مقاتل من “حزب الله”، “ان نصرالله هو عدو الله”، وكذلك فعل عرب خلدة وعشائرها عند تشييع الطفل حسن غصن والذي قتل ايضاً برصاص عناصر “حزب الله” ليرددوا  “ان نصرالله هو عدو الله”.

إقرأ أيضاً: الأزمات المتفاقمة تُسابق العتمة الشاملة.. و«الكورونا» يَفتك بالجسم الطبي!

وتخلص المصادر الى ان كل ما تقدم يؤكد حجم مأزق “حزب الله” الشعبي والسياسي وحاجته اليوم الى “نصر اعلامي”، وبروباغندا غير مكلفة شعبياً او سياسياً ويمكن الاستفادة منها شعبوياً ومن دون اي خسارة معنوية او سياسية.

فالصراع مع العدو والرد على مقتل علي كامل محسن بغارة اسرائيلية في سوريا منذ ما يزيد عن شهر مكلف الى درجة حرب لا يطيقها نصرالله والحزب بينما ينتظر جماهيره هذا الرد الذي لن يأتي قريباً وفق ما يتردد.

لذلك يجد “حزب الله” ضالته في إنتصار وهمي “كوروني” بعد فشل كل العراضات ومراكز العزل والتي انشئت لغاية واحدة وهي المزايدة الاعلامية والسياسية بين “حركة امل” و”حزب الله”، ولجمع التبرعات واستقدام المساعدات الخارجية والمخصصة للكورونا والتي أتت عبر وزارة الصحة الى مستشفيات الحزب ومستوصفاته من ايران وغيرها .

مقاتل "حزب الله" امام عذراء يبرود
مقاتل “حزب الله” امام عذراء يبرود
السابق
الأزمات المتفاقمة تُسابق العتمة الشاملة.. و«الكورونا» يَفتك بالجسم الطبي!
التالي
أجواء رمادية «تقبض» على لبنان.. وعقوبات أميركية على فنيانوس وعلي حسن خليل!