لافروف في دمشق.. زيارة محمّلة برسائل مصيرية للأسد!

لافروف الأسد

غاب الحدث السوري عن صدارة وسائل الإعلام في ظل التغيرات الإقليمية، ولم يغب الألم السوري بأشكاله المتعددة وسط تجاذبات دولية تعقّد شكل النزاع أكثر رغم هدوء أصوات المدافع، ليصل وزير الخارجية الروسي إلى دمشق اليوم ويقابل الأسد في زيارة دبلوماسية لا تبدو أنها عابرة أبداً لتوقيتها الحساس وآثار ما حدث قبلها من تطورات سياسية.

في الأمس القريب زار الرئيس الفرنسي ماكرون بيروت للمرة الثانية واتجه بعدها للعراق في رؤية فرنسية للعودة إلى المنطقة التي تنازعتها المصالح الروسية الإيرانية التركية وغاب فيها الدور الأميركي المباشر، وخلال زيارة ماكرون كانت اللجنة الدستورية السورية تجتمع في جنيف للمرة الثالثة بعد حراك فرض معطيات شملت لقاءات بين ممثلي الإئتلاف الوطني المعارض وعدد من مسؤولي الدول المؤثرة في الملف السوري، بينهم مبعوثو الإدارة والخارجية الأميركية، ومبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، وعُقدت هذه اللقاءات في جنيف وأنقرة.

في الوقت الذي كانت روسيا تتجه إلى الشمال السوري وتفاوض الإدارة الذاتية على صفقة كشفت عنها في زيارة وفد من الإدارة الذاتية الكردية إلى موسكو، فالقوى الكردية تتجه لمنح موسكو حصة من الاستثمارات في نفط المنطقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، مقابل تسهيل دخولها في المفاوضات وتعزيز موقفها بمواجهة الجانب التركي.

إقرأ أيضاً: الأسد يفرق بين الشقيقين مخلوف..يستميل إيهاب بمنحه عقد الأسواق الحرة!

حجر شطرنج جديد تحرّك باتجاه الشمال الغربي بعد صدور موقف أميركي دعم للوجود التركي في إدلب السورية ما دفع تركيا لرفع الصوت وتهديد مستقبل الاتفاق الروسي التركي الضامن لوقف إطلاق النار على حدود الطرق الدولية شمال غرب سوريا.

بذلك تبدو زيارة لافروف بحسب مصادر في المعارضة السورية أقرب للمصيرية للضغط على النظام وتحديد موعد الجلسة الرابعة لمفاوضات اللجنة الدستورية بعدما وصفت موسكو الجولة الثالثة بالمبشرة، وكأن روسيا استشعرت الخطر المتزايد على مصالحها الإقليمية بعد تنامي حضور داعش مجدداً في البادية السورية والتقارب الأميركي التركي.

وأفادت المصادر بأن روسيا طلبت من الأميركيين التمهل في إصدار الحزمة الرابعة من العقوبات الاقتصادية ضمن قانون (قيصر)، والتي من شأنها أن تعقّد مساعي إطلاق عملية إعادة الإعمار المستقبلية أكثر، خاصة وأنه من المتوقع أن تشمل شخصيات ومؤسسات غير سورية، من لبنان وايران والإمارات وربما روسيا أيضاً.

وبالطبع كما في كل متغير، يغيب دور الأسد الفعلي عن المشهد السياسي السوري في حين يئن الاقتصاد تحت وطأة العقوبات الأميركية وسياسات النظام الفاشلة الذي لا يتقن سوى التنازل أكثر مرة بعد مرة للبقاء حياً!

السابق
عون يشكر الدول الداعمة للبنان.. بفيديو «من قلب كل لبناني»!
التالي
ريفي يُراسل هنية: سلاح الممانعة المستثمر بكم مرفوض.. وحذارِ تسليم ورقة المخيمات لإيران!