«مُرشد» لبنان يعترف بالوصاية الفرنسية..ويُشعل الثورة المضادة!

قصر الصنوبر
مناسبة العاشر من محرم، محطة حزينة كل عام عند الشيعية في لبنان والعالم، ودرجت العادة ان يتخللها خطابان لامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ناريان في ليلة العاشر وصبيحته وعادة ما يكونان حماسيان من لوزام المناسبة وحواضر العصب الشعبي المطلوب ان يبقى متوثباً لملاقاة اجندات "حزب الله" داخلياً وخارجياً.

في خطابه قبل ظهر اليوم، تميّز نصرالله بحضور هادىء وبنبرة منخفضة، لكن مضامين خطابه وبين سطورها خطيرة للغاية، وتعكس مدى انسداد الافق السياسي والامني والعسكري عند “حزب الله”.

وترى مصادر سياسية معارضة ان ابرز ما تضمنه خطاب نصرالله، هو تهديد صريح باللجوء الى الشارع المضاد لثورة 17 تشرين الاول، وبإستحضار الشارع في لعبة المنازلة السياسية العددية وعند اي استحقاق او استفتاء.

تحريك الشارع المضاد

كما يتضمن “شيفرة” للجماهير والمحازبين وحلفائه في 8 آذار، ان إستعدوا لأي تحرك في الشارع عندما يرى نصرالله ضرورة لذلك. وهو يستكمل ما بدأه في الخطابات السابقة عندما اعلن “نفير الغضب” العام وحث جماهير “حزب الله” وعناصره على “حبس الغضب” في “مراطبين الانتظار”.

نصرالله اطلق “شيفرة” للجماهير والمحازبين وحلفائه في 8 آذار ان إستعدوا لأي تحرك في الشارع وإطلاق الغضب المحبوس من “مراطبين الانتظار”

وفي إشارة اخرى ولا تقل عن الدعوة الصريحة لقمع الثورة ونزع المشروعية الشعبية عنها، عندما تحدث بإستخفاف عن رأي عشرات ومئات والوف الثوار.

إقرأ أيضاً: صدام «كهربائي» يَفضح «الثنائي» جنوباً.. والسرقات تُرنّح الأمن بقاعاً!

ودعا بشكل صريح الى تدجين الإعلام وكمَ الافواه تحت حجة بث الاكاذيب، وإتهام “حزب الله” بشحنات الامونيوم في العنبر رقم 12 حتى وصل به الامر الى محاسبة الاعلام ومعاقبته بالتلميح ومن دون الدخول في الاسلوب او الطريقة او الجهة التي يريد منها هذه المهمة.

خطاب نصرالله تضمن إشارة خطيرة وإقراراً بوجود نوايا وتدخلات سياسية لتمييع التحقيق العدلي في جريمة انفجار المرفأ

وربما وفق المصادر، ان يكون نصرالله يقصد عبد الهادي محفوظ مع فريق “حركة امل” في وزارة الاعلام لمحاصرة المحطات الفضائية اللبنانية، وقمع الاعلام الالكتروني الذي يسعون الى السطو عليه واسكاته.

كما يتضمن خطاب نصرالله إشارة خطيرة وإقراراً بوجود نوايا وتدخلات سياسية لتمييع التحقيق العدلي في جريمة انفجار المرفأ، ودعوته الجيش والقضاء الى اعلان التحقيقات فوراً والوصول الى احكام قضائية سريعة منعاً لاضعاف القضية مع مرور الوقت.

الإستسلام للمبادرة الفرنسية

الاشارة الثالثة وهي الاخطر ويفترض، وفق المصادر ان تتوقف عندها جماهير “حزب الله” وفريق “الممانعة”، وهي التسليم بوجود مبادرة فرنسية حكومية بالاتفاق مع ايران وتنفيذ داخلي من “حزب الله” والعهد.

واكبر دليل على وجودها انصياع رئيس الجمهورية ميشال عون لطلبات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة قبل ساعات من وصوله الى لبنان، ولكي يستقبل الرئيس المكلف الوافد الفرنسي و”الوصي الجديد” على لبنان و”حزب الله” برضى ايراني واضح، في مقابل امتيازات نووية ووعود بفك الحصار اوروبياً بعد الانتخابات الاميركية وعقد الصفقة مع الرئيس الجديد الوافد الى البيت الابيض.

للمرة الاولى في تاريخه وبسبب ازماته وموقفه الحرج دولياً وداخلياً لا يعتبر نصرالله بوارج فرنسا احتلالاً او مبادرة ماكرون مساً بالـ”السيادة اللبنانية”

وإقرار نصرالله بالوصاية الفرنسية يكمن في عدم رفع شروطه الحكومية كما جرت العادة قبل مبادرة ماكرون، وكذلك التسليم بوجوب الاتفاق على عقد اجتماعي سياسي جديد.

وللمرة الاولى في تاريخه وبسبب ازماته الخانقة سياسياً ومالياً وموقفه الحرج دولياً واقليمياً وداخلياً، لا يعتبر نصرالله بوارج فرنسا احتلالاً او مبادرة ماكرون مساً بالـ”السيادة اللبنانية” التي سبق ان انتهكها قبل ايام الاميركيون والايرانيون على حد سواء بالتساوي بين ديفيد هيل ومحمد جواد ظريف.

كلفة الرد

الاشارة الرابعة في خطاب نصرالله، هي الاقرار بكلفة الرد على اسرائيل لتنفيذ تهديد الثأر لمقتل علي كامل محسن في سوريا بغارة اسرائيلية ورغم مرور شهر وظهور الدبابات الاسرائيلية الفارغة والمعززة بجنود اليين ودمى اقر نصرالله انه لم ينجر الى الفخ الاسرائيلي اي عدم القدرة على تحمل اي حرب ولو كانت محدودة على الحدود اللبنانية في هذا التوقيت اللبناني الصعب.

في خلاصة الخطاب، ترى المصادر ان “مرشد” لبنان لم يعد هو “المرشد” والآمر والناهي في لبنان مع تقلص دوره، كذلك في سوريا، ومع التسليم تحت وطأة العقوبات والحصار والجوع لوصاية فرنسية كاملة الاوصاف على لبنان.

السابق
المزيد من الإصابات «الكورونية» شمالاً..والفيروس يتفشى في اقليم الخروب!
التالي
«المظلومية الإعلامية»..ما يحق لنصر الله لا يحق لمعارضيه!