«حزب الله» يضرب «المُسيّرات» سيبرانياً ..توظيف سياسي قبل التفاوض!

حطام طائرة استطلاع اسرائيلية

3 ايام بالتمام والكمال تفصل على مرور عام كامل للضربة الاسرائيلية المزدوجة بطائرتين مسيّرتين في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت في 25 آب من العام الماضي.

وأتت العملية بعد ساعات من قصف جوي اسرائيلي على اهداف في قرية عقربا (جنوب شرقي دمشق) وقضى فيه 5 قتلى من بينهم مقاتلين لـ”حزب الله”.

وبعد الحادثتين اعلن امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله الانتقام لقتيلي عقربة وان الحزب سيمنع تحليق المسيرات.

وفي مطلع ايلول اعلن “حزب الله” عن اسقاط طائرة مسيرة في خراج بلدة رامية ومن بعدها في خراج عيتا الشعب.

بيان الحزب عن الطائرة الجديدة

وامس عصراً، أعلن الحزب في بيان مقتضب صادر عن العلاقات الإعلامية إن “المقاومة الإسلامية أسقطت عصر السبت 22 آب 2020، طائرة إسرائيلية مسيرة اخترقت الأجواء اللبنانية بالقرب من بلدة عيتا الشعب، وقد باتت الطائرة في عهدة مجاهدي المقاومة الإسلامية”.

من جهته أعلن المتحدث باسم جيش الإحتلال أفيخاي أدرعي على تويتر، بعد دقائق قليلة من إعلان الحزب، “في وقت سابق اليوم وخلال نشاط عملياتي لقوة عسكرية على الحدود مع لبنان سقطت طائرة مسيرة عسكرية داخل الأراضي اللبنانية”.

عملية سيبرانية

وعن كيفية إسقاط المسيرة الاسرائيلية، ترجح مصادر قريبة من “حزب الله” لـ”جنوبية” ان تكون عملية الكترونية سيبرانية دقيقة اذ تم اختراق العقل الالكتروني المشغل للطائرة وتم إسقاطها من دون ان تتضرر وهي سليمة 100 في المئة. والحرب الالكترونية موجودة ومستمرة بين الحزب واسرائيل منذ عشرات السنوات.

إقرأ أيضاً: جريمة كفتون تابع..البصمات تُوقع بأحد القتلة في البداوي!

وعن التوقيت تؤكد المصادر انه هام للغاية ولا سيما انه يشير الى بقاء تصميم الحزب في منع الخروقات بالمسيرات وانه موجود لصد اي خرق.

توظيف سياسي ودولي

في المقابل ترى مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان العملية تأتي في سياق سياسي اكثر منه امني، فمن جهة الحكومة مستقيلة ولا امكانية لتشكيل اخرى موسعة وجامعة ويعيش “حزب الله” مأزقاً سياسياً حقيقياً. وعلى المستوى الشيعي يشعر “حزب الله” بإحراج امام جمهوره وجمهور “حركة امل” بعد قتل عناصره لمسؤول في حركة امل في بلدة اللوبية على خلفية يافطة عاشورائية وان سلاحه ليس موجهاً للقتل والقتال الداخلي بل للعدو واسقاط المسيرة يعيد تصويب البوصلة ويشد العصب الشيعي.     

كما للعملية وظيفة داخلية- دولية متعلقة بالدور الاميركي في ملف الحدود البحرية والبرية وما يحكى عن تسوية مع “حزب الله” وايران ولا سيما ان مساعد وزير الخارجية الاميركي  ديفيد شينكر يعود الى لبنان قريباً لاستكمال التفاوض حول ملف الحدود البحرية. وهنا يقول “حزب الله” للاميركيين ان ورقة التفاوض في جيبي واي نقاش للبت فيه يتم في حارة حريك!     

السابق
جريمة كفتون تابع..البصمات تُوقع بأحد القتلة في البداوي!
التالي
توتر شديد في الجنوب..تمزيق يافطات وتهديدات بين «حزب الله» و«حركة أمل»!